4 أنشطة يومية تساعد في تخفيف التوتر وتهدئة العقل

2965

بالنسبة للكثيرين، أصبحت الأنشطة مثل التأمل أو اليوجا عادات تساعد على إضفاء الهدوء على العقل والجسم في أوقات التوتر أو القلق أو الألم، لكن هل تعلم أن هناك بعض الهوايات والأنشطة اليومية البسيطة، التي يُمكنها أن تُضفي على عقلك الهدوء وتزود نفسك ببعض السلام؟ هذه الأنشطة ببساطة يُمكنها أن تُخرجك من رأسك، من سلسلة أفكارك القلقة اللا نهائية، تجعل يديك تنشغل بشيء ما، تجعلك تنتج شيئًا ما، فتقطع عليك دائرة المشاعر السلبية الثقيلة، وتجعلك تقف قليلاً لتشم أنفاسك بدلاً من الدوران في هذه الدائرة إلى الأبد. هذه الأنشطة أثبتت الأبحاث العلمية أن بإمكانها تخفيف التوتر وتهدئة العقل.

1. التلوين يريح الدماغ

حازت كتب التلوين للكبار على شهرة كبيرة في السنوات القليلة الماضية، هذه الكتب، برسوماتها الفارغة من الماندالا والحيوانات وتصميمات الأزهار، أصبحت موجودة في كل مكان، نظرًا للفوائد النفسية التي تُروجها العديد من الكتب والأبحاث، يمكن أن يساعدك التلوين في تخفيف التوتر والشعور بإحساس السلام.

وفقًا لعالم النفس الإكلينيكي سكوتت بيا، فإن الأمر له علاقة بإعادة تركيز انتباهنا. يقول الدكتور بيا: “يتطلب التلوين للكبار اهتمامًا يُركز خارج الوعي الذاتي، فهو نشاط بسيط يأخذنا إلى خارج أنفسنا”.

يستشهد الدكتور بيا بثلاثة أسباب تجعل للتلوين تأثيرًا مُهدئًا ومُخففًا للتوتر للبالغين:

  • يُخرجنا من رؤوسنا: تصرف بسيط، مثل التلوين، يأخذ انتباهك بعيدًا عن نفسك، وعن تلك الأشياء التي تضغط عليك، فهو يُخرجك من رأسك ويقطع سلسلة أفكارك الثقيلة الحزينة، ويجعلك تحيا فقط في اللحظة الحالية. يقول الدكتور بيا: “بهذه الطريقة، يُشبه التلوين إلى حد كبير تمرينًا تأمليًا”.
  • يُريح الدماغ: عندما تُركز أفكارك على هذا النشاط البسيط، يميل عقلك إلى الاسترخاء. يقول بيا: “تكف عن الانزعاج من أفكارك وتقييماتك، تتبخر صعوبات الحياة من وعيك، وقد يجد جسمك وعقلك بعض الراحة النفسية في هذا”.
  • التحديّات المنخفضة تجعل التلوين عملية ممتعة: انطلق، لوِّن خارج الخطوط، فنتيجة التلوين ليست إلزامية. يمكن أن يكون أنيقًا، أو فوضويًا، هذا يخضع فقط لاختيارك، وليس هناك أي قواعد مُسبقة عليك الالتزام بها وعدم الخروج عليها، وهذه إحدى المزايا المريحة للتلوين. يُضيف بيا: “من الصعب إفساد التلوين، وحتى لو قمت بذلك وأفسدته بالفعل، فليس هناك عواقب حقيقية، لذلك يمكن أن يكون التلوين للبالغين ملاذًا رائعًا، وليس اختبارًا صعبًا لقدراتنا”.

2. الحياكة تقلل الشعور بالعزلة

الحياكة لا تجلب لك السعادة بتصميم وتنفيذ ملابسك الشخصية فحسب، بل لها فوائد صحية جسدية وعقلية أيضًا. بعض الفوائد تتضمن: خفض ضغط الدم، تقليل الاكتئاب والتوتر، تباطؤ ظهور الخرف، صرف الانتباه عن الألم المزمن، زيادة الشعور بالعافية، تقليل الشعور بالوحدة والعزلة. فتعتبر الحياكة نشاطًا ممتازًا لدعم صحتك العقلية ورفاهيتك النفسية على المدى الطويل.

فقد ثبت أن الحياكة تساعد في تقليل القلق، وأظهرت الأبحاث الحديثة أن الحياكة لها تأثير ملموس على تهدئة القلق وتخفيف التوتر، وفي دراسة دولية كبيرة، كان هناك علاقة قوية بين الحياكة ومشاعر الهدوء والسعادة.

أظهرت أيضًا إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل، أن الحياكة لها تأثير كبير في تقليل القلق وتهدئة الأفكار أو الانشغالات الهوسية، فتوفر الحياكة ملاذًا للعقل حينما تزود اليدين بشيء للقيام به.

3. الطهي تجربة حسية ممزوجة بالحواس الخمسة

الطهو يمكنه تهدئة الأعصاب المتشابكة وشفاء القلوب المكسورة وعلاج الملل والأرق والقلق، وقد يكون سبب كون الطهي مهدئًا أنه يُشجع على الإبداع.

تقول ديبي ماندل، مؤلفة كتاب “مدمن على الإجهاد”: “يُعدّ الطبخ مصدر راحة كبير لأنه يمثل وسيلة إبداعية، وبينما يمكن أن يخدر التوتر حواسك، فإن الطبخ ينشطها، إنه تجربة حسية ممزوجة بالرائحة والذوق واللمس والبهجة البصرية وحتى الصوت”.

تقول الطبيبة النفسية كارول ليبرمان، إن الطهو يجعل الناس يشعرون بالرضا لأنه وسيلتهم لرعاية الآخرين، فإذا كنت تطبخ للأشخاص الذين تهتم بهم، فإن تقديرهم لهذا وسعادتهم به يُرضيك ويُسعدك. الطبخ مثل الولادة لأنك تخلط الأشياء معًا لخلق شيء جديد ورائع.

وتشرح ديبي ماندل أن الطهي يضمن المشاركة المكثفة في نشاط يدوي يمكن أن يُنسيك -ولو لفترة قصيرة على الأقل- توترك ومُشكلاتك، ويجعلك مُنخرطًا في أحد جوانب الحياة الممتعة.

تقول ماندل: “أنت هنا في هذه اللحظة”، وهذا يحول انتباهك من الحبس داخل دماغك وأفكارك القلقة، إلى العيش مع هذه التجربة ذات الرائحة الممتعة والطعم المُميز.

4. المشي يعادل التأمل

المشي والتمارين الرياضية لهما فوائد تتجاوز مجرد الفوائد الجسدية، كثير من الناس يسيرون من أجل تحقيق صحة عقلية وروحية أفضل بقدر ما يمشون من أجل اللياقة. هل يمكن للمشي أن يحسن مزاجك؟ هل يمكنه أن يساعدك في التعامل مع ضغوط الحياة؟ بالنسبة للكثيرين، الإجابة هي نعم، يمكن أن يساعد المشي في تخفيف التوتر، فيمنحك المشي وقتًا للتفكير، وكذلك وقتًا للابتعاد عن الضغوطات. يُعدّ الخروج من البيئة المُتوترة وتنفس الهواء والشعور بحركة جسمك أمرًا جيدًا للتخلص من التوتر.

أظهرت دراسة نُشرت في عام 2018 أنه حتى فترة قصيرة من المشي لا تتجاوز 10 دقائق فقط يمكن أن تُحسّن الحالة المزاجية لدى الشباب، عند مقارنتها بعدم ممارسة أي نشاط على الإطلاق. لاحظ الباحثون أيضًا أن فترة قصيرة من التأمل كان لها نفس التأثير.

المشي يستطيع أن يُخفف عنك التوتر بعدّة طرق، منها:

  • وضع مسافة جسدية وعقلية بينك وبين البيئة المسببة للتوتر.
  • كثير من الناس يجعلهم الإجهاد يتعرضون لشد عضلاتهم، من خلال الدخول في وضع وشكل المشي الصحيح، تقوم بفك هذه العضلات وتشغيلها.
  • الخروج من رأسك، يُمكنّك المشي من أخذ استراحة من همومك الداخلية، ويسمح لك بمراقبة البيئة من حولك؛ استمتع بالأشجار والزهور والطيور والحدائق والسماء، أو تجول بين واجهات المحال أو في المركز التجاري.
  • حرق السعرات الحرارية من الأكل الزائد، فبسبب الإجهاد والضغوط النفسية يلجأ الكثير منا إلى الأطعمة المريحة أو الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. يُعدّ المشي طريقة جيدة لحرق السعرات الحرارية.
المقالة السابقةإنجازات حققناها جميعًا: محاولات الصمود في 2020
المقالة القادمةانقطاع الطمث: أعراض سن اليأس وطرق مواجهتها
نيرة الشريف
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا