نورا مكرم
مع بداية العام الدراسي الجديد، أراني أستعد نفسيًا وأعد ابني الصغير لبداية ملؤها التفائل، أرى ابتسامة مستنكرة على وجهك عزيزتي! وسؤال استنكاري أيضًا: ومنين نجيب التفاؤل في مدارس لا تُسرّ ومناهج تقيلة وأساليب دراسية متعبة؟!
مرت عليّ سنوات كنت ألعن فيها أسلوب التعليم، وكان وقت اقتراب الدارسة بالنسبة لي كمن يقترب من قدره المحتوم، أشفق على أولادي، فقد كنت أرى طفلتي الصغيرة تنام من التعب على كراستها وكتبها، ومحاولاتها الجادة لإتمام واجباتها التي كنت أتمنى لو يُسمح لي أن أقوم بها بالنيابة عنها إشفاقًا عليها.
وأنّات صديقاتي اللاتي تصرخن من مشكلات أولادهن مع التعليم والدروس الخصوصية والامتحانات والمذاكرة كانت تزعجني.
ولكن من سنوات قريبة أخذت على عاتقي أن لا أضطرب كل هذا الاضطراب، وأحاول أن آخذ الأمور ببساطة ودون عنف، لأن كل هذا التوتر ينتقل إلى الصغار مباشرة، ويؤثر على نفسيتهم ويزعجهم ويصدّر لهم الخوف. ووضعت لنفسي بعض المبادئ التي تساعدني لكي أحتفظ بهدوئي مع أولادي وبالتالي هم يهدؤون.
يمكنك الاستفادة منها:
1- أن لا أتكلم بالسلب مرة أخرى أمامهم عن المدرسة أو المناهج أو أسوب التعليم في بلدي.
2- أن أعرف أن لهم قدرات خاصة ومختلفة، فلا أقارنهم بأحد ولا أقارن درجاتهم وتقديراتهم بأصدقائهم أو أقاربهم.. يمكنني أن أقارن تقديراتهم ودراجتهم ومدى تطورهم من شهر لشهر وأشجعهم لينجزوا الأفضل.
3- أتعرف في أول العام على المدرسين وأتابع من يحبهم ابني ومن لا يحبهم، لأن هذا سيؤثر على مدى تفوق ابني في هذه المادة.
أتذكر منذ عدة سنوات أن إحدى المدرسات كانت تعامل ابني بطريقة قاسية فكرِه المادة، ذهبت إلى المدرسة وتكلمت معها وجدتها بالفعل شخصية صعبة، فبسرعة اهتميت بهذه المادة وكنت أذاكرها بنفسي مع ابني وأصنع له ألعابًا ووسائل إيضاح شيّقة، وكنت أرسل مع ابني هذه الوسائل للمعلمة لتستخدمها في الشرح، حتى أحب ابني المادة وتفوق فيها.
4- أشجعهم أيضًا بالكلمات الطيبة.. أتذكر إحدى صديقاتي التي كانت تذاكر الرياضيات مع ابنتها وعندما لا تعرف مسألة تقول لابنتها “إنتي غبية” فأصبحت ابنتها عندما لا تعرف مسألة تردد “أنا غبية”، وهذا من أخطر ما يكون.. لا بد أن ندعم الصغار ونساعدهم دون نعتهم بالغباء أو الكسل.
5- أحافظ على وقتهم من سارقي الوقت (الضيوف – التليفونات-…) ومساعدتهم في تنظيم وقتهم.
6- الحفاظ على وجود وقت محدد للخروج والتنزه وتغيير الجو لأنها من الأمور المهمة.
7- تزويدهم بالكتب الخارجية المناسبة التي تساعدهم في حل التدريبات من أول العام.
8- متابعة أي تغيير في نفسيتهم.. وعدم توبيخهم بشدة عندما يحصلون على درجات قليلة في مادة ما، ومساعدتهم على معرفة أسباب عدم الاستيعاب.
9- أشجّع أولادي على المذاكرة، فأجهز مكان المذاكرة بإضاءة مناسبة ونظافة وترتيب.
10- لكل طفل طريقة في الاستيعاب والتعلم، فاقرئي عن أنماط التعلم واعرفي الأسلوب الذي يناسب ابنك أو بنتك، فهناك أطفال يستوعبون أكثر عن طريق السمع والترديد بصوت عالٍ لكي يفهموا، وهناك من يستوعبوا عن طريق البصر فيفهمون بالرسم والصور، وهناك من حركتهم زائدة فيمكنكما أن تلعبا وتذاكرا بالحركات.
لنُخرج أنفسنا من جو الكآبة، ولنصبغ أيام أولادنا ببعض من البهجة، لنساعدهم أن يبدؤوا عامًا جميلاً، أبعدي عنهم كل من يتكلم سلبيًا عن المدرسة، وشجعيهم بأرق الكلمات. لوّني أيامهم بالأدوات الملونة والأكواب وزجاجات المياه علبة السندوتشات الأنيقة.. وأتمنى لك عامًا جميلاً كما أتمناه لأولادي.
ويا أهلاً بالمدارس.
ومنين نجيب التفاؤل في مدارس لا تُسرّ ومناهج وأساليب دراسية متعبة؟!