النفسية عايزة رقص

549

نحن في حاجة إلى حفلة للرقص، هذا ما قلناه أنا وصديقاتي، بعضنا بنية الرقص والتمايل مع الموسيقى، والبعض الآخر لا يتقن الرقص، ولكن يرغبن فقط في الدخول في جو من البهجة والفرحة المصاحبة للرقص.

وبقرارنا إقامة الحفل والرقص، حددنا موعدا لطقس قديم، كان يتم في آسيا وإفريقيا والعصور الوسطى في أوروبا، وهو طقس الرقص لعلاج الروح.

تخيلي معي بالموسيقى سواء الصاخبة أو الهادئة، وحركات جسمك المتوافقة مع هذه النغمات، تركيزك على ضبط إيقاع أعضائك مع كل حركة موسيقية، بعد دقائق ستبدئين في الانفصال عن الواقع المحيط بكِ، وتدخلين في حالة من التركيز، لا تفكرين خلالها سوى في نفسك فقط، تفخرين بقدراتك على تطويع أطرافك للتعبير عن الحالة التي تقدمها الموسيقى، وتبدئين بالتدريج في التخلص من الضغط النفسي الذي تعانين منه طوال اليوم، تنسين مشاكل العمل، أو متاعبك كأم وزوجة، قصة حبك الفاشلة تبتعد عن ذهنك، فأهم شخص على الساحة الآن هو أنتِ فقط.

قد تظنين أني مُبالغة فيما أقول، ولكن هناك العديد من الأبحاث التي أثبتت أن حركات الجسم المصاحبة للموسيقى تبث الطاقة في جسم الإنسان، وتعالج الأمراض خصوصا النفسية، فالتوافق بين الجسم والعقل في أثناء الرقص يساعد على زيادة التواصل بينهما، وهي خطوة مهمة لعلاج الاكتئاب.

ولو أردنا إحصاء فوائد الرقص سيصعب علينا ذلك، ولكن سأذكر بعضها فقط هنا:

  • الرقص يقوي الذاكرة ويحافظ عليها في المستقبل، حيث يعمل الرقص على عكس عملية تقلص الـhippocampus، وهو جزء في المخ مسئول عن الذاكرة، وينقص حجمه بطريقة طبيعية خلال النضوج.
  • الرقص يحافظ على مرونة الجسم، والمرونة هنا ليست رفاهية بل مهمة، حيث تحمي المفاصل من الالتهاب أو التورم.
  • يقلل الرقص من الضغط النفسي والتوتر.
  • يعالج الاكتئاب ويرفع من الروح المعنوية، خصوصا الرقص مع الأصدقاء أو مجموعات.
  • يحمي القلب من الأمراض، وينظم التنفس.
  • يساهم الرقص في التخلص من الوزن الزائد، وأعتقد أن هذا السبب في حد ذاته كافٍ لاعتماد الرقص كعلاج، فالوزن الزائد قد يكون أحد أسباب الاكتئاب في حد ذاته، أو على الأقل أحد أعراضه.
  • يعمل الرقص على التوازن في حركات الجسم.
  • يزيد الرقص من الطاقة في جسم الإنسان، والتي تساعد على أداء وظائف الجسم المختلفة.

الرقص للعلاج:

كل هذه الفوائد للرقص أيا كان نوعه، ولكن هناك أنواع معينة من الرقص تسمى الرقص العلاجي، وهي دروس يتم تقديمها في الصالات الرياضية، بالاستعانة بمتخصصين.

ويستخدم هذا النوع من الرقص لتحسين كل من شكل الجسم، والثقة في النفس، وهو يعمل على زيادة الاتصال ما بين الحركة والمشاعر، وله فوائد متعددة من الناحية النفسية والجسدية.

ومن المشاكل الجسدية التي يساعد في علاجها، الآلام المختلفة، البدانة في مرحلة الطفولة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين.

ومن الأمراض النفسية التي يعالجها، القلق المرضي، الاكتئاب، اختلالات تناول الطعام، ضعف الثقة في النفس، أعراض ما بعد الصدمة.

ما الفرق بين الرقص بمعناه الواسع والرقص العلاجي؟

الرقص بكل أشكاله مفيد للصحة، سواء لصحة القلب، أو العضلات، أو التوازن، وهو يحسن المزاج، وينحت شكل الجسم، مع إضفاء وقت من المرح، وتقليل نسبة التوتر والضغط النفسي، ولكن الرقص العلاجي يقدم المزيد فوق الفوائد السابقة.

فخلال الرقص العلاجي يحصل الأشخاص على مساحة للتعبير عن أنفسهم، ويتم الخلط بين الحركات والتمارين، لتصنع منها لغة يتم التعبير بها عن المشاعر في كل من الوعي واللاوعي الخاص بالإنسان، لتصنع من هذا الحركات ما يشبه القاموس ويتم استخدامها للتعبير عن الأحاسيس بدلا من الكلمات.

سواء قمتِ بالرقص وحدك، أو مع مجموعة من صديقاتك، أو توجهتِ لأحد المراكز الرياضية لتحصلي على دروس متخصصة في الرقص بأنواعه، وأيا كان غرضك من الرقص للعلاج، أو للحصول على وقت ممتع ومرح، فإن الرقص يصلح تماما لعلاج الأرواح الحزينة، والتخلص من الاكتئاب والقلق، يكفي إنه نشاط تقومين به وحدك تماما، لا يشاركك إياه سوى جسمك وعقلك، الذين يتآزرا لإعطائك دفقات من الطاقة تطهر قلبك من الهموم.

http://www.goodtherapy.org/dance-movement-therapy.html

http://www.everydayhealth.com/fitness-pictures/health-benefits-of-dance.aspx

المقالة السابقةالنفسية عايزة زقّة
المقالة القادمةمحتاجة دلع!  

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا