أنا أخيرًا رحت الجيم

778

وأخيرًا فعلتها..

أخدت القرار إني أقوم من قوقعة الكسل وأبطّل تسويف وأشيل نغمة “بكرة إن شاء الله أروح” من دماغي، قررت إن كفاية تأجيل لكل حاجة نفسي أعملها وألف مليون مبرر بيوقفوني مكاني، وألاقي نفسي شاطرة جدًا في الكلام، وأقعد أحلم بروحي وأنا بعوم كالمحترفين أو بلعب آيروبكس بتمكُّن وجسمي مرن بشكل خارق.. في الآخر أقعد أغذي عقلي وأحلامي بصور ليّ مبتحصلش وأقول الوقت المناسب هييجي وهتعملي كل اللي إنتي نفسك فيه، اصبري بس وهتشوفي.. وأصبر أوي على نفسي بس مفيش حاجة بتحصل وأنا مش بقوم من مطرحي.

 

في الفترة الأخيرة دي ورغم إن جسمي في أحسن حالاته من حيث الوزن، ومش متضررة إطلاقًا من شكلي، بس الواقع بيقول إن جسمي تعبان جدًا، منهك ومتيبس زي غصن شجرة ميت وناشف.. َنَفسي مش منتظم وبنهج من أقل مجهود بعمله، والأسوأ إن عمودي الفقري متقوّس بشكل مبالغ فيه لدرجة إن الدكتور قالي إني قربت أبقى زي أحدب نوتردام وأنا لسه مدخلتش عقدي الثالت من عمري. بقت جملة “افردي ضهرك” بتتقالي زي صباح الخير اليومية، أوقات بتجاهل الموضوع ده وأقول عادي يعني ضهرى مُنحني وخلاص، ما هو كده كده كان هييجي عليه يوم ينحني غصب عنه لما أكبر في السن، وأوقات تانية بزعل على نفسي لما راجل كبير قد جدي يقولي “يا عجوزة افردي ضهرك.. ده أنا ضهري مفرود عنك”.

 

النهارده رحت الجيم لأول مرة، وأنا جاهزة من كل النواحي الذهنية والنفسية للتجربة دي، رحت أختبر حاجة جديدة لروحي ولجسمي، وأنا حاطة في دماغي إني أستحق أخرج من دواير العالم الافتراضي اللي أنا حابسة نفسي فيها، وأروح أتنفس بشكل أفضل برة حيطان البيت والمطبخ وقوائم الطلبات اللي مش بتخلص.

رحت الجيم وأنا حاطة في دماغي إني مش داخلة عشان أفقد عبء وزن مش عندي ولا عشان أنزل “المافن توب” اللي موجودة في أسفل بطني، ولا حتى عشان أكتسب ثقة في نفسي.. أنا مش داخلة ماراثون ولا ناوية أدخل تحدي مُرهِق يزود من إرهاقي اليومي اللي عامل زي ضلّي وفي الآخر أكرهه لأنه فقد المتعة اللي مفروض تكون بتميزه.

 

دخلت الجيم وأنا بقول لروحي إن جسمي محتاج يتحرك وعضلاته محتاجة ترجع تدب فيها الحياة، وإن ضهري مشكلة فعلاً ومش لازم أستهون بيها، وفي النفس الوقت أنا داخلة عشان روحي تتخفف شوية من أعبائها وعيني تشوف ناس تانية وحيطان تانية، وقلبي يدق جامد في وداني وأنا بتحرك بحماس وشغف وأحس إنه عايش فعلاً.

 

لما دخلت قررت مشوفش شعري في المراية عامل إزاي ولا هدومي متناسقة أوي زي ما بحب وهتعامل ببساطة وتلقائية. المدربة اللي كانت موجودة رحبت بيّ جدًا وسألتني بعدها على طول سؤال كان نفسي حد يسأله ليّ من زمان.. قالتلي “قوليلي بقى جسمك عامل إيه؟”، حسيت إن سؤالها كان عامل زي عصاية سحرية خبطتني على راسي بهدوء عشان تشيل أي رهبة أو توتر أو ارتباك، ولقيتني بقولها إن جسمي تعبان أوي، جسمي مرهَق ومتضايق ومشلول مش بيتحرك بانطلاق، متكتف في روحه.. وضّحتلها إن جسمي مش مضايقني شكلاً وإني متصالحة معاه، بس أنا محتاجة أحرّكه، أفكّه من نفسه، والموسيقى الحماسية تدخّل جوايا طاقة وتحببني في الحركة.

 

على إيقاع أغنية لـMove like jagger

maroon 5

لعبت آيروبكس لأول مرة، الإيقاع السريع والصاخب للأغنية اللي بحبها جدًا ساعدني إني أتحرّك مع المدربة بشكل كويس أوي وجسمي كان متناغم جدًا مع الموسيقى والحماس اللي كان متحكم في روحي، وبعد كده عملتلي زي روتين على بعض الأجهزة الرياضية اللي كانت موجودة بمعدل 30 مرة على كل جهاز، وفي نفس الوقت كانت بتأكد عليّ إني أتعامل بالراحة وبهدوء ومش بعنف، وأحس بكل حركة بنفذها وتأثيرها على كل حتة في جسمي.

 

آينعم خرجت بعد ساعة ونص تقريبًا حاسة بنبض مؤلم في دراعي ورجلي وبطني، وعارفة إن حركة جسمي اليومين الجايين هتبقى جحيم من الألم هعيشه وأنا بقعد وبقوم.. بس الطاقة اللي أنا حاسة بيها تستاهل إني أستحمل الألم ده شوية، والابتسامة اللي أنا حاسة بيها على وشي لأني أخيرًا عملت حاجة كان نفسي فيها وقدرت أخرجها من حيز الحلم لحيز الواقع الفعلي تستاهل إني أتغاضى عن الوجع المؤقت ده..

وإني عرفت أكسر أسطوانة التأجيل المحبطة. ده اداني أمل إني هقدر أحقق حاجات تانية نفسي جدًا أعملها، أنا محتاجة بس شوية إيمان بقدراتي.

الواقع دلوقتي بيقول إني أخيرًا روحت الجيم، ومش ناوية أقف تاني.

 

 

المقالة السابقة6 اتهامات اعتاد المُجتمع أن يُلقيها بوجه المرأة
المقالة القادمةالمتدرب العجوز

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا