أنا بشتغل.. عشان جو عمل المرأة واستقلالها والبلابلابلا ده، بس بالتالي بردو أنا ست بيت خايبة أوي، لو رجعت البيت ملقتش أكل بطلب دليفري، وبروق أوضتي يوم الأجازة عشان عاوزة يوم كامل.
ماما بتقولي لما تتجوزي هتسيبي الشغل! وأنا أقولها أبدًا، لازم الست تكون مستقلة ومستكفية وكل البلابلا ده. وبيني وبين نفسي مكنتش بفكر ف الموضوع كتير عشان حاسة إن مفيش فايدة، أنا يادوبك الشغل والكورس وبرجع البيت ميتة.
جيت فترة كنت مضغوطة ف الشغل بسبب أجازة زميلتي اللي شيلتني شغلها، وحاجزة كورس يساعدني ف شغلي، وكمان اشتركت ف ورشة كدة للكتابة الإبداعية. كله جه مع بعضه، وجه معاهم كمان حالة وفاة ف عيلة أختي، قبل امتحان الكورس بيوم، أختي جابتلي ابنها الصغير أقعد بيه على ما تيجي وتجيب معاها ناس.
قعدت بالولد أبصله ويبصلي وإيدي على خدي، وحاسة إنه لو عيط هحتاس حوسة السنين.. البيت مقلوب وفيه ناس هتيجي، وورايا مذاكرة، وعندي شغل الصبح، ولازم أنام كويس عشان أحضر الورشة بالليل.
بعد طول تركيز وبص ف المراية أكّلت الولد وقعدته معايا، أذاكر وأقول الكلام وأخليه يردده معايا، عشان طريقته اللي كانت بتضحكني هتفكّرني بالإجابات.
ف الأثناء دي كان الأكل بيستوي ع النار، وف الرايحة والجاية بروّق حاجة ف الشقة.. صحيح معملتش عزومة، بس طبخت أكل كويس، أنا حتى حمرت اللحمة ف الفرن عشان أسرع، وقال يعني بعملهم حاجة حلوة.
خلصت مذاكرة وطبيخ وترويق الشقة ف نفس اللحظة، ونمت شوية مع ابن اختي، لحد ما الناس جت، قمت عزّيتهم وأكّلتهم وكملت نوم، وبالمناسبة نجحت ف الكورس بـA+.
بعدها أخدت بالي من حاجة.. إنتي ست، عارفة يعني إيه ست؟ يعني تقدر وهي بتلف حلة المحشي تأكل الولد، والتليفون على ودانها بتطمن على مامتها، وتحل معاها مشاكلها، وتتابع بتركيز حلقة من مسلسل “ذات”، كل ده وهي عينها ع البنت أحسن تئذي نفسها.
تعرفي تكوني لابنك أم تشيل مسؤوليته وست يشيل مسؤوليتها وصديقة تساعده ف رفع روحه المعنوية.
تعرفي تكوني لشريك حياتك زوجة وأم وطفلة بتدلع وتشبط ف الخروجات، وتكون صاحبة تعيشه حياته اللي فاتته.
إنتي موهوبة بالفطرة، متسمحيش بقولة مكسورة الجناح عشان أصلا الدنيا بحالها مش هتمشي من غيرك.