كان نفسي أطوّر قدراتي في اللغة اﻹنجليزية وخاصة مهارات المحادثة، دخلت على مواقع بتعلم ده، بس مكانش عندي حماس أكمل، وانشغلت في حاجات كتير وسبت الموضوع. وبعدها بفترة طلعت في هواية إني أبحث عن كلمات اﻷغاني اﻷجنبية اللي تعجبني، وفوجئت وأنا بمارس الهواية دي إن مهارات المحادثة في اللغة اﻹنجليزية عندي بتتحسن في نفس الوقت اللي بستمتع فيه بممارسة هوايتي.
دايمًا أفتكر الحكاية دي وأحس باﻹنجاز، لكن مشكلتي إن كل حاجة بعملها بلاقي عندي ميل تلقائي لدمجها داخل نظام أو خطة، وده بيخلي الحاجة تقيلة عليّ ونفسي تتسد عنها.
نفسي أتعوّد أعمل الحاجة اللي حاسة إني عاوزة أعملها دلوقت، ومعملش الحاجة اللي أحس إني مش عاوزة أعملها. مثلاً لو بدأت أقرأ كتاب ومعجبنيش أسيبه وأقرأ غيره، مش لازم أكمله للآخر عشان يبقى الكتاب رقم كذا في الكتب اللي قرأتها السنة دي، الموضوع مش موضوع عدد لكن موضوع استفادة.
أكتب بالعامية لو حاسة إنها هتساعدني أعبّر عن اللي جوايا بشكل أحسن، وأصدق من غير ما أحس بالذنب لضياع اللغة العربية بسببي.
أتكلم وأقول اللي جوايا من غير ما أقعد نص ساعة أفكر في رد فعل اللي قدامي.
أسيب لنفسي الفرصة أخرج عن النص شوية وأعمل أي حاجة أتحمسلها حتى لو مش عارفة إزاي هتفيدني في تحقيق أهدافي، لأن ده ممكن يبان بعدين أو ممكن يرشدني لأهداف جديدة.
كنت بتضايق من نفسي إني بضيّع وقت على الفيسبوك، وبعدين ربطت بين ده وبين إني بجبر نفسي على فعل حاجات ممكن أكون مش عاوزة أعملها فبهرب منها.
لما بفتكر المرات اللي في حياتي مشيت فيها ورا قلبي بلاقي إني كنت دايمًا بطلع لقدام، رغم إن القرار مكانش دايمًا بيبقى سهل، ساعات كان بيبقى مصاحب بخوف وشك، لكن النتيجة إني كنت بطلع لقدام، زي مثلاً القرار بإني أسيب الشركة المرموقة عشان أشتغل في الكتابة اللي بحبها، وزي مشيي ورا شغفي بالتعلم في التربية والتدريب اللي كان عمل تطوعي فإذا به يتحول لمهنة، وتقودني الخطوات في تدبير إلهي محكم لمجال المشورة اللي كنت بحبه من زمان، من غير ما أعرف إن فيه حاجة اسمها كده أو أوصلها إزاي، وزي مكالمة تليفون أو كلمة طيبة أقولها من قلبي فتقوي علاقتي بحد وتكون سبب في خير كبير في حياتي.
ناس مشيوا ورا قلبهم
هشام الجمال استشاري الموارد البشرية.. كان بيحكي عن صديقه اللي سأله عن المهنة اللي نفسه يقوم بيها لو ضمن الاستقرار المادي، فقاله إن نفسه يشتغل صياد في اﻷمازون! ولما سأله عن السبب قاله لأنه بيحب الطبيعة وعاوز يبعد عن الخطط والاجتماعات، ويبقى كل يوم بيعمل حاجة مختلفة عن اليوم اللي قبله، فقاله إن هو ده المهم. الصديق ده مشي ورا قلبه، وبعد سنوات فتح مركز غطس في الغردقة.
إبراهيم صفوت مؤسس Cairo runners.. مكانش بيخطط لإنشاء المجموعة دي، لكنه بدأ الجري ولعب الـgym عشان يخس لمجاراة البنت اللي حبها لأنها كانت بطلة جري، انتهت العلاقة العاطفية فتوقف عن الجيم لأنه مكانش بيحبه، لكنه كان بيقوم بيه عشان حد تاني، لكن مقدرش يتوقف عن الجري لأنه لقى فيه قلبه. ومن هنا جاءت فكرة Cairo runners.
يعني إيه تمشي ورا قلبك؟
إن الواحد يمشي ورا قلبه مش لازم يكون في أمور كبيرة أو قرارات مصيرية، لكن ممكن يكون في حاجات صغيرة، زي إنك تعملي أكلة جديدة، أو تهزري مع طفل في المترو، أو تشتري لون في اللبس جديد عليكي، أو تناجي ربنا باللي في قلبك كده من غير ما تحاولي تنمقي الكلام، أو تعبديه بالطريقة اللي تحسي إن قلبك مفتوحلها دلوقت (بعد أداء الفروض طبعًا)… إلخ.
لما تمشي ورا قلبك هتحسي بفرحة، هتكسري رتابة الحياة، هتكتشفي نفسك، هتبني علاقات قوية أو تحجمي علاقات بتستنزفك على الفاضي، هتقربي أكتر لنفسك الحقيقية.
إنك تمشي ورا قلبك مش معناه أبدًا الفوضى أو الاندفاع، لكن معناه إننا ندي مساحة للصوت اللي جوانا نسمعه وناخده في الاعتبار، من غير ما نكتّفه طول الوقت بالخطط والقواعد اللي غالبًا بنكون إحنا اللي حاطينها ولازمين نفسنا بيها، معناه إننا نخلي حياتنا فيها مرونة وتجديد، ونفكر من وقت للتاني في اللي إحنا بنعمله والطريقة اللي بنعمله بيها، معناه إننا منحمّلش نفسنا فوق طاقتها وناخدها واحدة واحدة في سكة التغيير، فنعمل اللي قادرة تعمله ونصبر عليها في اللي هي لسه لاقياه صعب.
إنك تمشي ورا قلبك معناه باختصار إنك تسعي باستمرار إنك تعملي اللي بتحبيه، لأن هو ده اللي هيخليكي تستحملي أوقات كتير تعملي حاجات مبتحبيهاش عشان هتوصلك لحاجة أكبر، ولأنه هو اللي هيوصلك لكل حاجة حلوة في حياتك.