الحب وسنينه

35

 

بقلم: روكسان رأفت

 

مش كل الأسئلة بنعرف نجاوب عليها بسرعة وثقة، بس في مرة اتسألت: يا ترى إيه عكس الحب؟ .. لقيتني -بدون تردد وبسرعة- بجاوب أنه عكس الحب؛ اللامبالاة. احنا مرَّات كثيرة بنفهم الحاجات أكثر بعكسها. فلما تبقى مش بتحب حد هتبقى غير مبالي بيه. مش فارق معاك حالته، أو ووجوده أو زعله أو فرحته. ولو مش بتحب حاجة هتبقى بالنسبة لك غير مهمة، مش شايفها أصلًا أو حاططها في اعتبارك.

فيه ناس بتشوف أن عكس الحب الكُره. بس لأ، مش شرط؛ ممكن تكون مش بتحب حد، بس مش بتكرهه. بتخيل دايمًا لون اللامبالاة وسط المشاعر المختلفة؛ فمثلًا، لو هنقول أن الحب لونه أحمر زي ما احنا متعودين نعبّر عنه، والكراهية لونها أسود؛ لأنها شعور ثقيل، فاللامبالاة لونها باهت جدًا.

تكاد تكون ملهاش لون أصلًا، من الآخر كده ملهاش ملامح! .. اللامبالاة يعني مقولتش أني بكرهك، بس برضُه مقولتش أني بحبك! مقولتش أني عايزك تمشي، بس برضه مقولتش وجودك بيفرق معايا ازاي؟

تقدر تكون غير مبالي بأشخاص أو حاجات في حياتك عادي ومن حقك، بس متقولش أنك بتحب حد وتصرفاتك كلها لامبالاة؛ لأن ده بيوجع قوي. الحب بيتقال عنه حاجات كثيرة قوي، في الكتب وفي الأفلام وفي حكاوينا حتى مع بعض.

لكن أقوى وأصدق مقولة أنا أؤمن بيها عن الحب؛ أن هو “الداء والدوا”. الحب هو طريقة الاحتفال بالحياة والوجود. تقريبًا، احنا اللي بيسندنا ويقوينا على الحياة الصعبة دي؛ هم شُويَّة الحب والمشاعر اللي بيوصلوا لنا من حبايبنا.

لكن كمان نقص الحب هو السبب ورا كل أزماتنا النفسية، ومرَّات الجسدية كمان؛ فمرَّات بيكون هو نفسه سبب الداء.

بالرغم أنه فيه 5 لغات للحب، وكل واحد فينا مختلف في لغته وطريقته اللي بيفهم بيها الحب؛ إلا أنه برضه فيه 5 حاجات أساسية بيستناها كل شخص من حد بيحبه. يمكن تلاقي نفسك في حاجة أو أكثر من الحاجات دي؛ فتعرف من خلالها تعبّر عن نفسك أكثر. ويمكن من خلالها تفهم اللي قُدامك أكثر في خناقاته معاك.

 

1-   إنه يفهمه

تفهم يعني تراعي الاختلاف في الشخصية والميول، حتى طريقة النظر للحياة. الفهم ده بيخلينا نتقبل ونكون أهدى، ونعرف أن الطرف الثاني مش قاصد مرَّات يضايقنا. الفهم بيزوّد الود بيننا وبيدّينا اتساع. لمّا تفهمني وأفهمك خناقات كثيرة هتتلغي، وخناقات هتهدى، وخناقات هنوصل فيها لحلول.

 

2-   إنه يصبر عليه

احنا سرعاتنا مش واحدة، في التغيير، وفي رتم الحياة، وفي كل حاجة. فلو بتحب حد بجد اصبر عليه. ومرَّات كمان المحبة هيبقى معناها أنك تمشي بسرعته.

جرّبت مرة تبقى ماشي مع واحد صاحبك مجبّس رِجله أو بيعرج وماشي بطيء؟ زي كده بالظبط، أنك تمشي بسرعتي مرّات ده معناه أنك بتختار تعبّر عن محبتك ليّ في ظروف زي دي.

 

3-   إنه يعمل حاجات علشان خاطره

مرّات كثيرة ابنك أو بنتك الصغيرين يطلبوا منك حاجة ومتوافقش. فتلاقي جملة مشهورة كل الآباء والأمهات عارفينها؛ وهي”طيب علشان خاطري”!

أحيانا بحسّ أني لو بحب حد أعمل حاجات علشان خاطره هو، أبقى عارف أنها هتفرحه وتفرق معاه، حتى لو مكنتش حاجة مبهرة بالنسبة لي.

 

4-   إنه يسامحه

كلنا بيطلع منّا غلطات أو هفوات عن غير قصد، بنعملها بتلقائية وبساطة وعفوية، ونحب أن اللي قُدامنا يعذرنا ويسامحنا. خصوصًا لو لينا مع بعض رصيد من الغلاوة والذكريات الحلوة. فلو بتحب حد سامحه، ومن حقك تستنى أنه يسامحك.

 

5-   إنه يحطه ضمن أولوياته

مفيش محبة من غير اهتمام، والاهتمام مش بيبان غير في التفاصيل. كل لفتة حب -ولو صغيرة- بتقول للي قُدامك أنت غالي عندي، وأنا بقدّرك -أيا كانت التفصيلة دي إيه-.

المهم أن أي حد بتحبه وبيحبك، هيستنى أنه يتحط في جدولك، وتفاصيل حياتك، والناس المهمة عندك.

 

المراجعة اللغوية: عبد المنعم أديب.

 

المقالة السابقةالتعلُّق
المقالة القادمةما بين التعاطف والتورط

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا