بقلم: مروة محمود
فكرة إنك دايما تسأل حد عامل إيه، ويقول لك تمام الحمد لله، وتحسها طالعة بشجن وسخط واكتئاب، وهو مش دريان إنه عيان، كام واحد فينا بيشوف الكوباية كاملة، كام واحد فينا راضي وبيصحى كل يوم بأمل ومبتسم للحياة وعايز يكمل، كام واحد بيروح شغله مبسوط، كام واحد بيقعد مع عائلته أصلا، كام واحد بيحافظ على شخص رُزق بحبه، كام واحد لسه عايش بروح!
مؤمنة جدا إن الإنسان مش بيموت مرة واحدة، إنما هي مراحل كتير جدا، بيمر بيها لحد ما تكتمل عملية الموت الفعلية، أما كل حاجة حواليك بتفقد لذتها وطعمها بتاع أول مرة، وتسأل نفسك ليه هتاكل نفس الأكلة بنفس الطعم اللي أنت عارفه، ليه عايز تحضن نفس الشخص، وليه بتشتاق له أصلا، ليه دايما عايز تشتري نفس اللون اللي بتحلو وأنت لابسه ، ليه بتتجمع في نفس القاعدة البايخة اللي حافظ كل كلامها، ليه بتتنفس، ليه عايش أصلا؟!
أسئلة كتيرة جدا بتسألها لنفسك مع موت أول شخص عزيز على قلبك، ومتسألش عن سبب موته، لأن دايما الموت ملوش أسباب، ولأن دايما الدنيا مليانة أحياء أموات فقدوا طعم الحياة، أصحاب العقول دايما مش مرتاحين لأنهم دائمو التفكير!
إزاي الشخص العزيز على قلبك ده كان عايش ميت أصلا، كام مرة طلب الموت على استحياء من رب العزة، كام مرة حسيت بوجعه، كام مرة حضنته بضمير؟
إحساسك إنك خسرته في حياتك ظهر زي الشمس بعد ما غاب، وابتديت تسأل نفسك كل الأسئلة اللي فاتت، وعرفت إن السبب المادي لموته ده ظاهر بس لأصحاب الرؤية الضعيفة، لكنه مات على مراحل.
إزاي دايما نخلي للحياة طعم مسكر نعيش علشانه، إزاي نعيش أصلا، إزاي نخلي اليأس عدو لدود، إزاي الأشياء حوالينا متفقدتش لذتها وتفضل زي أول مرة، إزاي ناكل نفس الأكلة كل مرة بنفس مفتوحة، ونقابل نفس الناس بكلامهم المحفوظ بابتسامة، إزاي نتعلم نعرف قيمة بعض، ونحافظ على بعض قبل ما نموت؟!