دعاء تحقيق المعجزات، دعاء المعجزات ابن باز

10167

 

منذ 4 سنوات ألقى الله بقلبي الرغبة في الأمومة.. حدث الأمر هكذا فجأة. بعد 3 سنوات زواج، و27 سنة من الانفرادية وعدم حُب الأطفال، ولأنني كان لديّ من المشكلات الصحية ما يجعل الحمل صعبًا بعض الشيء أو يلزمه بعض الوقت، ظللت أدعو الله كثيرًا أن يُيسر لي أمري، ويرزقني الخَلَف الصالح على الفور ودون الحاجة لتكَبُّد وقت طويل من العلاجات والحُقَن وزيارات الدكاترة.

 

في تلك الفترة -التي أزعم أنها كانت الأقوى بيني وبين الله- عثرت بالصُدفة على صيغة دعاء كُتب عنها أنها دعاء المُعجزات، ما دعا المرء به على شيء إلا واستجاب الله. ذلك الدعاء هو:

“حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، إنا إلى الله راغبون”.

 

التزمت الدعاء به بالفِعل، والعجيب أنني كنت كُلما دعوته شعرت بسلام شديد ويقين تام من أن الله لن يخذلني، وبالفِعل استجاب الله وشاء لي الحمل بنفس الشهر. فظل هذا الدعاء له قيمة ومكانة بقلبي، أدعو به من وقت لآخر كلما تَعَذّر عليّ شيء ما، والمُدهش أن الله كان دائم الاستجابة لي كلما دعوته بتلك الصيغة تحديدًا، ليصبح الله دومًا عند حُسن ظني به.

 

وقد اعتدت أن أتشارك هذا الدعاء مع المُقرَّبين من وقتٍ لآخر، إلى أن قررت منذ شهر تقريبًا مُشاركته على نطاق واسع، بنية إدخال السرور على قلوب الآخرين، عسى الله يستجيب لهم دعواتهم فأكون سببًا في سعادة مخلوق.

 

وضعته بالفِعل على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بي، مع شرح أهمية الدعاء وأهم شرط يجب توافره عند استخدامه، وهو اليقين من الاستجابة، كذلك نشرته على أحد الجروبات المعروفة والمُهمة بالسوشيال ميديا كي يصل إلى أكبر قدر ممكن من الناس، وليس فقط معارفي.

 

لأبدأ بعدها في استقبال أنواع مختلفة من ردود الأفعال، تراوحت بين نية البعض باستخدام الدعاء في أقرب فرصة لكنهم لا يعرفون كيف يتحَصَّلون على اليقين، وسعادة آخرين بفَتح باب جديد ومُباشر بينهم وبين الله.

 

أما رَد الفِعل الأغرب والأشد قسوة فكان هجوم عدد ليس بقليل عليّ، لأن الصورة الشخصية التي كنت أستخدمها وقتها على السوشيال ميديا لم تكن تتناسب -من وجهة نظرهم- مع فكرة مُشاركة دعاء كهذا مع الآخرين، بل وصل الأمر للتطاول والحَسبنة واتهامي بادّعاء التَدَيَّن، ما آلمني حقًا لأنني لم أكن أرغب من كل ما فعلت إلا بَث الفرحة في قلوب هؤلاء من لا أعرفهم ولا يعرفونني.

 

“لعلها المُنجية”.

قالتها لي صديقة ما حين نشرت الدعاء وهاجموني، أخبرتني ألا أحزن، إذ رُبما كان هذا العمل هو المُنَجِّي لي يوم القيامة، فنزلت كلماتها بقلبي كنسمة باردة طيبة، منحتني شعورًا داخليًا بالسلام والطمأنينة.

 

ولأن الله أعلم بنفوس عباده، فوجئت في نفس اليوم الذي تلقيت فيه الهجوم على شخصي، بجروب آخر تمامًا تقوم فيه فتاة ما بكتابة الدعاء، وتقول إنها قرأته في جروب آخر، حيث نشرته فتاة لا تعرفها (هي أنا) وإذا بها تدعو الجميع لاستخدامه لأنها دَعَت به بالفِعل في أمرٍ جلل فاستجاب الله لها على الفور، لينتهي كلامها بالدعاء لي بظهر الغيب. 

 

لا يُمكنني أن أصف كيف أثلج هذا المنشور صدري، خصوصًا أن الكثيرين أرسلوه لي لإسعادي، ما جعلني أنام يومها مجبورة الخاطر، غير مُنكسرة. لتبدأ بعدها الرسائل تنهال عليّ مِن كل مَن قام بالدعاء فاستجاب الله له، على اختلاف حوائجهم، حتى أن البعض شاركوا الأمر مع أصدقائهم الذين لجؤوا للدعاء هم أيضًا فاستجاب الله لهم، لتتسع الحلقة، ويزداد النور داخلهم وداخلي.

 

إسعاد المرء للآخرين ليس فِعلاً خيريًا صِرفًا دون مُقابل، ذلك لأن الشعور بالرضا عن أنفسنا الذي نشعره بعده ليس بهَيِّن، والأهم أننا حين نشهد من حولنا صاروا أفضل حالاً بسبب شيء كان لنا يد فيه، نصبح نحن أيضًا سُعداء. 

 

ما يجعلنا نستطيع أن نقول بيقين، إن بَث الفرحة بقلب الناس مُعادلة ينطبق عليها مقولة Win-Win Situation””، حيث الفوز فيها من نصيب الجميع، لذلك لا تستهينوا أبدًا بـنِيّة إدخال السرور على قلوب الآخرين، وثقوا بأنكم إذا أسعدتم الناس سيُسعدكم الله، وتُسعِدون أنفسكم.

المقالة السابقة4 وصفات سهلة للقطائف المالحة
المقالة القادمةكعكة من بيضة واحدة
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا