اخطر عشرة كلمات تدمر نفسية طفلك لا تقوليها لطفلك من اكثر الكلمات السيئة

3513

من العبارات الدارجة على ألسنة الكثير منا عندما يرفض الطفل تنفيذ ما نطلبه منه: “أنا زعلانة منك”، وما يشجعنا على استخدامها أنها أحيانًا تأتي بمفعول مع بعض الأطفال، وأننا نشعر برغبة في التنفيس عما نشعر به من غضب. ولكن هل تعلم أن هذه العبارة تعد كلمات سيئة للطفل؟ هل البديل أن نكبت مشاعرنا؟ العكس تمامًا هو المطلوب، تعالوا نعرف كيف..

قل ولا تقل لطفلك

لماذا ينبغي ألا تقول لطفلك “أنا زعلان منك”؟ أولاً، سيعتقد طفلك خطأً أنه مسؤول عن مشاعرك، مسؤول عن سعادتك وحزنك وغضبك، وبالتالي سيكون لديه شعور دائم بالذنب. وسيكبر معتقدًا أنه مسؤول عن مشاعر الآخرين، فيسعى إلى إرضائهم على حساب نفسه واحتياجاته ومشاعره.

لن يقدر على قول “لا”، وقد يُعرِّضه هذا للاستغلال من قبل الآخرين. يترتب على ذلك خطر آخر، وهو أن الطفل سيكبر والناس هم المعيار الذي يحكم من خلاله على أفعاله. سيكون الناس هم معياره في التمييز بين الصواب والخطأ. وطبعًا لا يجتمع الناس على رأي واحد، تخيل حجم التشتت والتخبط الذي سيعاني منه. بل إن أكثر الناس غالبًا ما يجتمعون على الخطأ، ونظرة على مجتمعنا تغني عن الشرح والكلام. هل تريد أن يكون الناس هم المعيار الذي يميز به ابنك بين الصواب والخطأ، أم تكون مبادئه التي يمليها عليه ضميره هي التي توجهه؟ إن الأمر يبدأ من البيت، ومن سن صغيرة، يبدأ عندما يفعل الطفل الصواب لأنه الصواب، ولأنه يفهم لماذا عليه أن يفعله، وأن يلتزم به في حضور الوالدين أو غيابهما. 

النقطة الثانية الخطيرة جدًا -والتي ذكرتها المستشارة التربوية سلمى ياقوت، على صفحتها على فيسبوك- أن الطفل لا يفرق بشكل كبير بين “زعلانة منك” و”مش بحبك”، مما يفقده الإحساس بالأمان لأن والديه هما عالمه، ويجعله عرضة للاعتقاد بأنه غير مقبول وغير محبوب. 

وأخيرًا.. فإن التنويع في الأساليب مهم، لأن تكرار أسلوب بعينه يفقده معناه، وتكرار الجملة يفقدها معناها وتأثيرها. تخيل لو أنك قلت لطفلك “أنا زعلان منك” واستمر في فعل ما تنهاه عنه أو لم يفعل ما تطلبه منه، ماذا سيكون تعليقك أو ردة فعلك؟ “يعني إنت مش فارق معاك زعلي؟” “يعني إنت مبتحبنيش؟” مما يترتب عليه تشويه صورته الذاتية أكثر فأكثر. كما أن ذلك قد يدفعك إلى الضرب والصياح لأن “الذوق مش نافع معاه”.

كيف أجعل طفلي سعيدًا؟

ليس معنى الكلام السابق ألا نشعر بمشاعر سلبية نحو أفعال الطفل، أو أن نكبت مشاعرنا فلا نعبر عنها على الإطلاق. إنما المطلوب هو أن نعبر عن مشاعرنا بشكل صحيح، عبّر عن شعورك تجاه الفعل الذي أتاه الطفل وليس تجاه شخصه، عبّر عن شعورك الحقيقي، عبّر دون إهانة له. إذا نظرت لجملة “أنا زعلان منك” فستجد أنها موجهة تجاه شخص الطفل، وأنها لا تعبر عن حقيقة شعورنا دائمًا، فقد نشعر بالحزن أو الغضب أو الخوف… إلخ.

لذلك تعالوا نستعرض بعض الأمثلة للكيفية التي يمكن أن نعبر بها مشاعرنا لأطفالنا: “أنا غضبان لأنك دلقت المياه على السجادة”، “أنا خفت عليك لما جريت قدام المرجيحة عشان كنت هتتعور”، “أنا حزين عشان ضربتيني”… إلخ. 

فائدة هذا الأسلوب أنك تفهم نفسك أكثر عندما تهتم بتسمية مشاعرك الحقيقية والتعبير عنها، كما تساعد طفلك أيضًا على فهمك، وقد يشجعه ذلك على التعاون معك في بعض الأحيان. بالإضافة إلى أنه يتعلم منك مهارات الذكاء الوجداني، يتعلم منك كيف يتعرف على مشاعره، ويعبر عنها للآخرين بأسلوب مناسب، ويتعامل معها بشكل سليم. 

كيف تفهم الطفل أنه أخطأ؟

مهم أن يفهم الطفل أن تصرفاته لها تأثير على الآخرين، ولكن مهم أيضًا أن يعلم أن من حقه ألا يُهَان حتى عندما يخطئ. كما أن هناك فرقًا بين أن يؤنبه ضميره عندما يخطئ وأن يجلد ذاته:

فعندما تقول للطفل “أنا زعلان منك” فإنك تكوِّن عنده صوتًا داخليًا يجلده عند ارتكاب الخطأ. وجلد الذات هو عدم القدرة على مسامحة النفس، مما يؤدي غالبًا إلى تكرار الخطأ، وإلى الشعور المستمر بالخزي والذنب وعدم الرضا عن الذات، والحاجة إلى إثبات أنه شخص جيد حتى لو تطلب ذلك التنازل عن حقوقه وتقبل الاستغلال. 

أما تأنيب الضمير الصحي فهو أن يشعر بالذنب لأنه فعل خطأ، ولكن يتقبل ذلك كجزء من بشريته، فيعمل على إصلاحه ويظل محتفظًا باحترامه لذاته. 

قد يقول البعض: “ولكني أريد أن يعمل ابني خاطرًا لي، ويحترم مشاعر الآخرين”. والحقيقة أن طفلك سيتعلم احترام مشاعرك ومشاعر الآخرين، ليس بجملة “أنا زعلان منك”، ولكن عندما تعبر عن مشاعرك الحقيقية دون أن تُشعِره بالذنب المبالغ فيه، كما أوضحنا سابقًا، وعندما تحترم أنت مشاعره، وتتفهمها وتعبر عن هذا التفهم. فمثلاً عندما يرغب في البقاء في الحديقة وقتًا أطول، لا تنهره، بل قدّر رغبته في اللعب، بأن تقول مثلاً: “أنا فاهم إنك زعلان/ غضبان إننا ماشيين لأنك نفسك تلعب أكتر” دون أن تمكث وقتًا أطول بالضرورة. 

“أنا زعلان منك”.. بتغيير بسيط نستطيع تحويلها من جملة ضارة إلى جملة نافعة، عندما نعبر عن مشاعرنا الحقيقية ونجعلها موجهة نحو سلوك الطفل. هي جملة بسيطة قد لا نلقي لها بالاً، ولكن لها آثارًا سلبية على نفسية أطفالنا ومستقبلهم.

المقالة السابقةأنا اللي حاطط الخِطّة
المقالة القادمةتكاثر ميتوزي

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا