5 خطوات عشان تكوني أم مثالية

1186

بما إنك بتقري المقال ده دلوقتي يبقى إنتي من متابعات السوشيال ميديا والإنترنت بشكل عام، كمان أقدر أفترض إنك مهتمة بالشؤون النسائية وعاملة لايك لصفحات بتقدم محتوى للستات، بالتالي أقدر أفترض إنك بتشوفي كل يوم كلام ونصايح وكتالوجات للأمومة ولتربية أولادك والعناية بيهم، أنا حاسة بيكي جدًا.

أحب أعرفك بنفسي، أنا إنجي، أم من شهرين ونص، مغتربة في القاهرة وأهلي وأهل جوزي في محافظة تانية، يعني شايلة المسؤولية أنا وجوزي لوحدنا. أنا أم لأول مرة وداخلة التجربة بطولي بدون مساعدات ومنغمسة فيها تمامًا، فأعتقد إن كلامي ممكن يكون موثوق فيه نظرًا للأسباب اللي قلتهالك دي، وعشان أنا عايشة التجربة بالكامل لوحدي، بقى عندي كتالوج، خطوات هشاركك بيها عشان تكوني أم مثالية.

الخطوة الأولى: مثالية؟! مفيش الكلام ده!
أول خطوة عشان تكوني أم مثالية هي إنك تقتنعي إن مفيش حاجة اسمها كده أصلاً، مفيش تعريف ثابت للأم المثالية، إنتي مش مطلوب منك أي حاجة أكتر من اللي تقدري تعمليها عشان تكوني مثالية، كل النصايح اللي بتحاصرك على فيسبوك وكلام القرايب والصحاب اللي بيتكلموا وهما حاطين رجل على رجل وبينظَّروا عليكي ارميها ورا ضهرك.

متسمعيش كلامهم وترهقي نفسك بتنظيم الرضاعة وغسل هدوم البيبي بالديتول وتنظيم نومه، والاعتناء بشكلك ومظهرك وتفانيكي في بيتك، والحفاظ على كل تفاصيل حياتك بالمسطرة، الكلام ده مش حقيقي ومش مطلوب منك أصلاً، ولما حد -أي حد- يقولك الكلام ده ويديكي محاضرات في “كيف تكونين أمًا مثالية”، تردي عليه على طول وتقوليله مثالية إيه؟! مفيش الكلام ده!

الخطوة التانية: اختاري دايرة الدعم
الخطوة دي مهم إنك تعمليها أثناء الحمل، اختاري الناس اللي تقدري تعتمدي عليهم نفسيًا، اختاري اللي هيدعموكي وهيقولولك معلومات صحيحة، اللي عندهم خبرات مش هيبخلوا عليكي بيها، بس في نفس الوقت هيوصلوهالك بطريقة مريحة من غير ما يعيشوا عليكي دور العالمين ببواطن الأمور.

الدايرة دي ممكن تكون أفراد معينين من أسرتك يقدروا يفيدوكي وإنتي شايفاهم نماذج يحتذى بيها، أو أصحاب مروا بنفس التجربة، أو حتى جروبات على الفيسبوك لدعم الأمهات وتقديم النصايح. أهم حاجة في الخطوة دي تبعدي عن مصادر الطاقة السلبية واللي هيحسسوكي إن الأمومة هي نهاية العالم وإنك هتموتي من التعب والإرهاق.

الخطوة التالتة: دعه يعمل دعه يمر
أنا عارفة إنك مش بتنامي، وضهرك وركبك واجعينك جدًا خصوصًا لو نزفتي كتير بعد الولادة، عارفة إن دراعاتك وجعاكي قوي وفيه وش في ودانك مبيسكتش، عارفة إنك بتاكلي غالبًا بإيد واحدة وساعات كمان بتعملي الأكل بإيد واحدة، أنا عارفة إنك مرهقة قوي وتعبانة جدًا، أنا حاسة بيكي، بس كمان عارفة إن كل ده هيمر.

أنا أم لأول مرة آه، لكن عارفة إن كل حاجة مراحل، أكيد هييجي وقت وهنام كويس وهخف وكل الأوجاع هتروح، بالتدريج هتتعودي وكل ما ابنك يكبر كل ما راحتك الجسدية هتزيد، كل ما تحسي بالإرهاق قولي لنفسك “دعه يعمل دعه يمر”، ده مبدأ رأسمالي حطه آدم سميث زمان عشان أمريكا تتقدم اقتصاديًا، اعتبري نفسك أمريكا يا ستي وآديكي شايفة أمريكا بعد تطبيق المبدأ ده بقت إيه دلوقتي، إن شاء الله تتقدمي زيها كده وتبقي أم مفيش زيك، بس أهم حاجة.. دعه يعمل دعه يمر.

الخطوة الرابعة: اطلبي المساعدة
مش عيب أبدًا تطلبي المساعدة في الحاجات اللي هتكون صعبة عليكي في الأول، أول واحد هتطلبي منه المساعدة هو جوزك، إنتي مطلوب منك توجهيه وتسنديله مهام يقوم بيها معاكي، متروحيش تقوليله ساعدني كده في المطلق، اطلبي منه حاجات محددة.. يشيل البيبي شوية، يغسل طبقه، يطبق الغسيل، يوضب السرير، يشتريلك طلباتك.. وهكذا.

طب لو فرضنا إن جوزك مش عايز يساعد ومخه مقفول؟ ساعتها متحاربيش معاه، وفري طاقتك لحاجات أهم، لو هو مش شايف إنه شريك معاكي في الليلة دي يبقى مفيش فايدة من الكلام.

لو أهلك قريبين منك اطلبي منهم المساعدة، خليهم يساعدوكي في تجهيز حاجات تتحط في الفريزر، يتبلوا بانيه ويصبعوا كفتة ويعملولك خلطة محشي (من غير الرز)، يعملولك عجينة بيتزا، يعملولك تسبيكة مكرونة، يفرزولك خضار، وتاخدي كل ده تحطيه ف الفريزر يسهل عليكي، كمان لو ظروفك المادية تسمح هاتي حد ينضفلك البيت كل فترة، وإنتي يبقى عليكي الشغل اليومي البسيط.

الخطوة الخامسة: إذا لم تستطع المقاومة فاستمتع
أصل بصي.. إنتي كده كده سهرانة، يبقى تعملي سهرة حلوة ومتكدريش نفسك، تليفزيونك كتبك برتقالك فيسبوكك اللب والسوداني، مفيش مانع تدلعي نفسك بعلبة شاي بالفواكه، الحاجات دي هتساعدك تحسي إنك بتستمتعي بوقتك، مش قاعدة عبدة لطفلك مستنياه يحن عليكي وينام.

اتعودي تخصصي لنفسك طقوس تدلعي نفسك بيها وإنتي سهرانة، أنا مثلاً بشتغل وبكتب مقالاتي بالليل في المساء والسهرة، إنتي ممكن تتعلمي كروشيه مثلاً، ده شيء عظيم هيخليكي تخرجي من فترة اضطرابات نوم طفلك بحاجة مفيدة، أنا شخصيًا نفسي أتعلمه قوي وهحاول فعلاً الفترة الجاية.

باختصار كده دي خطوات من خبرتي الشخصية خلال الفترة اللي فاتت للتعامل مع الموقف والسيطرة عليه، بدل ما هو اللي يسيطر عليَّ، كل واحدة فينا عندها خطواتها اللي بتقدر بيها تخوض تجاربها، حاولت أشاركك خطواتي يمكن تنفعك وتلاقي من خلالها واحدة زيك حاسة بيكي وعايشة نفس تجربتك، فتصدقي كلامها وتحاولي تنفذيه، فيساعدك وتكوني مبسوطة، ده لأنك أكيد أكيد تستاهلي تكوني مبسوطة.

طب لو جوزك مش عايز يساعد؟

 

المقالة السابقةحق الأم العاملة وفقًا للقانون الجديد
المقالة القادمةكيف تصنعين طفلاً محبطًا؟
إنجي إبراهيم
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا