الأمومة تجربة ليست بالهينة على الإطلاق، أصفها مرارًا بالأشغال الشاقة المؤبدة، ليس تبطرًا مثلما يظن البعض، وإنما لأن تلك هي الحقيقة العارية، ورغم صدقها فإننا على ذلك نادرًا ما نشهد على إنستجرام أمهات تتشاركن مع الأخريات صورًا تعترفن من خلالها بتلك الأوجاع. قد يعبرنّ عنها أحيانًا كتابةً من حينٍ إلى آخر، لكن الصور -على عكس المنشور- لها دومًا طابع إيجابي مُبهج ومُغرٍ بالأمومة.
فبين الـ”فلاتر” والـ”إيديت” واختيار صورة بعينها من ضمن عشرات الصور المهزوزة والسخيفة، لم نعد نعرف ما هو الواقع وما هو المُبالغ فيه، لتبدأ الأمهات العاديات اللاتي يقضين يومهن بين تبديل الحفاضات وتحضير الرضعات ووجبات الطعام ومتابعة التطعيمات أو مشاوير التمارين وحث أبنائهن على عمل الواجبات المنزلية، مقارنة أنفسهن مع صاحبات تلك الصور، فلا تلبثن أن تصبن بالإحباط والشعور بالعزلة وقلة الإمكانات.
لتلك النسوة.. عليكن أن تطمئنن، فلستن وحدكن، إذ أن هناك أمهات مثلكنّ تمتلكن من الشجاعة ما أهَّلهن لاتخاذ قرار بأن تتشاركن صورًا يمكن وصفها بالواقعية، من حياتهن عبر صفحاتهن على الإنستجرام الخاص بهن، يُظهرن من خلالها كل وجوه الأمومة ما بين الطيب والشرير والقبيح للأمومة، وإليكن بعضًا من تلك الأمهات الجريئات الجميلات:
حوار صريح جدًا
@thatsinappropriate هو أحد أشهر حسابات الإنستجرام الشهيرة، الخاصة بالأمهات اللاتي حرصن على أن يكُنَّ حقيقيات، فمن جهة تتمتع صاحبته “ميريديث” بحس دعابة واضح وصارخ، ومن جهة أخرى فهي لا تتوانى عن مشاركة رأيها الصريح حتى لو كان لاذعًا أو غير شائع مع مُتابعيها، مما يمنحهم شعورًا بالصدق والونس ويحثهم على الاستمرار في متابعتها وانتظار جديدها بشغف.
كوميدي وملهم
“كوميدي وملهم”، هكذا تصف النجمة “أنجل لاكيتا مور” حسابها الشخصي على الإنستجرام الذي يحمل اسم thatchickangel، ومع أنها ممثلة وكوميديانة لها الكثير من المتابعين بسبب شهرتها الفنية، فإن حديثها الصادق عن حملها الرابع وتجربتها مع الأمومة أكسبها آلاف المُتابعات الجديدات اللاتي تماهين معها واستشعرن شبهًا طيبًا ومُريحًا بين تجربتها وتجربتهنّ الخاصة.
الجمال الداخلي خيرٌ وأبقى
وفقًا لرأي متابعي الحساب الشخصي loud_momma لهدى نجين، فإنها لا تعرف سوى أن تكون حقيقية على الإنستجرام، خصوصًا أنها لطالما كانت تؤكد عدم امتلاكها أي إجابات صحيحة حول الأمومة أو التربية، وإنما تفعل ما تُمليه عليها فطرتها وكفى. كذلك فهي تشارك الجميع لقطات صارخة وأحيانًا كوميدية من حياتها كأم دون أن تهتم كيف ستبدو جراء ذلك أو كيف سيحكم عليها الآخرون، يكفيها أن تكون صادقة مع نفسها ليظهر جمالها الداخلي والحقيقي على الملأ.
في الهوا سوا
صاحبة حساب @21stcenturysahm هي أم لثلاثة أطفال، تحرص دومًا على مشاركة مُتابعيها اللحظات الصعبة التي تختبرها خلال رحلتها مع الأمومة، وهي اللحظات نفسها التي يمُر بها معظم الأمهات الأخريات، وإن كُنّ لا يتشاركنها بالقدر نفسه. لذا إذا كنتِ تتسائلين بين وقتٍ وآخر: هل أنا وحدي التي أفكر بهذه الطريقة أو أشعر بذاك الإحساس؟ هذا هو الحساب الأنسب لكِ لمتابعته كي لا تشعري بالوحدة.
سيدة “الميمز” الأولى
بعدد متابعين يقترب من 94 ألف متابع، يأتي حساب “هولي لوفتن” التي تصف نفسها بأنها لم تبق على قيد الأمومة إلا بفِعل الفكاهة والسخرية. وهو ما يفسر عشرات “الميمز” التي تتشاركها بشكل دوري، أو تنشر على لسانها ما يخص تجربتها كأم، خصوصًا بعد طفلها الثاني الذي سرق منها الأضواء، وفرض نفسه على صفحتها ومنشوراتها، لدرجة جعلتها الأم المثالية الأجدر بالمتابعة على السوشيال ميديا.
المشاهير أيضًا يُعانون
إذا كنتِ تظنين أن “الميكب أرتيست” المشهورة عليها أن تتجمّل على صفحات التواصل الاجتماعي وعدم إظهار حقيقتها كاملة حفاظًا على استمرار أعداد مُتابعيها في زيادة، عليكِ مراجعة نفسك ومتابعة حساب Felicia La Tour التي ملكت من الجرأة ما جعلها تُشارك الجميع كل ما يتعلّق بحياتها كأم عاملة، تُحاول أن تفعل كل شيء بنفسها دون أن تفقد روحها خلال التجربة.
الأمومة والزواج بين النجاح والفشل
أخيرًا لدينا فائزة ضمن هذه القائمة بلقب الأكثر صدقًا والأجدر بالمتابعة، ليس لأنها الأفضل بالضرورة بقدر ما يعود الأمر لكونها تشارك مُتابعيها، ليس فقط أشياءً تتعلَّق بالأمومة، بل وكذلك بالعلاقات والزواج.
وهو ما تفعله بأسلوب ممتع وطريف، مع الكثير من تحرِّي الصدق والتلقائية، فإن كان هناك العديد من الناس ممن يتحدثون علنًا عن مشكلات الأبوة والأمومة، إلا أنها من القلّة التي لديها كامل الاستعداد لمناقشة التحديات التي تُثقل كاهل العلاقات بعد إنجاب الأبناء، وكيف يصبح إنعاش تلك العلاقات والإبقاء على جذوة المشاعر مُشتعلة مسألة تتطلّب الكثير من الجهد، ومحاولة مشتركة من الشريكين لتخطِّي العراقيل، على أمل الانتصار ولو لبضع مرات على التحديات التي تُلقيها الحياة في وجوههن عنوةً بين وقتٍ وآخر.
بالطبع تلك ليست الأمهات الوحيدات التي تتشارك حقيقة ما يمررن به في حياتهن على السوشيال ميديا، هناك غيرهن الكثيرات والكثيرات ممن يستحققن المتابعة، لذا إن كنتِ من هؤلاء من يخشين مشاركة أي لحظة لا تبدو على القدر الذي يتوقعه الآخرون مِن حولك مِن مثالية، على الأغلب سيتغيّر رأيك الآن بمجرد التجول بين حسابات الإنستجرام المذكورة أعلاه، وبالتالي رُبما حان الوقت لكِ أنتِ نفسك لمشاركة أصدقائك الوجه الشرس والقبيح لأمومتك وليس الطيب فقط.
مصدر: www.romper.com
اقرأ أيضًا: فهرية: كل أم امرأة جميلة