لكل أم لأول مرة: نصائح هامة للأمهات في تربية الأولاد والبنات

1158

تبدأ الجولة الأولى مع كلمة “مبروك.. النتيجة بوسيتيف”، في واحد من المختبرات الطبية أو مع علامة الشرطتين على اختبار الحمل المنزلي، وهنا بتيجي لحظة غنية جدًا بمشاعر وأفكار، على مخاوف وحبة ذكريات، كلهم ماشيين بسرعة غريبة جواكي، وكأن عقلك وروحك في حرب.

 

لهفة وخضة وقلق وحماس وترقب وفرحة. هي لحظة كده سمائية مش بتوصفها كلمات. وتعدي الأيام وتلاقي نفسك بتحبي وبتقربي من الهدية اللي جواكي، رغم إنها لسه متغلفة ومش مسموح تفتحيها أو تشوفيها دلوقتي، لكنك مع كل نفس بتاخديه بتحسيها وبتتخيليها وبتكلميها في أدق تفاصيلك، وكأنكم في علاقة عميقة من سنين. بيتميز الوقت ده بكم هائل ورهيب من المعلومات والنصايح والأحكام والخبرات من كل الناس، اللي عاشت الهدية واستمتعت بيها واللي سمعت عنها وبتنقل معلوماتها، واللي مش طايقة ورافضة ومش عايزة الهدية من أساسه، واللي نفسها ف هدية اللي جنبها.. عصف من المعلومات رهيب، بما فيهم المقالة دي.

 

مع كل ده تفضل الخبرة الشخصية هي الحكم اللي بيعلن صفارة بداية الجولة التانية، واللي بتبدأ مع أول لمسة للهدية وبصة لملامحها وتأمل تفاصيلها. المرحلة دي اختلف عليها ناس كتير، ولكن الإجماع كان على إنها مدرسة بكل معنى الكلمة، ونقلة نوعية من الـ”لا ماما” إلى الـ”ماما”! مش بتحتاجي فيها مغات قد ما بتحتاجي فيها القبول، قبولك إنتي ليكي. تقبلي فيها البكا والتعب وحتى المعاناة، ولو رفضها الكل، تقبلي احتياجك لشريكك الطفولي، تقبلي اكتئابك الغير مسبب، تقبلي التجربة والخطأ، تقبلي المدح والتقدير لأنك تستحقيه، تقبلي كون خبرتك مختلفة عن معلوماتك، فالخبرة دايمًا ليها بصمتها المتفردة الخاصة، تقبلي فيها مشاعر رفضك للهدية ومتجرَّميهاش، تقبلي شوقك لشكلك ولبسك قبل الهدية، تقبلي افتقادك للراحة والنوم، تقبلي صعوبة النقلة من غير ما تعافري، تكوني جامدة لأنك كده كده جامدة، لكنك لسه بتتعلمي مهارة جديدة وصعبة.

 

تخيلي معايا حد بيسافر لمدة أسبوع قارة مختلفة في جوها وتوقيتها عن بيته وبيئته اللي عاش فيهم عمره كله، بتلاقيه بيعاني من حاجة اسمها “الجيت لاج” اللي هو فرق التوقيت، ده غير اختلاف الجو اللي بيكون زي صدمة بالنسبة له، فما بالك باللي مهاجر من بلد إستوائية لبلد قطبية، يعني عمره اللي جاي كله هيختلف بشكل جذري عن عمره اللي فات! أكيد له الحق يفقد توازنه شويتين تلاتة، فهو محتاج وقت وقبول لغاية ما يقدر يتأقلم. النقلة من الـ”لا ماما” للـ”ماما” برضو تغيير جذري في الحياة، بيستحق عناية مُركزة من كل المحيطين، والأهم منك إنتي ليكي.

 

من موقع أم في سنة تالتة.. بقولك إنتي قوية وجميلة وتقدري، لكنك لازم تحني وتطبطبي على الأم اللي جواكي بقدر حنيتك على هديتك الصغننة. الاتنين بيمشوا في الدنيا “تاتا تاتا” وواحدة واحدة هيتعلموها، الاتنين لما بيقعوا نقوّمهم ونمسك إيديهم يحاولوا تاني، الاتنين بالقبول يكبروا ويتطوروا، الاتنين محتاجينك جنبهم وف صفهم، الاتنين يستاهلوا التشجيع والحب كده زي ما هما، الاتنين غاليين قوي، متفضَّليش حد ع التاني، لكن راعي الاتنين بنفس الحب وابتدي بالأم، لأنها لو متحبتش كفاية مش هتعرف تحب الهدية، ولا حتى الحياة.

مبروك عليكي هديتك.. ومتنسيش إن إنتي أصلاً هدية.

 

 

 

المقالة السابقةماما خديجة.. وفي قول آخر “أم الثوار”
المقالة القادمةإلى زوجة أبي.. شكرًا لاهتمامك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا