محدش يقدر يقلل من الإنجازات اللي جيل أمهاتنا وجداتنا حققوها، خاصةً مع كَم التحديات اللي كانت عندهم، في ظل عدم وجود معظم وسائل المساعدة والراحة اللي عندنا حاليًا، بس ده ميمنعش إن الأمهات الحاليات بيقابلوا ضغوطات بتخلي حياتهم مش مرنة كفاية.
بين أزمات اقتصادية، ووقت مفيهوش بركة، ومسؤوليات جوة البيت وبراه، لكن يظل أكبر تحدي هو السوشيال ميديا، اللي بتصدَّرلنا طول الوقت صور مبهجة وتجارب إيجابية لأمهات تانية بتخلينا نعقد مقارنات بتحسسنا بالفشل، فنربط نفسنا في الساقية أكتر، ونفضل نلف لحد ما نموت، أو ننهار، أو يبانلنا صاحب، ولأن “السَحلَة”مش هينة أبدًا، مع الوقت الأمهات بتنسى نفسها وبينسوا إن هم كمان من حقهم يتدلعوا وينبسطوا..ويعيشوا.
وبما إننا داخلين على أيام عصيبة بين موسم امتحانات، ثم رمضان بصيامه وعزوماته، والتمارين اللي مكملة عادي..كل ده يخلينا نتوقع انهيار عصبي لأمهات كتير. ولأننا مُنحازين للأمهات جدًا، هنحاول نقولهم إزاي يـــLet Go عشان يفضُّوا دماغهم شوية من الضغوط، مقابل مساحة أكبر للدلع.
1- الغي من قاموسك حرف النون
بلاش جُمل من عينة “عندنا تمرين /امتحان/ مذاكرة/ مشروع… إلخ”، دي معارك ولادك مش معاركك، دورك إنك توفريلهم المناخ المناسب للإنجاز، غير كده دي مسؤولياتهم سواء نجحوا أو فشلوا. الموضوع أكبر من رغبتك إنهم يكونوا شاطرين وأعمق من دعواتك الصادقة ليهم، لأن فيه حاجة اسمها ميول وقدرات وطاقات بتختلف من شخص للتاني.
طيب إيه علاقة حرف النون بالدلع والحركات؟ أحب أقولك دي أول خطوة هتخليكي تـ”ريلاكس” ومتاخديش الدنيا على أعصابك.
2- طلَّعي شهادة تخرجك من الدرج
اسمحيلي أفاجئك وأقولك إنتي اتخرَّجتي من زمان، وبالتالي وقت مذاكرة الأولاد هو وقت مذاكرة الأولاد، كل المطلوب منك تَهييء الجو اللي يسمح للمذاكرة بدون إزعاج أو تشتيت، وبس. مفيش داعي تفضلي قاعدة جنبهم، بتسمَّعيلهم، وتصححيلهم قبل حتى ما يعرفوا إنهم غلطوا، لأن ده هيخليهم ميتعلموش حاجة.
سيبي الأولاد يعتمدوا على نفسهم، ويتعودوا يتحملوا نتايج أفعالهم، أنا عارفة إن صعب عليكي إنهم ميجيبوش الدرجات النهائية، بس دي فرصتهم الحقيقية إنهم يعرفوا على قد ما هيركزوا ويبذلوا مجهود، هيلاقوا نتيجة. أما إنتي، ففي وقت مذاكرتهم تقدري تصفِّي ذهنك وتعتبري دي فرصتك لوقت من غير زن ولا طلبات، وقت تقدري تعملي فيه أي حاجة بتَطَلَّب منك في الهدوء المتاح حواليكي.
3- وقت التمرين يا تـ”سوشياليز” يا تستمتعي
باعتباري أم بنتها بتنزل تمارين 7 مرات في الأسبوع، وبما إن أنا اللي بودي وأجيب،، وده عمر ضايع يحسبوه إزاي عليَّ؟ خليني أحكيلك أول ما بدأنا مشوار التمارين كنت بقعد عيني زي الصقر على بنتي، ومبفكرش غير إنها المفروض تبقى “فركيكو” من غير غلطة أو كلمة معرفش.
مع التجربة اكتشفت إني كنت غلط وبحمِّل بنتي فوق طاقتها، وإنها مش منطقي تبقى ممتازة دايمًا وبتحب كل الألعاب خاصةً إنها بتمارس أنشطة مختلفة، ساعتها بس وبعد ما كان وقت التمرين بالنسبالي عذاب نفسي وتضحية بزهرة شبابي، بدأت أحس إنه وقت متاح ليَّ أنا كمان أعمل فيه اللي أنا عايزاه.
4- الصبح بدري أو بالليل متأخر
لو إنتي موظفة، اصحي قبل مواعيد نزول ولادك بنص ساعة، تستمتعي فيها بمشروبك المفضل وتشحذي قواكي ليوم جديد، أما لو مبتشتغليش فممكن تخلي النص ساعة دي بعد نزول الأولاد وقبل مهامك اليومية المعتادة. نفس الحكاية بعد ما يناموا، مهما كنتي مقتولة ونفسك تاخدي السرير بالحضن، ادِّي نفسك وقت تقضيه في هدوء وإنتي بتحتفلي إن اليوم خلص من غير ما تتجنني أو تنهاري أو ترمي نفسك من البلكونة.
النص ساعة دي ممكن تشربي فيها حاجة، تتفرجي على ست كوم كوميدي، تقعدي مع جوزك، تتنقعي ف البانيو.. وات إيفر، المهم تبقى وقت للاسترخاء عشان متدخليش سريرك متنشنة ويأثر على نومك، وبدل ما ترتاحي تحلمي بكوابيس وتصحي مرهقة أكتر من الأول.
5- اوعي تتنازلي عن وقتك الخاص
أي وظيفة ليها عدد ساعات يومية محددة، ومش معنى إنك أم تبقى مُتاحة 24 ساعة. اعملي جدول لمهامك اليومية، نظَّمي وقتك، ورتِّبي أولوياتك، بس متنسيش تخلّي ليكي وقتك الخاص، وقت مش مسموح لحد يزعجك فيه أو يخرجك منه واوعي تحسي بالذنب بسببه.
مش بالضرورة الوقت يكون طويل، المهم إنه يبقى بتاعك إنتي بس، بتمارسي فيه حاجة بتحبيها سواء هواية، بتشوفي فيلم، بتقري كتاب، بتخرجي مع أصحاب، بتبحلقي في السقف.. براحتك.
6- افصلي الفيشة عن دماغك
مفيش أي حاجة بتلزمك تبقي بتفكري طول الوقت في اللي وراكي، ومش منطقي إنك تبقي بتتفسَّحي أو مسافرة تستجمي وبدل ما تنبسطي بتفكري في الحاجات اللي اتأجلت أو الغسيل اللي هترجعي تغسليه، أو الهوم ورك اللي متعملش.. استمتعي، لأن الدوامة اللي حاطة نفسك فيها عمرها ما بتنتهي.
7- الكُل في مركب واحدة
أولاً: لازم تبقي عارفة إن مفيهاش حاجة لو البيت مش “فابريقة”، إنتي مش عايشة في كتالوج، والمواعين اللي متغسلتش النهارده هتتغسل بكرة. الأمر ميستحقش جَلد الذات طالما إنه مش حياة أو موت وإنك بذلتي ما تسمح به طاقتك للوصول لأفضل نتيجة ممكنة.
ثانيًا: اشركي جوزك وأولادك في المهام المنزلية اللي يقدروا يعملوها، مهما كانت بسيطة هتوفرلك وقت إنتي أولى بيه، علميهم يحطوا هدومهم الوسخة في سَبَت الغسيل، يروقوا أوضتهم، يطبقوا هدومهم، ده مش بس هيقلل الضغط اللي عليكي، ده كمان هيعلمهم يبقوا متعاونين ومش اعتماديين.
8- ريلاااكس
مش بس نفسيًا إنتي محتاجة ترتاحي، لأ جسمك كمان بيحس بالتوتر والضغط فبيقفش عليكي، حاولي تريحيه عشان يساعدك تواصلي الكفاح. وتقدري تعملي ده بطرق سهل تتنفذ في البيت، زي إنك تملي البانيو مية دافية وتقعدي فيه شوية، أو إنك تخلِّي جوزك يعملك مساج بزيوت بترخي الأعصاب، إو إنك تعملي “مديتيشن”، أو يوجا.
9- مجموعة الدعم
لازم يبقى ليكي مجموعة من الأصدقاء اللي بيمروا بتجارب مشابهة لتجاربك، أو ليهم رؤى حياتية مُقاربة لرؤيتك، مجموعة بتتواصلي معاها بشكل شبه يومي، وده سهل يتحقق من خلال جروبات السوشيال ميديا أو الإنبوكسات. المجموعة دي هتخفف عنك كتير بمجرد ما تتكلمي معاهم شوية، حتى لو مقدموش حلول واكتفوا بالمواساة أو الاستماع.
10- خليكي تلقائية
سيبي نفسك خالص، اغلطي، انسي، اقعي، افشلي، جرَّبي حاجات جديدة، اضحكي من قلبك، اتجنني.. أي حاجة غير إنك تحسبي كل حاجة بالورقة والقلم، إنتي مش روبوت، ومفيش حد حياته مثالية بس.
باختصار:
الأمومة بير ملوش قرار، لو سيبتي نفسك له.. هتغرقي، وفكرة إن الأمهات عندهم قوى خارقة بتخليهم يعرفوا يعملوا كل حاجة في الحياة دي أسطورة.. متصدقيهاش.