6 اتهامات اعتاد المُجتمع أن يُلقيها بوجه المرأة

345

تميل المجتمعات التي نعيش بها إلى تكسير المجاديف، والصعود على أكتاف الضُعفاء كما لو كانوا لا يرتفعون شأنًا إلا بسحق من حولهم، فنجد الغالبية العُظمى يرفضون الاعتراف بالخطأ أو النَقص، ليصبح الأسهل لديهم هو إلقاء اللوم على الآخرين، مُتهِمينهم أن عيوبهم هي التي تتسبب في الحصول على ردود الأفعال التي لا يقبلونها.

 

ولأن النساء هن الأكثر تعرُّضًا لهذا السلوك، أحضرنا لكم اليوم أشهر الاتهامات الجاهزة والدائمة التي يتم إلقائها بوجوههن، حتى أصبح الكثيرات منهن يُصدِّق بالفعل أنهن سبب كل شرور الكون.

 

أنتِ قبيحة

يتهمنوننا بقُبح الشكل، ثم يُطالبوننا بتحسين هيئتنا لتتوافق مع شروطهم الخاصة، دون أن يُفكر أيٌ منهم بالنظر إلى المرآة يومًا، أو يُدرك أن الذي لا يستطيع أن يرى في الآخر سوى القُبح فإن القبيح هنا هو عينه، لا لأننا مُنزَّهات عن عيبٍ كهذا، ولكن لأن الأصل في الأشياء/ الأشخاص هو الجمال.

لذا علينا أن نتعلم كيف نرى مواطن التَمَيُّز في الآخرين، لا سوءاتهم. وإن صادف وكان من نتعامل معهم قبيحين بالفعل -من وجهة نظرنا الشخصية- فهذا لا يَعني أن رأينا هو الصواب أو أنهم قَبيحون في المُطلق، وفي كل الأحوال فإننا بالطبع لا نملك الحق لمواجهة الآخرين بعيوبهم دون مُراعاة لمشاعرهم، مهما كانت درجة قُربنا للآخر.

 

أنتِ بدينة

هناك بعض الأشياء لا تحتاج إلى توضيح، فإذا كنت أنا شخصية بدينة، فأن يُخبرني أحد بذلك لن يُقدم لي أي جديد. ناهيكم بأن البدانة إحدى صفات الفرد الجُسمانية مثلها مثل صفاتٍ أخرى كثيرة، كل ما في الأمر أن البدانة شيئًا يُمكن إصلاحه بالإصرار والمُحاولات، وأنه مُكتسب إلى حد كبير طالما أن أسبابه لا تعود إلى مرضٍ ما أو أسبابٍ وراثية.

المأساة تظهر حين يتم اتهام البعض بالبدانة كما لو أنها جُرم أو ذنب لا يُغتفر، ثم يجعلون قبولهم مشروطًا بإنقاص الوزن، ظنًا منهم أنهم يمنحون بذلك أصحاب الوزن الثقيل الحافز للحصول على الجسم المثالي، غير أن ذلك غير صحيح بالمرة ولا إنساني، حتى أنه قد يدفع الآخر لملء فراغ عَدم تَقَبُّل الآخرين له بمزيد من الطعام.

 

أنتِ كئيبة/ نكدية

الكآبة عادةً ما تكون رَد فِعل على مواقف، أشياء، تجارب ما تجعل قلوبنا مُصابة بالحُزن، إلا أن من نعيش معهم كثيرًا ما يصعب عليهم استيعاب ذلك، فطالما أن الحياة لم تخذلهم، والأوجاع لم تدُس على أقدامهم الشخصية إذن لا داعٍ للـ”شحتفة”، حتى أن البعض يقذفها بوجوه التُعساء صراحةً فيتهمونهم بالمُبالغة في ردود الأفعال، كما لو أن الشخص البائس يُسعده بؤسه. 

عزيزي غير القادر على فهم سبب حُزن الآخرين، من الذي أخبرك أن عليك أن تفهم السبب أو تقتنع به؟! الآخر هو المُتشِّح بالحُزن لا أنت، لذا إذا كان عليك أن تأخذ رد فِعل مُعين فالشيء الوحيد المطلوب منك هو حُسن الاستماع دون تتفيه للأمر أو استنكار أسباب الاكتئاب، فإن لم تستطع فِعل ذلك كُن خفيفًا دون أن تُضيف للقلب عبئًا جديدًا.

 

أنتِ زنانة

بالله عليكم ما الذي يجعل امرأة تطلب ما تُريد أو تُذكِّر من حولها بفعل أمرٍ ما أكثر من مرة إلا إذا كانت تعرف مدى كسل هؤلاء الأشخاص أو قُدرتهم على التظاهر بالإنصات في حين أنهم لا يفعلون ذلك؟

ما يجعلهم يحتاجون للاستماع للشيء عشرات المرات قبل أن تلتقط عقولهم الأمر وتُدرك الحاجة له ثم يُلقيه بالذاكرة البعيدة لا على أمل الرجوع إليه بقدر ما يكون الموضوع على أمل أن تنسى المرأة ما تُريد فتُريح وتستريح.

الزَن مُرهق ومؤرِّق، بل ويمكن وصفه بالمَقرف سواء لفاعله أو المفعول به، أين المُتعة في أن تُخبر امرأة زوجها حاجتهما لتغيير لمبة الحمام المحروقة كل يوم على مدار شهر قبل أن يفعل ما طُلب منه، لا لأنه عليه ذلك ولكن للخلاص من الزن وقرَفه؟! نعم النساء زنانات ولحوحات ولكن لا لشيء إلا لأن من حولهن يدفعونهن إلى ذلك، تخلصوا من الكسل، نتخلص نحن من الزَن.

 

أنتِ فاشلة

مقياس النجاح والفشل نسبي للغاية، نِسبي حتى لأبطال الحكاية أنفسهم، حيث يختلف تقييمهم لمكانهم في الحياة كُلما نظروا للأمر من زاوية أبعَد، لذا من غير المنطقي أن نُطالب مَن حولنا بأن تكون أهدافهم وأولياتهم نفس التي لدينا وإلا كانوا على خطأ.

وحتى الإخفاق الصريح سواء بدراسة أو علاقة عاطفية أو عَمل، ليس بالضرورة معناه أن صاحبه فاشلٌ، فمن جهة ليس من العَدل أن يتحمَّل شخص واحد كل الأخطاء أو أن يكون سببًا في النتيجة بمُفرده، ومن جهة أخرى قد يكون الإخفاق في شيء ما معناه أنه غير مُناسب لصاحبه، لذا وضع كلمة النهاية والبداية من الصِفر كثيرًا ما تكون هي الشجاعة بعينها وأول خطوة صائبة على سُلم النجاح لا العكس.

 

أنتِ لا تصلُحين شريكةً للحياة

إذا كان مَن اخترتِه شريكًا لحياتك يرى ذلك، فهذا الأمر لا يجب أن يمُر مرور الكِرام، فبعض الكلمات لا تصلُح لأن يُقال عنها خرجت في بساعة غضب أو من فِعل الشيطان، الخلافات لا يجب أن تخرج من الحيز الضيق الذي تسبب بها بالأساس. مع الأخذ في الاعتبار أن -للأسف- قليلين هم القادرون على الفَصل بين السلوكيات والطباع، وردود الأفعال على موقف مُعين، واختزال الشخص نفسه في رد الفعل كما لو أنه لم يُقدم يومًا أي شيء إيجابي بالعلاقة. 

أما إن كان الطرف الآخر في العلاقة يُصر على هذا الرأي خارج نطاق الخلافات، فما من سبب يُجبر اثنان على الاستمرار في الحياة معًا دون وجود الشغف أو فائدة ما، سواء مادية أو معنوية تعود عليهما من تلك العلاقة. 

 

وبشكل عام نهاية العلاقات ليست نهاية للحياة، فنحن مثل قطع البازل، عدم توافقها مع شخص ما لا يعني أنها لا تصلح لإضفاء الكَمال على شخصٍ آخر.

 

تطول القائمة بلا نهاية، ليبقى الأثر النفسي السيء الذي تُخلِّفه، والسواد الذي تكسو به القلب، لذا لا تسمحي لأحد -مهما كان شأنه أو درجة قرابته -من انتقاص قدرك حتى لو كُنتِ مُقتنعة بما يراه فيكِ، فهناك فرق كبير بين رفضك للاعتراف بالخطأ وقبولك الانسحاق تحت وطأة ألسنة الآخرين الحادة.

 

واعلمي أنه مهما كانت الصفة السلبية التي تتسمين بها -لأن كلنا نملك صفاتنا السلبية بالطبع- لا تتعاملي مع الأمر كما لو كان سُبَّة، بل هو مجرد “ديفوه” ستعملين جاهدة على إصلاحه إذا كان يُسبب لكِ الضيق أو أي مُضاعفات سيئة سواء نفسية أو جُسمانية، أما لو كُنتِ مُتصالحة قلبًا وقالبًا مع الاتهامات التي يُلقونها بوجهك إذن لا تُعيري لمثل هؤلاء الواصمين انتباهًا، وأغلقي الأبواب بوجوههم.

فصدقي أو لا.. بعض الضُعفاء لا يستمدون قوتهم إلا بالتَغَذّي على طاقات الآخرين الإيجابية وثقتهم في أنفسهم، فإياكِ والسماح لهم بذلك!

المقالة السابقةماذا تشترين كهدية للرجل؟
المقالة القادمةأنا أخيرًا رحت الجيم
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا