حكاية نادية

548

في عيد زواجها قالت لي نادية وهي سعيدة، اليوم أكمل العام التاسع عشر لزواجي.. وأنا في قمة السعادة..

بالفعل لدي مشاكل كثيرة… لكن أعرف أنها طبيعة الحياة..

لم أكن هكذا.. لقد تغيرت كثيراً.. في بداية حياتي أصابتني صدمة كبيرة، اكتشفت أني أنا وزوجي مختلفين في أمور كثيرة.

هو يحب أمور أنا لا أحبها، وأنا أفضل أشياء هو لا يفضلها.. في البداية كنا نتشاجر كثيراَ على أشياء كثيرة، وفي يوم جلست مع نفسي أحدثها..

ينبغي أن يكون هناك حل!.. أخذت ورقة وكتبت كل الأمور التي لا تعجبني في زوجي..

(التشدد- العصبية- القلق- عدم الرغبة في الخروج للتسوق- الاهتمام الشديد بالسياسة- انشغاله بالعمل عني- الصوت العالي-.. إلخ)، وكتبت أيضاَ الأمور التي تعجبني في زوجي، فهو( طيب- يخشى الله- حنون- يحبني- مخلص- لطيف..إلخ).

قلت لنفسي هناك صفات لا يمكنني أن أغيرها في زوجي! ولكنني يمكنني أن أغير حياتي للأفضل وسأفعل ذلك..

سألتها: ماذا فعلت؟!…

قالت: أعددت عشاءَا رومانسيا به الأكلات المفضلة التي يحبها زوجي، وضعت شموع، وورود ومفارش جميلة، ذهبت للكوافير ولبست أجمل ثوب لدي، وجلست في استقباله، وعند عودته من الخارج فوجئ بهذا الجو الشاعري الذي لم يراه من قبل..

اندهش ونظر إلي نظرة يملؤها التساؤل..

قلت له لا تستغرب، أردت فقط أن نجلس معاً ونقضي وقتاً جميلاً، وبعد العشاء أخرجت الورقة التي كنت كتبتها وأعطيتها له، “أحب فيك يا زوجي…. ولا أحب…….”، وقلت له أريد أن تكتب لي في ورقة مثلها ما تراه في شخصي، حتى أتغير للأفضل..

أخذ زوجي أيضاً يكتب عني أشياء لم أتخيل أنها تضايقه، وفوجئت بأخرى لم أكن أعلم أنها تعجبه..

ابتسم زوجي بحب وقال: أعدك أني سأحاول أن أغير ما لا يعجبك.. وأشكرك على صراحتك معي، في الحقيقة لم يتغير زوجي كثيراً… ولكني أدركت وقتها أن كلانا مختلفان، وعلينا أن نتعامل مع هذه الاختلافات، أنا أحبه وأقبله كما هو بكل طباعه، وفي الحقيقة لم أستسلم لما لا يعجبني، ومن ناحيتي كنت أحاول بقدر الإمكان أن أتغير لأملك على كل قلبه.. و هذا أراحني كثيراً.

المقالة السابقةقال إيه.. مكسورة الجناح!
المقالة القادمةما هو الفطور الصحي؟ وجبات الافطار الصحي في الصباح للأطفال والكبار

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا