في نهاية سنة وبداية سنة جديدة، بحب أراجع أحداث السنة اللي عدت، وأشوف إيه الحلو وإيه الوحش، وافتكرت إن السنة دي عملت حاجات كتير كنت لأول مرة أعملها.
18 جواب
جربت تكتب جواب قبل كده؟ قعدت وقت قد إيه وكان إيه إحساسك وقتها تجاه الشخص اللي بتكتبله؟
أنا بقى كتبت 18 جواب لـ18 واحدة كانوا معايا في الدبلومة اللي أخدتها السنة دي من الجامعة. 18 جواب بخط إيدي وأنا أصلاً خطي وحش.. 18 إحساس مختلف تجاه كل واحدة، والمفروض إني أخلص الجوابات عشان ألحق أنام وأروح امتحان تاني يوم.
كنت لأول مرة أعمل كده، بس اتبسطت إني عبرت عن مشاعري لناس درسوا معايا لمدة سنة من حياتي، في الحقيقة إحنا معرفناش عن بعض كتير، لكن حبينا بعض.. يومها حسيت إني ممكن معرفش أقابلهم تاني في الحياة غير صدفة، فحبيت أسيب ذكرى حلوة وأعبر لكل واحدة عن حاجة هي عملتها فرقت معايا بشكل إيجابي.
تعرفي على: 4 خطوات لدهان الشقة بنفسك
قررت إني مش هكتب بالقلم الرصاص، برغم إني بحبه أكتر من القلم الجاف، لكن خفت يتمسح بمرور الوقت، مكتبتش كلام كتير، لكن كان من ضمن الجوابات إني اتعلمت من واحدة فيهم إزاي أعيش في السكينة والهدوء ومخدش كل حاجة أعصابي، وواحدة تانية كتبتلها إنها قد إيه مبهجة بابتسامتها وألوانها، وإنها بتخليني أتحدى نفسي لأنها إنسانة طموحة جدًا، وشكرت ناس منهم على وصفات أكل، وعلى وردة جاتلي وقت زعلي لما كنا في الامتحانات، وعلى التضحية بالوقت والمجهود عشان اللي بتساعد الدفعة كلها. ومنستش أرسم قلب في كل جواب.
صحيح كنت خايفة، مكونتش عارفة هيستقبلوا ده إزاي؟ هيقولوا عليَّ إيه؟ مراهقة ولا مجنونة؟ لكن النتيجة بصراحة كانت مبهرة وغير متوقعة، لقيت جو دافي مليان أحضان وبوس وتشجيع، واتبسطت قوي لما لقيت ناس منهم جاية تقولي غيرتي فكرتنا عنك بعد الجواب.
***
اذكر بالتحديد ما هو لون السيراميك المستخدم في البناء!
السنة دي كملت تلات سنين عايشة في القاهرة، وبعد حوالي 5 انتقالات من سكن لآخر، بسبب ظروف الإيجار الجديد أو المعيشة، فقررت أشتري شقة وأستقر، وفي الحقيقة أنا كنت بحلم بالخطوة دي من 3 سنين، بس كان فيه ظروف مادية موقفاني.
بدأت طبعًا بسؤالي للمعارف ثم السماسرة ثم الشركات، في الحقيقة الموضوع كان صعب جدًا مش سهل، مش بس عشان شرا شقة في مدينة زي القاهرة صعب بسبب الاختيارات وكتر المناطق والأسعار المتفاوتة، لأ ده كمان لأني بنت لوحدي وقررت أشتري شقة، وفيه رجالة مش عارفين يعملوا ده لظروف مادية أو نفسية. ولأني أنا صاحبة القرار عشان أنا اللي هعيش فيها، ولأن الإيجار غير الشرا، يعني مثلاً الحاجات اللي ممكن الواحد يتنازل عنها في الإيجار صعب يتنازل عنها في مكان هستقر فيه وأتعلق بيه.
وبرغم تعبي وبهدلتي في الإيجار إلا إني تراجعت كتير في نص المشوار عن خطوة شرا الشقة، وكنت بقول لنفسي “مش هقدر أعمل كده وحدي وأفرد جناحي على الآخر” خليني في إيجار أحسن! لكن دخلت في الداومة، أجيب متشطب ولا أجيب وأشطب؟ أكلم سمسار ولا شركة؟ الورق سليم ولا لأ؟ فيه حصة في الأرض؟ طب جنبها مواصلات.. وهكذا.
لغاية ما جات الشقة، وكان فيها كتير من اللي حلمت إنه يكون في شقتي الخاصة، بس كمان دخلت على خطوة الفرش والصنايعية، وبصراحة مكونتش لأول مرة بشتري شقة بس، لأ “فالمصائب لا تأتي فرادى” ده كمان أول مرة أشتري أنتريه ومطبخ ونجف وأوكر ولمض وترابيزات بلياردو وبينج…
وعلى رأي أصالة أنا اللي مهتمة “بالتفاصيل”
تفاصيل كتير وأوقات حيرة كتير وأسعار وفصال، وحاجات لأول مرة أتعرض إني أفكر أشتريها، يعني عمري ما فكرت مثلاً إني أشتري نجف وأنا في بيت أبويا، أو أنزل أختار لون الدهانات بنفسي ويا ترى هجيب نيش ولا هستغنى عنه، ولو جبته هحط فيه إيه بالظبط؟ والحوض بروح ولا بروحين عشان لو كسلنا نغسل المواعين، ونوع رخام المطبخ… قرارات كتير كان لازم آخدها.
في الوقت ده عرفت ليه الرجالة بيطلع عينها مع الصنايعية والستات بيطلع عينيها في الشرا والفرش، وعرفت يعني إيه ناس تتخلى عنك وقت احتياجك ليهم في خطوة كبيرة وصعبة، ناس تخذلك برغم عشمك فيهم وناس بتخذل عدم توقعك منهم، ويعني إيه كمان أصحاب سند من غير ما نطلب.
اكتشفت إني وأنا براجع المواقف والأوقات اللي عديت بيها لأول مرة، إن أوقات كتير الواحد مننا بينسى التفاصيل مع زحمة الحياة، مع إنها أهم ما يميز قصتك.. التفاصيل والمواقف الغريبة اللي أوقات بتكون صعبة وفيها تحديات كتير، هي اللي بتكوِّن النكهة والطعم اللي بنبقى عليه دلوقتي.. افرد جناحك وكَمِّل.