مقادير عمل رمضان في البيت

789

كل سنة وإنتم طيبين٬ رمضان منورنا بقاله أسبوع٬ طبعًا طول الأسبوع ده سمعنا وقلنا كتير قوي إننا مبقيناش حاسين برمضان خلاص٬ وإن فرحة رمضان اللي كنا بنحس بيها زمان اختفت خلاص٬ وجو نوستالچيا وحنين كده بيخليكي تحسي إن قلبك مقبوض وزعلانة على الأيام اللي راحت، بدل ما تفرحي وتبتهجي بالشهر اللي مبيجيش غير كل سنة مرة.

أنا كمان زيك٬ بحِن لرمضان زمان اللي كان بييجي في الشتا، وكنا بنعلق زينة في البلكونات ونشتري فوانيس٬ لما كنا بنلعب بالفوانيس بعد الفطار ونطفي النور ونقعد نتأمل في جمال ألوانه وهو منور٬ أنا كنت بقعد أتخيل إني صغرت ودخلت أعيش جوة الفانوس الحلو الملون المنور ده٬ بس خلاص كبرت وبقى بيجيلي أحاسيس حنين كتير لأيام زمان زيك بالظبط.

بس أنا -لأني اتجوزت في القاهرة بعيد عن أهلي- قررت من أول رمضان ليَّ بعد الجواز إني هعمل لرمضان طقوسه الخاصة اللي هعوض بيها الحنين لرمضانات زمان٬ أولاً لأنها مستحيل ترجع تاني ومش هستفيد أي حاجة من اجترار الذكريات غير الحنين الموجع خصوصًا وأنا بعيد٬ وثانيًا عشان أعمل طقوس خاصة بيَّ وببيتي لما أكبر وأعجز أفتكرها٬ وزاد تصميمي السنة دي مع وجود ابني “أدهم”٬ عايزة أعمله ذكريات وطقوس يفتكرها ويترحم عليَّ ويتعلم منها يخلق طقوسه الخاصة.

من أول يوم الرؤية بتبدأ طقوسي لرمضان٬ رغم إن بالتواريخ كلنا بنكون عارفين معاد أول يوم بالتأكيد٬ بس طقس الفرجة على رؤية الهلال وتشغيل أغاني رمضان بعد الرؤية بيعمل بهجة كبيرة لاستقبال الشهر.

كمان من أول رمضان ليَّ بعد الجواز وأنا كل سنة بعمل ركن رمضاني في البيت٬ بالذات في الليڤنج لأنه المكان اللي لازم نشوفه كل يوم. اشتريت قماش خيامية ورسومات على شكل بوجي وطمطم وطلعت كل فوانيسي اللي جبهالي جوزي وجبت كرتونة قديمة وعملتها ترابيزة صغيرة وغطيتها بقماش الخيامية، ورصيت الفوانيس وعلقت حواليها الزينة٬ وكل مكان في البيت فيه ترابيزة حطيت عليها مفرش وفانوس. الشكل بيتغير تمامًا عن الأيام العادية وبحس ببهجة مش طبيعية٬ خصوصًا وأنا منهمكة في تعليق الزينة وترتيبها.

كمان من أول يوم جواز وأنا عندي طقم أطباق ميلامين أبيض في أزرق٬ الميلامين خامة قديمة وبسيطة بحس فيها بطيبة زمان٬ قررت أشيل الطقم ده ومستخدموش غير في رمضان بس٬ وفعلاً من أول سحور لآخر فطار وإحنا بناكل في الطقم ده وبعدها يتشال لرمضان اللي بعده.

الفوانيس بقى طقس مقدس٬ فضل جوزي يشتريلي فانوس كل سنة، مرة خشب ومرة صفيح ومرة خيامية وينضموا لزينة البيت٬ لحد السنة دي خلاص دوري خلص وخلقنا طقس جديد، إننا ننزل سوا أنا وهو و”أدهم” نشتريله فانوس٬ رغم إنه مش فاهم حاجة ولا عارف يعني إيه فانوس، بس ده كان مهم قوي عشان نخلق طقس جديد من طقوس رمضان الخاصة بأسرتنا.

الكنافة والقطايف لازم متتقطعش من البيت طول رمضان٬ دول الصنفين الوحيدين اللي مبيدخلوش البيت طول السنة حتى لو متوفرين في الأسواق، عشان يحتفظوا بخصوصيتهم٬ حاجة بسيطة قوي بس بتميز اليومين دول عن أيام تانية.

أما بقى السهر لحد السحور للفرجة ع المسلسلات أو للتفرغ للعبادة أو حتى عشان أعمل الأكل بتاع بكرة عشان مقفش في الحر، فده مزاج عندي٬ وقت جميل مبكرروش طول السنة، وطقس بيحسسني بالحميمية والطيبة.

كان لازم أعمل لنفسي ولأسرتي طقوس رمضانية خاصة بينا٬ مش مرتبطة بعزومات ولا لمة ولا ممكن تتأثر بأي حاجة غيرنا إحنا٬ وبقيت أشغل نفسي بالتخطيط لرمضاني الخاص اللي فيه هسافر لأهلي أو لأهل جوزي، أو هتعزم عند صحابنا أو هعزم صحابنا عندنا٬ مبقتش أشغل نفسي بالحنين للماضي، وصممت أخلق ذكريات في الحاضر اللي عايشاه هنا ودلوقتي.

الحنين للماضي مش وحش أبدًا، بالعكس، ده بيثبت إن ليك جذور وتاريخ وإنك عشت أوقات حلوة٬ بس مش معنى كده إن الماضي بس هو اللي حلو، لأ الحاضر كمان حلو، بس إحنا اللي ساعات بنختار ندور وشنا عنه ونبص ورانا ونتحسر على اللي سبناه وسابنا.

دي كانت مقاديري لصنع رمضان في البيت.. إنتي بقى مقاديرك إيه؟

المقالة السابقة10 نصايح عشان متتخنيش في رمضان
المقالة القادمةأشهر 10 محلات بيع الحلويات في رمضان
إنجي إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا