التعليم .. هيا نتبادل الأحذية

576

Before u judge me, walk a mile in my shoes

الدراسة الآن على الأبواب.. الكل قلق.. الكل متحفز. ثلاث جهات في العملية التعليمية قد تصلح أو تفسد واقع التعليم في مصر. المعلم – الطالب – أولياء الأمور. كل طرف فيهم لا يقدر أهمية الطرف الآخر ولا يراعي المسؤولية الواقعة على بقية الأطراف. فبدل أن يتكاتف المدرس وولي الأمر لمصلحة الطالب، يوجه كلاهما أصابع الاتهام للآخر عند أول خطأ. لذا علينا أن ننظر إلى الأمور من كل الزوايا، فلو سار المعلم في حذاء الطالب وولي الأمر، وسار ولي الأمر في حذاء الطالب والمعلم، لتوصلنا إلى أفضل وسيلة لتحقيق أفضل النتائج، وهذا لا يأتي إلا بالمشورة.

أولاً: أولياء الأمور

– عزيزي الأب، عزيزتي الأم، المعلم لا يعمل لديكما، بل يعمل معكما من أجل مصلحة ابنك أو بنتك.

– لاحظ ميول ابنك وادرسها جيدًا وأخبر المعلم بها، حتى ينميها.

– ارفع من قيمة المعلم أمام ابنك ولا تتلفظ أمامه بكلمات غير لائقة كـ”مدرسك غبي – مبيفهمش حاجة…” حتى إن أخطأ المعلم فيمكن توجيهه بطريقة لائقة.

– حاول أن تراعي أن المعلم فرد يقوم بمتابعة أكثر من ثلاثين طالبًا في نفس الوقت، فهو مُعرّض لبعض السهو دون قصد.. فلا تتحفز ضده لأقل سبب.

– ابنك ليس ملاكًا يطير بجناحين، قد يكذب ويخبرك بأشياء لم تحدث في الفصل، فعليك تحري أقواله قبل أن تهاجم معلم الفصل وتسبب له الأذى. وبادر بمعالجة هذا الداء لديه، ففي الأغلب يكون سبب ذلك أنه يخشاك أنت ويخشى ردة فعلك تجاه أمر معين.

ثانيًا: المعلم

هناك خمسة أشياء تمكنك من تحسن الأداء عندما تضع نفسك مكان الطالب وهي:

– معرفة حجم المعلومات عند الطالب والبناء عليها.

– اختيار الألوان التي تناسبهم والتي يحبونها وتلفت أنظارهم.

– تحديد شكل سلوكهم وتعاملهم والتعامل معهم بالطريقة المناسبة.

– معرفة هل طريقة الشرح مريحة لهم في الفهم أم لا، وتوقع المشكلات التي قد تقابلك وإيجاد بدائل لها لمتابعة سير العملية التعليمية بسهولة.

– معرفة الطرق المناسبة لتقييم ما تعلمه الطالب.

طريقة المعلم في إدارة الفصل لها وقع صاخب على حياة كل طالب، فقد تؤدي إلى حب الطلاب للمعلم أو كرههم له:

فالطلاب عادة لا يحبون المدرس السلطوي الذي يفرض رأيه على الطلاب دون نقاش. ولا يحبون المدرس غير المهتم بهم، سواء فهموا أم لم يفهموا، فقط يقوم بإفراغ ما عنده لديهم ولا يهتم بوقع كلامه عليهم. كما أنهم لا يحترمون المعلم ذا الشخصية الضعيفة الذي يظهر حنونًا بشكل مبالغ فيه، أو غير مسيطر على الطلاب فيقومون بالاستهزاء به. لذا من الأفضل أن يكون المعلم رسميًا بطريقة لطيفة، يناقش طلابه ويتيح لهم الفرصة في اختيار الأنسب لديهم تحت إشراف منه.

تحديد نوعية الطالب وطريقة تفكيره تيسر العملية التعليمية:

فالمعلم لو استطاع تحديد إذا ما كان الطالب سمعيًا أم بصريًا، سوف يختار طريقة التدريس التي تناسب ذهنه. فالطالب الذي يستخدم النصف الأيمن من الدماغ يستطيع أن يقوم بأكثر من عمل في نفس الوقت، ويحب أنشطة التأليف والتركيب، ويفضل الشرح العملي المرن، كما أنه يفضل الأفكار العامة، ويغلب عليه عدم الجدية في مواجهة المشكلات.

وهذه النوعية من الطالب يمكن تدريسها بالشرح المرئي، وتناول المواضيع بشكل موازٍ وليس عموديًا تفصيليًا، وإثارة حماسه من خلال أنشطة التأليف والتركيب والتجارب والزيارات.. فهو يفضل اكتشاف العلاقة بين الأشياء بنفسه. في حين نجد الطالب الذي يستخدم فصه الأيسر بصورة أكبر يميل إلى التركيز في عمل واحد ويتشتت إذا أصدرت إليه أكثر من أمر في آن واحد. لذا تجدهم يحبون التفاصيل، ويأخذون على عاتقهم حل المشكلات بجدية شديدة.

وهذا النوع من الطلاب يفضل الشرح اللفظي، والتدقيق في الأفكار، ومعرفة التفاصيل تساعدهم في الفهم، أي أن تناول المواضيع بشكل عمودي هو الأنسب بالنسبة إليهم، لذا فهم يحبون التحليل ويحبون النظريات والأنشطة الواقية.

الإيمان بنظرية الذكاءات المتعددة

فلو آمن المعلم بأنه لا يوجد طالب غبي، وأن جوانب الذكاء قد تختلف من طالب لآخر، وأن عليه فقط توظيف إمكانياته لخدمة مادته، لزالت كل مخاوفه واستخرج من طلابه دررًا يفخر بها دومًا.

بعض الأخطاء الشائعة للمعلم داخل الفصل

1- العقاب الجماعي وسيلة غير مجدية وتثير حنق الطالب الذي لم يرتكب شيئًا ليعاقب عليه، كما أنها قد تؤدي إلى سخط الطلاب على الطالب الذي تسبب في العقاب الجماعي ومعاداته، مما يخلق نوعًا من عدم الطمأنينة والراحة والقلق المستمر بين الطلاب.

2- تكرار التركيز مع طالب سيئ جدًا وتوبيخه باستمرار، أو التركيز مع طالب متفوق جدًا وتجاهل الباقي. كلاهما يجب تجنبهما، فالأول قد يتعرض للإجهاد النفسي والإحباط، والثاني قد يصبح مغرورًا.

3- يجب أن يتعرف الطالب على نتائج فعله وإلا سيستمر في الخطأ، كمثال: يجب أن تخبره أنه إذا لم يقم بعمل الواجب ستنقص درجاته، وإذا قام بعمله ستزيد.. وكلما كان المحفز إيجابيًا، زاد حماس الطالب.

4- يظن البعض أنه إذا شارك جزءًا من حياته الشخصية مع الطلاب فهو يكسر الحاجز بين كونه معلمًا وهم تلاميذ.. وهذا غير صحيح، فأحيانًا مشاركة هذا النوع من المعلومات يعطي نوعًا من الحميمية بين الطالب والمعلم، ويكسر حاجز الخوف والرهبة، فالمعلم ليس سيدًا والطالب ليس عبدًا.

5- عدم الاهتمام بحفظ أسمائهم وهواياتهم المفضلة تبعد الصلة والثقة التي يمكن أن تنشأ بين المعلم والطالب، فيكفي أن تعرف معلومة واحدة عن كل طالب، أو شيء يتميز به سواء أكاديمي أو شخصي. فإن لم تجد شيئًا يميزه فاخلق هذا الشيء، كأن تخبره بأنك رأيته يجري في الفناء وكان سريعًا جدًا، أو تخبره بأن أسنانه جميلة ونظيفة، أو أنها شعرها جميل ومنمق.. كل هذه التفاصيل تجعل من المعلم الشخص المفضل للطالب.. فربما تكون أنت الوحيد الذي اهتممت بتفاصيله.

بالأخير.. الطالب هو المعني الأول والأخير في العملية التعليمية بأكملها، فلو أدرك الطالب أن وزارة التربية والتعليم كلها بمؤسساتها من مدارس وجامعات وغيرها والقائمين عليها من وزراء وموجهين ومعلمين، لأيقن أهمية المرحلة التي يمر بها في خلال سنوات دراسته كطالب قبل أن ينطلق إلى الحياة العملية، ولأظهر مزيدًا من الجدية والتقدير.

المقالة السابقةإنتي دينامو العلاقة
المقالة القادمةسلاحي السرّي داخل عقلي

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا