بقلم: إنجي ميشيل
مراجعة لغوية: عبد المنعم أديب
وأنا صغيرة فيه حاجات غريبة كانت بتخلي ريقي يجري 🙂
يعني مكنتش زي باقي الأطفال، هقولكم ايه اللي كان بيجرِّي ريقي:
- الخيار المخلل
- الفلفل الحراق المقلي
- الكبدة
- الفسيخ
الحقيقة أن مكنش ليا في الشوكلاته ولا الحاجات الحلوة قوي،
ولحد النهارده بحب قوي الحاجات دي، وزاد عليها حاجات جديدة بس دايما الحاجة المالحة الحراقة بتشدني. للأسف لما كبرت عرفت أن حاجات كتير طلعت غلط وضرتني
ليه بحكيلكم الكلام ده؟
لأن بطبيعة شغلي كمُشيرة شفت ده في شغلي كتير ..
كل حد فيه حاجة بتشده، فيه قيمة مهمة قوي عنده، وعنده قناعة أنه هيبقى سعيد لما يوصل للحاجة دي
زي الأكل بالظبط .. فيه حاجات أنت عندك قناعة أن لما تأكلها هتكون مبسوط حتى لو الحاجات دي ضرتك.
نرجع لموضوعنا يعني فيه ناس أهم حاجة عندها (بتجري ريقهم) هو النجاح، وناس تانية الأمان، وناس تانية الحب، وناس شايفة سعادتها في الشهرة، وناس كتير حطَّاها في الفلوس. وكل واحد من الناس دي بيجري وراء القيمة اللي مقتنع أنها هتحققله اللي هو عايزه
واحنا كبنات وكستات فيه حاجات عندنا إيمان أن من غيرها صعب نكون سعداء، راضيين أو في أمان. يعني مثلًا فيه بنات كتير القيمة اللي بتحركهم هي النجاح، وبالتالي أكتر حاجة شاغلة بالهم وبتاخد من وقتهم ومجهودهم هي شغلهم أو دراستهم علشان هي مقتنعة من جواها أن السعادة في النجاح العملي. بنات تانية مقتنعة جدًا بقيمة الحب، وأن الحب ده لازم يبقي من الراجل، ولو حصل وعدِّت بوقت مفيش راجل في حياتها تلاقيها مش على بعضها وكل ثقتها بنفسها اتهزت.
طيب ليه؟ لأن من وهي صغيرة فكرة السعادة ارتبطت عندها بالحب الرومانسي. زي لما ارتبط عندي الاستمتاع بالأكل وبالحاجات الحراقة.
نسيت أقولكم أني عملت عملية كبيرة علشان الأكل الحراق تعبني. يعني مش لازم الأكل اللي بنحبه يفيدنا، وقصة الحب هي اللي تسعدنا، ولا النجاح في الحياة العملية هو كان يبقي أهم حاجة محتاجين نجري وراها، وتبقى على حساب علاقات تانية مهمة في حياتنا.
كل حد عنده صورة لشكل السعادة .. السعادة في إني اشتري كل اللي أنا عايزاه .. السعادة في أن يبقي عندي شاليه في الساحل .. لابسة ألماظ.
بس يا ترى الحاجة اللي بتدوَّري عليها فعلًا هتسعدك؟ للأسف ناس كتير بتعرف في نهاية حياتها إذا كان اللي كانوا بيجروا وراه هو فعلًا كان الصح ولا سراب. علشان كده تعالوا نستنصح ونتعلم من بدري هو ايه اللي بيحركنا، وهل يا ترى اللي بيحركني ده فعلًا هيسعدني؟ ناس كتير جريت وراء حاجات وقصص حياتهم أثبتت لينا أن السعادة مكنتش في اللي جريوا وراه.
يعني مثلًا ”كيت سبيد“ كانت من أشهر سيدات الأعمال، وامتلكت شركة باسمها، لحد النهارده منتجاتها تعتبر واحدة من الماركات العالمية .. بس للأسف هي انتحرت وسابت جواب بتعتذر فيه لبنتها عن اللي عملته.
يا ترى سألتِ نفسك قبل كده أنا ايه اللي بيجرِّي ريقي؟ أنتِ أكيد فاهمة قصدي دلوقتي 🙂 ايه القيمة اللي بتجري وراها؟ هل هو الحب؟ النجاح؟ الفلوس؟ العلم والشهادات؟
أنا عن نفسي قضيت وقت مهدور في محاولة إبهار ناس علشان كانت القيمة الأهم ساعتها هي أن أكبر عدد من الناس يحبني ويرضي عني. بس بعد شوية اكتشفت إني فقدت نفسي ومبقتش عارفة أنا مين. وبعد شوية بقت قيمة النجاح وبالتالي اطَّحنت من الإنجاز .. كنت عايزه أنجح في شغلي، و كأم لحد ما كتر الجري وقَّعني.
هسألك شوية أسئلة وحاولي تفكَّري معايا فيها؟
- ايه أكتر حاجة بتسعدك؟ وليه؟
- يا ترى لو الحاجة دي مبقتش في حياتك موجودة هتحسِّي بايه؟
- مين من عيلتك هو كمان عنده نفس القيمة (الحاجة اللي بتسعده)؟
أنا اكتشفت بعد سنين من التعامل مع ناس فقيرة، غنية، ناجحة في شغلها، قاعدة في البيت، لفِّت العالم، مخرجوش من بلدهم أن السعادة هي حالة داخلية وأن الظروف صعب تتحكم فيها. السعادة منتج بيجي هدية مع منتج تاني أساسي، وصعب تشتري السعادة لوحدها.
السعادة بتيجي من محاولة البحث عن نفسك. من علاقة دافية بسيطة، من ابتسامة بتحطَّها على وشّ إنسان مش مستني منه حاجة، من الرضا باللي عندك. اوعي تفضلي تجري وراء سراب وحاجات كبيرة أو أشخاص محددين حاطة سعادتك عليهم
مش كل اللي بيجرِّي ريقك مهم أو هيفيدك. راجعي أهدافك، وتأكدي أنك متصالحة مع نفسك مش بتحاولي تعملي حاجات أو تقربي من أشخاص علشان تتصالحي معاها.
Im very happy to find this web site. I want to to thank you for ones time just for this fantastic read!! I definitely appreciated every part of it and i also have you saved as a favorite to see new information in your blog.
I was extremely pleased to discover this page. I want to to thank you for ones time due to this wonderful read!! I definitely appreciated every part of it and I have you bookmarked to look at new information on your web site.