الابتزاز الالكتروني وضحاياه، كيفية التعامل معه ورقم مكافحة الابتزاز الالكتروني

2108

 

في إحدى المرات، انتشرت صورة لمحادثة إلكترونية على فيسبوك بين فتاة في الرابعة عشر من عمرها، وأحد الأشخاص، كان يحاول ابتزازها ويدّعي امتلاكه لصور فاضحة لها، وكان باديًا من المحادثة أنه أصلاً لا يملك شيئًا، لكن الفتاة التي أنهت لتوِّها طفولتها، خُدعت بأسلوب ابتزاز هذا الرجل.

 

ورغم أنها أكدت وأقسمت له أنها لم تخطئ في شيء، ولم تفعل شيئًا مثل هذا، إلا أنه طلب منها رقم هاتفها وإرسال صور له في أوضاع خاصة، وإلا نشر ما معه من صور. هو يخدع الفتاة الصغيرة، وهي أصغر من أن تدرك الخدعة.

 

أثناء مشاهدتي لمسلسل “هذا المساء”، شعرت بمبالغة في أحداث المسلسل، فكيف يمكن بهذه البساطة التحكم في أجهزة المحمول دون علم أصحابها، وبالتالي التحكم في حياتهم؟ هذا يحوِّل حياتنا لقنبلة موقوتة تجعلنا عرضة في أي لحظة للابتزاز؟ هذا عنا نحن الكبار، فماذا عن أطفالنا الذين لم ينضجوا بعد ولا يعرفون من الدنيا إلا ما نخبرهم به؟

 

إن كنت تعتقد أن الأمر بسيط فإليك بعض الأرقام حول التنمر:

وفق دراسة أجرتها “ترند مايكرو” و”كاسبسكي لاب” و”بي تو بي إنترناشونال” حول العالم:

– تعرُّض ما يقارب ثلث المشاركين من الشباب للتنمّر الإلكتروني.

– أكثر الذين تعرضوا للتنمر هم مراهقون وأطفال من أسر مفككة.

– طفل من كل أربعة أطفال تعرض للابتزاز الإلكتروني أكثر من مرة.

– واحد من كل عشرة ضحايا أبلغ أحد والديه أو شخصًا راشدًا.

– الفتيات أكثر عرضة للابتزاز بمقدار ضعفي البنين.

– ضحايا الابتزاز الإلكتروني أكثر عرضة للاكتئاب والتفكير في الانتحار 9 مرات عن ضحايا الابتزاز الواقعي. ووفقًا للمركز الأمريكي للوقاية من الإصابة والسيطرة عليها، فإن التنمر والسلوك الانتحاري يوجد بينهما ارتباط وثيق، ولكن بطريقة مركبة ومعقدة.

 

كيف تعرف أن ابنك يتعرض للابتزاز الإلكتروني؟

التنمر الإلكتروني تظهر له عدة مضاعفات، كتدني الثقة بالنفس والاكتئاب والرغبة في الوحدة.

ستلاحظ أن طفلك أصبح أكثر انطوائية، ويلجأ للعزلة بعد كل تصفح إلكتروني أو استلام رسالة.

كما قد يصبح أكثر عدوانية وقد يميل إلى إيذاء نفسه.

هنا عليك أن تسأل ابنك لكن يفضل أن يكون بصورة غير مباشرة، بأن تفتح حوارًا مثلاً حول التنمر، أو تحكي أن أحد أصدقائك على فيسبوك يكتب منشورات ضدك، أو أي أسلوب ترى أنه سيشجع الطفل على الحكي.

 

كيف أحمي طفلي من الابتزاز الإلكتروني؟

 

– الثقة في النفس من أهم العوامل، الطفل ضعيف الشخصية من السهل إقناعه بالأشياء غير الحقيقية، والضغط عليه حتى خداعه، الطفلة المذكورة هنا لو كانت واثقة في نفسها وأفعالها، لأكدت له عدم وجود شيء مثل هذا، وحجبت حسابه وانتهت القصة. هكذا يتعامل الأطفال أو المراهقون الواثقون.

 

– ثقة الطفل في أهله أحد أهم العوامل الوقائية لحماية الطفل من الابتزاز. فلو وجِدَت أرضية صلبة من تبادل الثقة، وعدم خوف الطفل من أهله للوم المبالغ والتبكيت وعدم المساندة، سيبادر سريعًا لقص ما حدث على أبويه قبل اتخاذ أي خطوة. وسيساعداه فورًا بما يمنع المشكلة من الحدوث أصلاً.

– الوعي الإلكترونيتعليم الطفل طرق التعامل التكنولوجي بشكل صحيح مع الأجهزة الحديثة، يجعله قادرًا على تحصين نفسه والتعامل مع مثل هذه الأمور بحكمة.

ربما يكون الأبوان غير ملمين بالتكنولوجيا، لكن توجد مراكز متخصصة في تعليم كل المجالات المتعلقة بالكمبيوتر، يمكن المواظبة على إشراك الطفل في دروسها، أيضًا من ناحية أخرى يمكن للأبوين بث قيمة التعليم الذاتي SELF EDUCATION في الطفل وتنشئته مدركًا لأهمية التعلم المستمر، كل المواد العلمية باتت متاحة بالمجان على شبكة الإنترنت تنتظر فقط من يتعلمها.

كما يفضل حث الطفل وتخصيص وقت لمهام البحث والتعلم التكنولوجي، ومن البداية تعليم الطفل كيف يُعلم نفسه، من أهم الأركان في تأمينه، ليس فقط في مرحلة الطفولة ولا المراهقة، بل طوال العُمر.

بالمعرفة التكنولوجية، فلن يعبأ ابنك بمن يبتزه، لأنه متأكد أن من أمامه ليس معه أي شيء، حتى يأتيه بدليل. لذلك يقف الوعي التكنولوجي في المراتب الأولى من طرق تحصين الطفل ضد الابتزاز التكنولوجي.

 

– رقابة الأبوينالرقابة التكنولوجية على القُصَّر أمر متاح وشرعي في كل أنظمة التشغيل الإلكترونية، لذلك إن كان الأهل ذوي خلفية تكنولوجية تتيح لهم التفعيل والاستفادة بخيارات الرقابة الإلكترونية لتحصين طفلهم من الوقوع في مثل هذه المشكلة، فيجب عليهم ألا يتأخروا في تفعيل أنظمة الرقابة الأبوية على المحتوى. هذه برامج متاحة بالمجان في نظام تشغيل الويندوز والأندرويد والـOS وكل المتصحفات ومزودي الخدمات، يكفي فقط أن تكتب: parental control واسم النظام الذي تريد تفعيل التحكم فيه واتبع الشرح.

الرقابة تمثل عاملاً مهمًا في وقاية الأطفال من الانسياق الإباحي في عمر لا زالوا في حاجة للرقابة فيه، فربما بجانب الابتزاز الوهمي، قد ينتهج الطفل أسلوبًا سيئًا ما في استخدام التكنولوجيا، يؤدي لاستدراكه وابتزازه بمواد حقيقية تتسبب في مشكلة حقيقية، وليس ابتزازًا وهميًا.

 

– تعليمات سريعةفي بداية تعليم ابنك للوسائل التكنولوجية أخبره بذلك:

* كلمات السر لحساباته أمر خاص لا يجب أن يعرفه أحد ولا حتى المقربون.

* لا ينشر عمومًا أي بيانات شخصية كعنوان أو رقم هاتف أو ما شابه.

* لا يتشارك صورًا قد تُستخدم ضده فيما بعد.

* لا ينضم إلى شلة المبتزين ويتصفح منشوراتهم.

* أي رسائل مسيئة تصله لا يمررها إلى غيره.

 

التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وأطفالنا محاطون بعالم واسع على قدر امتلائه بالعلم والمعرفة فهو أيضًا مليء بالعديد من المسيئات التي تحتاج الحذر الدائم منا نحن الآباء، فحتى لا تحرم طفلك من بحور المعرفة أو تُضيِّق عليه خناق المتعة والتواصل، فقط افتح له سبل الوعي والحماية ليكون مستعدًا للانطلاق.

ــــــــــــــــــــــــــ

مصادر الإحصائيات:

1

2

 

المقالة السابقةمعنى مناجاة الله، أجمل عبارات لمناجاة الله في الليل
المقالة القادمة“لا تطفئ الشمس” عن الحب أم الخذلان؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا