انقضى العام كلمح البصر، بعض زينات الكريسماس ما زالت معلقة، أشعر أن بداية العام كانت منذ وقت قصير.. كيف انقضى هذا العام بهذه السرعة؟! بالفعل أتعجب!
في نهاية كل عام عادة ما أضع كشف حساب لنفسي.. إنها طريقة جميلة لمحاسبة النفس ووضع خطط مستقبلية. ورغم أني حققت الكتير من خططي لكني وجدت أمورًا كثيرة، أو قل بعض أحلامي البسيطة التي لم أستطع أن أنجزها رغم شغفي وعزمي على تنفيذها.. سأذكر خمسة عشر حلمًا كنت أود أن أحققهم وسبب عدم الإنجاز، لعلك عزيزتي تتجنبي أخطائي وسبب فشلي في تحقيقها.
1- كنت أحلم أن أقول كلمة “لا” في بعض المواقف عندما كان يُطلب مني أمور فوق طاقتي، ولكني كنت أتحامل على نفسي خوفًا من غضب الآخرين أحيانًا والخجل من إلحاح البعض أحيانًا، مما زاد الضغوط على نفسي وأصابني مرضًا، كان أول ما قاله الطبيب “ابعدي عن أي انفعال وأي ضغوط” ساعتها تذكرت أنه كان عليّ أن لا أُحمّل نفسي فوق طاقتها بهذه الطريقة.
2- كان في خطتي العام الماضي أن أفقد من وزني بعض الكيلوجرامات، ولكنني بسبب الضغوط أهملت في هذا الأمر، مما أصاب قدميّ بالألم، وتوجهت أخيرًا إلى طبيب التغذية لاتّباع نظام غذائي مناسب.
3- كان في خطتي أن أقرأ بعض الكتب التي اقتنيتها، ولكن بسبب ضيق الوقت والاهتمامات لم أنتهِ من بعضها. فقد أضعت أوقاتًا كثيرة في أمور غير مهمة، كان في الإمكان استغلالها في القراءة.
4- كان في خطتي زيارة بعض الأماكن السياحية والمتاحف في مدينتي، فلقد تركت الصعيد منذ عدة سنوات وكان من أحلامي زيارة هذه الأماكن التي طالما قرأت وكتبت ودرست عنها فقط، ولكني إلى الآن لم أنتهز فرصة وجودي في القاهرة لزيارة متاحفها ومعالمها. بينما يأتي الآلاف من كل بقاع العالم ويدفعون الأموال لرؤيتها، بينما يفصلني عنها بعض الشوارع فقط.
5- كنت أخطط لتعلم القيادة، ولكن لم أكمل التعليم وتكاسلت، ورغم علمي بأهمية الأمر وضرورته لكني استسلمت لمخاوفي وهروبي من الروتين في استخراج أوراق رخصة القيادة، وانقضى العام دون إنجاز الأمر. نعم الاستسلام يقتل الأحلام.
6- كنت أخطط لمعرفة جيراني وزيارة بعض الشخصيات خلال العام، فأنا أعيش في شارع كبير لا أعرف فيه أي أحد، ونكتفي في الأعياد بإن نضع ورقة على كل عمارة للتهنئة، وبالتالي يضع الجيران ورقة مثلها في أعيادنا، وكل منا لا يعرف الآخر، لا أعرف لماذا لم آخذ هذه الخطوة، ربما الخجل وخوفي من المبادرة أو شعوري الداخلي بأني ما زلت غريبة في هذه المنطقة، أو ربما ما زال يسكنني مسقط رأسي الذي قضيت فيه أكثر من ثلاثين عامًا.
7- كنت أخطط لشراء كاميرا متخصصة، فأنا أعشق التصوير، ولكني لم أتمكن من شرائها بسبب عدم التدبير والادّخار. نعم أعترف، أنا لا أجيد الادخار؛ لم أتعوّد على ذلك، وكنت أتعجب من بعض صديقاتي وكيف يدخلن في جمعيات كبيرة وينتظمن فيها بالتزام كل شهر، ولكني سأراعي أمر التدبير في طريقة الصرف العام القادم، حتى أتمكن من تحقيق حلمي الصغير.
8- كنت أحلم أن أمارس رياضة المشي بانتظام أو أن أشارك ابني الصغير في رياضة ركوب الدراجة، ولكني لم أحقق هذه الرغبة بسبب عدم تنظيم الوقت أحيانًا والكسل أحيانًا أخرى.
9- كان من خططي أخذ كورس في فن معين من الفنون التي أحبها، ولكني كنت أؤجل لضيق الوقت والانشغال والأنشطة الكثيرة التي استنفدت كل جهدي.
10- كنت أخطط لتغيير قَصة شعري ولونه كنوع من التغيير، ولكني ترددت، لا أعرف لماذا، ربما لأني أخاف من التغيير، وأخاف أحيانًا أن أغامر، وإن كانت الحياة تستحق بعض المغامرة والتجديد.
11- كنت أخطط لنقل أوراق عملي إلى مكان مناسب بدلاً من الانتداب الذي قارب ستة أعوام، ولكني فشلت رغم محاولاتي الجادة، وأدعو الله أن يكون لي فرصة العام القادم.
12- كنت أريد أن أجدد في المنزل، ولكني لم أستطع أيضًا لكثرة انشغالي بأنشطة متعددة ومسؤوليات فوق الطاقة وعدم وجود الأموال الكافية.
13- كان في خطتي أن أعطي لنفسي إجازة أسبوعية، ولكني أدركت أنه أمر يحتاج إلى معجزة إلهية، وإن كانت الإجازة أمر غاية في الأهمية.
14- كان في خطتي رسم عدد كبير من اللوحات، ولكني أنجزت عددًا قليلاً لا يرضيني. وذلك بسبب عدم الالتزام وعدم التركيز.
15- كنت أريد أن أفعل ما أريد، ولكني كثيرًا فعلت ما يريده الآخرون، سواء كانوا أولادي أو أصدقائي أو المجتمع، كثيرًا ما تحكمنا الظروف والعادات والتقاليد وما يريده الناس.
كثيرًا ما نستسلم ونتخلى بسرعة عن خططنا وعن عمل ما نريد حتى نرضي من حولنا.
وهذا يشكّل ضغطًا كبيرًا علينا، يرهقنا ويؤلمنا، وقد يسلمنا للمرض والفشل.
نصيحة مني.. لا تُحمّلي نفسك فوق طاقتها.. استمتعي بتحقيق ما رغبتِ فيه، الحياة هي حياتك، من حقك أن تعيشيها بفرح لا أن تعيشيها مضغوطة محملة بأعباء إرضاء الآخرين، ويمر العام عليكِ ولم تحققي أبسط أحلامك، حتى لو كانت أحلامك تشبه أحلام العصافير في بساطتها.
