وسط العمارة الكبيرة تلاقي واحد دهن شقته لون مختلف عن العمارة أو ركب سيراميك في البلكونة، هو ببساطة بيقول أنا هنا أنا مختلف.
الشاب المراهق اللي بيطول شعره رغم انتقاد بابا وماما وأصدقائهم وتعليقات الناس والأقارب على شعره وشكله، هو ببساطة بيقول أنا هنا!
الولد اللي في لحظة يحلق كل شعره وراسه تلمع لمعات جامدة والناس تضحك عليه والكل يسأل ليه هو كده؟ ببساطة ممكن يكون عاوز يقول أنا هنا.
البنت اللي بتدهن وشها بالمساحيق وبطريقة غير طبيعية، وأحيانًا تلبس لبس غريب وملفت، هي عاوزة تقول أنا هنا.
الطفل اللي بيصرخ ساعات ويعمل تصرفات غريبة والناس كلها تقول عليه شقي، أحيانًا بيكون عاوز يقول أنا هنا.
الراجل اللي بيدور على أحدث موضة وماركة للحذاء والبرفان والبدلة والكرافتة، هو بيقول أنا هنا.
المصري لما في وسط الصحراء عمل تلات أهرامات عملاقة وصاروا من عجائب الدنيا، كان عاوز يقول للعالم أنا هنا.
وكتير كتير كتير.. أغلب الناس تحب تثبت وجودها وتقول أنا هنا بأساليب مختلفة، أحيانًا بتكون مقبولة ومسار الإعجاب، وأحيانًا بتكون مجال للنقد والرفض، لكن في كل الأحوال الناس بتشعر بوجود الشخص.
على الجانب الآخر فيه ناس مش بتعلن عن نفسها، لكن بتكون واضحة بجمالها.
يعني شخص معروف بأدبه وذوقه الناس بتحس بيه من غير ما يعلن عن نفسه.
والشقة النضيفة اللي في العمارة والزرع طالع من بلكونتها الناس بتلاحظ جمالها اللي بيجمل شكل العمارة وبيبقى علامة للمكان.
والبنت اللي بتجمل نفسها بالمعقول جمالها بيبقى أهدا وأحسن وابتسامتها الصادقة ليها جاذبية مختلفة.
والبلد المنظمة اللي شوارعها نضيفة وناسها بتحترم القانون الكل بيرجع منها مبهور.
والولد الموهوب والبنت الفنانة والرجل الأمين الناس بتشعر بيهم من غير انزعاج.
يا ترى إنت بتعمل إيه عشان تثبت إنك هنا.. يا ترى إيه الأسلوب والطريقة اللي بتستخدمها.. جميل إننا نثبت وجودنا والناس تحس بينا وننال إعجاب الناس.. لكن الأجمل إننا نجد الطريقة المناسبة، يعني منشوهش منظر العمارة.. ولا نؤذي عينين الناس.. ولا نزعج الآخرين.. أنا هنا وإنت هنا.. خلي الناس تكتشفنا ويقولوا هو هنا وهي هنا… من غير إزعاج.