عندما كنت طالبة في كلية الهندسة كنت أدرس مادة تسمى الإنسانيات، هذه المادة كانت تحتوي على محاضرة في أحد الاعوام تتحدث عن كيف تحقق حلمك، عندما تستمعين إلى هذا العنوان قد تعتقدي أنكِ في إحدى محاضرات التنمية البشرية التي تعطيكِ حافزًا قويًا دونما أن تضع يدكِ على أمر محدد، ولكن في حقيقة الأمر كانت هذه المحاضرة مختلفة تمامًا، وغيرت مسار حياتي بالكامل، ولذلك قررت أن أنقل لكنَّ محتواها، وكيف قمت بتنفيذه للحصول على أفضل النتائج.
من السهل أن تحددي هدفًا لك في الحياة، تسعين للوصول إليه مرارًا وتكرارًا دون يأس، تحاولين جاهدة ولا شيء يوقفك، ولكن عزيزتي دون خطة منظمة بجدول زمني محدد قد تقضين ما تبقى من عمرك تحاولين الوصول دون جدوى، أو الأسوء من ذلك هو أن تستيقظي صباحًا يومًا بعد يوم، كل يوم معتقدة أن أمامك متسع من الوقت لتحقيق هذا الحلم، دون السعي الجاد من أجل الوصول إليه.
أولاً: الوصول للهدف
– تحديد الهدف هو أول وأهم خطوة في مسار حياتك، وعليكِ أن تحدديه بدقة ودون تردد، خذي كل الوقت الكافي لمعرفة ما تريدينه حقًا في الحياة.
– من الممكن أن تسعي لأكثر من هدف في وقت واحد، ما دمت استطعتِ التوفيق بين أهدافك المختلفة، ولكن احذري عزيزتي من تداخل الأهداف، إذًا هدف واحد لكل مجال من مجالات حياتك كافٍ جدًا، بمعنى هدف واحد في حياتك العملية، هدف واحد في حياتك الاجتماعية… إلخ.
– من غير الممكن أن تضعي هدفًا جديدًا في مجال ما دون تحقيق الهدف السابق. تناسي تمامًا أي إغراءات لتغيير مسار حياتك، فيا عزيزتي الوصول في حد ذاته هدف لك.
– بمجرد أن تحددي هدفك ابدأي فورًا بوضع جدول زمني لإنجازه، فنحن لا نملك عمرًا بأكمله. فأهم طريقة للوصول هي وضع جدول زمني ثابت على المدى الطويل والالتزام به.
وإليكِ أفضل طريقة لوضع جدول زمني للوصول لهدفك:
أولاً: تقسيم هدفك الأساسي لعدد من المحطات التي يجب التوقف عندها، لمعرفة إذا ما كنتِ على المسار الصحيح، وإلا عليكِ تغيير طريقتك فورًا، على سبيل المثال، إذا كان هدفك الأكبر هو أن تصبحي صاحبة مطعم شهير، فيجب عليكِ تحديد محطات عدة يجب المرور عليها قبل تحديد موعد افتتاح المطعم.. مثلاً:
المحطة الأولى: هي تعلم الطبخ بطريقة احترافية.
المحطة الثانية: هي الحصول على عمل كمساعد طباخ في أحد المطاعم، حتى تتمكني من ممارسة المهنة بشكل احترافي.
المحطة الثالثة: أن تصبحي كبير الطباخين في المطعم، وأن تأتي الزبائن في المحل خصوصًا لتتناول الطعام الذي أعددتِه بنفسك… وهكذا.
تانيًا: وضع جدول زمني للوصول لهذه المحطات، على أن تأخذ كل محطة من ثلاثة إلى خمسة أعوام.. واعلمي أن هذه الفترة في عمر النجاح طويلة بقدر كافٍ لإنجاز المهمة، وقصيرة بشكل كافٍ حتى لا تملي من السعي.
ثالثًا: تقسيم كل محطة من هذه المحطات إلى عدد من الخطوات، يتم وضعها في جدول زمني يومي لتنفيذها، على سبيل المثال:
الخطوة الأولى: البحث عن أكاديمية احترافية لدراسة الطبخ فيها.
الخطوة الثانية: الحصول على المبلغ المطلوب كرسوم تقديم في الأكاديمية.
الخطوة الثالثة: التقديم في الأكاديمية… وهكذا.
ولكن اعلمي عزيزتي أن عمل جدول زمني ناجح تستطيعين الالتزام به دون أن تضيعي وقتك أو تتوهي في دوامة العمل ليس من السهل، ولذلك سوف أخبرك أفضل طريقة لعمل جدول زمني ناجح:
أولاً: يجب أن تتعاملي مع السعي وراء تحقيق هدفك على أنه وظيفتك الجديدة، وعدد ساعات العمل في أي وظيفة هي ثماني ساعات في اليوم، إذًا أول بند يوضع في جدولك الزمني اليومي هو ثماني ساعات مخصصة للسعي وراء الهدف، ويجب أن تكون ثماني ساعات محددة، ويفضل أن تكون صباحًا حتى يكون استيعابك في أفضل حالاته، أما إذا كنتِ موظفة في وظيفة ثابتة فثلاث ساعات في اليوم ثابتة من أجل السعي وراء هدفك كافية.
ثانيًا: أدق التفاصيل توضع في جدولك الزمني اليومي ويجب الالتزام بها، مثل تناولك لكوب القهوة الصباحية وردك على رسائلك الخاصة ومشاهدة مسلسلك المفضل وقراءة جزء من كتاب جديد أو غسل الصحون، بهذه الطريقة سوف تفكرين مليًّا قبل أن تقضي خمس ساعات في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو في لعب الكاندي كراش، وعوضًا عن ذلك سوف تقرئين كتابًا أو تشاهدين فيلمًا جديدًا، أيضا سوف تدركين تمامًا حجم المجهود الذي تقومين به يوميًا، فربما قد حان الوقت لتوزيع بعض المهام على أناس آخرين من أجل الحصول على وقت أكبر للعمل على تحقيق هدفك.
ثالثًا: تحقيق 70% من جدولك الزمني هو إنجاز كبير، فلا تضغطي على نفسك من أجل إنجاز جميع المهام، ولكن لا تتجاهلي ما لم يتم إنجازه وقومي بنقله لليوم التالي.
رابعًا وأخيرًا: يجب أن تحصلي على راحة حتى من جدولك الزمني المنظم، لذلك يجب أن تحددي يومين أسبوعيًا لا يتم فيهما الالتزام بالجدول، في هذا اليوم يفضل أن ترمي كل شيء جانبًا، حتى واجباتك المنزلية، وقضاءهما خارجًا مع صديقاتك أو عائلتك أو حتى وحيدة. الهدف من هذا مثل الهدف من اليوم الحر في أنظمة الطعام، وهو ألا تملِّي من الالتزام بالقائمة التي وضعتِها لنفسك.
واعلمي عزيزتي أن تحقيق حلمك ليس بالأمر الهين ولا السهل، ولكن بوضع جدول زمني وتقسيم العمل وتقدير حجم المجهود المطلوب منك للوصول للهدف، أصبح الوصول إلى هدفك أكثر وضوحًا وسلاسة وتحديدًا.