اتعرفنا ف مجموعة على Facebook بعد الثورة، واكتشفت بعد كده إنه كان زميل صديقة ليّ في كليتها. اتقابلنا بعد كده في ملتقيات ثقافية وأنشطة تطوعية. حسيت باهتمامه وإعجابه، وكنت ببادله نفس المشاعر. استنيته يصرّح بمشاعره، فضلت على الحال ده كذا شهر وهو لسه منطقش، لحد ما زهقت واحترت ومبقتش عارفة أعامله إزاي! كزميل ولا كشخص بنتبادل مشاعر الإعجاب والاهتمام؟ وبعد التفكير والاستخارة والاستشارة قررت آخد خطوة تجاه استيضاح مشاعره وموقفه.
عملت إيه؟
طلبت منه أقابله عشان محتاجة آخد رأيه في موضوع، اتقابلنا وبعد ما دردشنا شوية قلتله إن فيه واحدة اتعرفت على واحد بالطريقة الفلانية (الطريقة اللي اتعرفنا بها) وحست باهتمامه لأنه كان بيعمل كذا وكذا (قلت اللي هو كان بيعمله)، وهي كمان بتبادله نفس المشاعر، لكن هو مصرحش بحاجة، وهي محتاجة تحدد موقفه منها عشان تعرف تتعامل معاه إزاي وﻷن فيه ناس متقدمينلها. تاني يوم كلمني وقالي إنه عاوز يتقدملي. فرحت جدًا واتغير عندي اعتقاد بإن المرأة دورها سلبي في العلاقة وإن لازم الراجل هو اللي ياخد الخطوات ويقرب.
الموقف ده إداني إحساس بالقوة، أنا أقدر بذكاء ومن غير ما أجرح كرامتي أوصل للي أنا عاوزاه، أنا ليّ دور مؤثر في العلاقة. الاعتقاد الجديد ده ساعدني أصمد أمام المشاكل اللي قابلتنا لحد ما وصلنا لمحطة الخطوبة، ساعدني كمان في تذويب الجليد اللي كان بينا في بداية خطوبتنا، كنت وما زلت مؤمنة إني أقدر أعمل حاجة عشان علاقتنا تكون أحسن.
مش بحكيلك القصة دي عشان أقولك تعملي زيي، ولا عشان أقولك لما تعجبي بحد خديه على النيل وقوليله بحبك، لكن عشان أقولك إنتي قوية وليكي دور في العلاقة.
ليكي دور في تقويتها، فكوني إيجابية وخدي المبادرة، متتقمصيش وتقولي هو اللي لازم يقرب، اتكلمي وعبري عن مشاعرك ومتتوقعيش إنه يعرف من نفسه إنتي حاسة بإيه أو زعلانة ليه.
وهنا لازم تفرقي بين إنك تكوني إيجابية وإنك تكوني مدلوقة. تبادري وتقربيله لما تحسي إنه هو كمان عاوزك وبيراعي مشاعرك، وبيحاول يقربلك قدر استطاعته. ساعتها ممكن تصبري عليه طالما حاسة إن محاولاتك بتجيب نتيجة. الإيجابية معناها إنك عارفة حدودك كويس، بمعنى عارفة فين ينتهي دورك ويبدأ دوره. الإيجابية معناها إنك بتعبري عن مشاعرك واحتياجاتك وبتطالبي بحقوقك.
وعلى الجانب الآخر تكوني مدلوقة لما تكبتي مشاعرك واحتياجاتك وتبلعي الإهانة والاستغلال عشان خايفة تتسابي. فيه بنات وستات بيستمروا في علاقات مسيئة لاعتقادهم إنهم ميستهلوش أحسن من كده لضعف ثقتهم بنفسهم بسبب اﻹساءات اللي اتعرضولها طول حياتهم، خاصة في فترة الطفولة، أو لأن العلاقة دي بتسددلهم احتياج فبيشوفوا قبول اﻹساءة التمن اللي لازم يدفعوه مقابل تسديد الاحتياج ده. الاحتياج ده ممكن يكون اهتمام أو أمان. اﻹساءة ممكن تكون بدنية (ضرب)، أو لفظية (شتيمة مثلاً)، أو جنسية، أو نفسية (استغلال، لوم… إلخ). والحقيقة إن علاقة زي دي هي علاقة غير سوية ومش بتسدد الاحتياج، ولو سددته فده بيكون بشكل وقتي.
عشان كده زي ما الإيجابية تعني إنك تبادري وتاخدي خطوات في سبيل تقوية علاقتكم، فمعناها كمان إن ليكي دور في وضع الحدود في العلاقة أو إنهائها، من حقك على نفسك إنك توقفي اﻹساءة اللي بتتعرضيلها، لكن مش من حق حد يهينك أو يستغلك، إنتي تستحقي الاحترام والحب.