من وقت مش قليل وأنا عندي شعور قاتل إني بستغرق وقت طويل في حاجات بسيطة ممكن تخلص بسرعة، ببساطة بقيت شبه ماكينة مهنجة، حتى لما تحاول تدوس ريفرش بتاخد وقت طويل عشان تقدر تعمله، كل حاجة تقيلة وصعبة، مفيش تركيز، ولا استمتاع بالتفاصيل، بصحى عشان أؤدي مليون واجب عليَّ، وأنام عشان أصحى تاني يوم أكمل تأدية واجبات، لحد ما بقيت حاسة إن كل الأيام شبه بعض، وده خلاني أوصل للسؤال القاتل اللي بيراود عدد مش قليل من البنات والستات: وآخرتها؟!
الملل والرتابة والمجهود التقيل بدون رفاهية في المقابل، مش بس بيصيب الشخص بالاكتئاب، لكن كمان بيخليه مش عارف ينجح حتى في الحاجات المملة العادية، وقتها بيتحول شغل البيت اللي متعودين نعمله لحمل تقيل، الأكل هم وبينزاح، الغسيل كومة فوق القلب مش فوق الكنبة.. وهكذا. ويا سلام لو فيه شغل، المأساة بتكتمل.
لفت نظري تعليقنا عن كثرة الشغل إننا “زي الماكينات”، خطر على بالي وحسيت فعلاً قد إيه معبرة، بصرف النظر عن كرهنا للكلمة، لكن إحنا فعلاً ماكينات، شغالة بدون توقف، وفي ظروف غير مواتية وبطريقة مرهقة جدًا والماكينات دي مهنجة وقربت تبوظ ومحدش واخد باله.
ولأننا فعلاً ماكينة فالماكينات محتاجة حاجات كتير عشان تفضل شغالة، ويفضل خط الإنتاج ماشي والمصنع مكمل، بدون خساير. في المقال ده 10 نصايح عشان تحافظي على ماكينة نفسك بتشتغل 24 ساعة بدون توقف، حتى أثناء النوم المخ بيكون شغال في كل التفاصيل المرهقة والمتعبة اللي بتخلي الحياة مع الوقت جحيم.
شدي الفيشة
جدي كان بيحب شغل الكهربا جدًا، رغم إنه كان موظف في الأوقاف، كان عنده نصيحة مشهورة جدًا لكل أفراد العيلة “لما تطفي جهاز لازم تشد الفيشة تمامًا، متكتفيش بزرار On/Off”، وقتها سألت نفسي إيه الفرق؟ كده مطفي وكده مطفي! لكن عرفت بعدين إننا لما نطفي الجهاز من الزرار بدون ما نشد الفيشة كليًّا، ده بيخلي أجزاء من الجهاز تفضل شغالة، ومع الوقت عمر الجهاز بيقل وأعطاله تكتر.
النوم مش رفاهية، قلته مش بس بتتعب، دي بتموت لو الموضوع وصل لمراحل متقدمة من الإرهاق، مع تراكم الإرهاق والتعب، الشكل بيتغير، هالات سودا وجفاف في الجلد ووش شاحب، كمان الجسم بيتغير، ضعف وعدم تركيز، بطء شديد في الأداء وكفاءة أقل.
شَد الفيشة مش معناه إنك تنامي بالليل كل يوم، لكن معناه إنك تلاقي وقت مناسب وطيب وهادي وآمن عشان تغفلي فيه حتى لو ساعتين، والأفضل لحد ما تقدري تصحي لوحدك، شد الفيشة معناه إنك تفصلي نهائيًا وتنامي، النوم اللي لو قنبلة ضربت جنبك متحسيش بيها، مش نوع النوم التاني اللي لو حد عدا من جنبك تصحي. نوم يكون جهازك العصبي فيه سايب فعلاً، وإنتي كلك على بعضك مش متوترة عشان وراكي أي حاجة. اختاري المكان اللي بترتاحي فيه وروحي، لاقي الوقت وهيَّئي الأجواء ونامي بعمق، ولتزأر العاصفة. المهم تشدي الفيشة عشان تقدري تواصلي ولو مرة في الأسبوع نوم بجد، هيفرق كتير جدًا.
حافظي ع البطارية
إحنا محتاجين طاقة محترمة عشان نقدر نعمل أي حاجة في حياتنا، لكن لما الطاقة بتخلص كتير مبناخدش بالنا، وبنفضل مكملين، ومش بس كده، إحنا بنفضل نجلد نفسنا على إن إزاي مش قادرين، ناس كتير متعرفش مصدر طاقتها الحقيقي فين؟ فيه ناس لما تنام طاقتتها بتتجدد وده كافي، وفيه ناس طاقتها مرتبطة بالترفيه، وناس مرتبطين بالفن، فيلم حلو أو أغنية حلوة، يعني طاقتهم مرتبطة بمودهم، كل ما يكون حلو، يقدروا يقدموا حاجات أحلى ويأدوا بشكل أفضل.
في كل الحالات لازم نعرف مصدر طاقتنا فين، إيه الحاجة اللي بنعملها أو الشخص اللي بنتكلم معاه وبعدها نحس إننا عاوزين نكسر الدنيا من كتر الأفكار والحماس؟ عشان نكمل محتاجين مصدر طاقة متجددة، لما الطاقة تقل أو تخلص نرجعله نشحن عشان نقدر نكمل.
اوعي للزيت
الزيت في الماكينة هو اللي بيسهل عمل الأجزاء وبيخليها تشتغل بسلاسة بدون ما تشحر، الزيت في حياتك هو مجموعة الحاجات اللي محتاجة ليها عشان حياتك تكون أسهل، سواء كانت الحاجات دي أجهزة كهربائية أو بني آدمين، في الحالتين لازم تسعي إنك تملكي حاجات أكتر تسهل حياتك، يعني لو غسيل المواعين مطلع عينك فالحل إنك تستغني في البيت عن شيء مش بتستخدميه كتير وتجيبي قصاده غسالة أطباق. لو الأولاد واصلين معاكي لدرجة صعبة من الإنهاك شوفي مكان أو حد تقدري تستأمنيه عليهم لوقت محدد، تستعيدي فيه نفسك، لو شغل البيت تقيل ممكن تستعيني بحد يساعدك ولو مرة في الشهر، مش لازم كل حاجة تعمليها لوحدك.
التفويض حاجة مهمة جدًا في أي محاولة لتنظيم الوقت، وكمان تنظيم النفس، مينفعش كل حاجة تعمليها لوحدك. لازم تفوضي بعض المهام لناس أو أشياء حواليكي تحسسك إن الحياة فيها متنفس.
آبديت.. حدثيها
الإنسان زي الماكينة، لو متعملوش تحديث مستمر، هيجور عليه الزمن ويتحول لكم مهمل محدش يهتم بيه، التحديث المقصود إنك تشوفي الجديد في مجال اهتماماتك، إيه أحدث وأجدد حاجة، سواء كان اهتمامك ده شغل، أو هواية أو طبخ، أو حتى تربية الولاد بس، كل مجال اهتمام فيه جديد كل يوم، تقنيات وأساليب وأفكار واقتراحات، لو محاولتيش تحدثي معارفك هتتحولي لماكينة قديمة متهالكة ملهاش قطع غيار.
خمسة صيانة
في مصر عندنا ثقافة صعبة شوية، الماكينات مش بيتعمل لها صيانة إلا لو حصل فيها مصيبة، نفس الشيء مع البشر، الكشف والتحاليل الدورية مش بتتعمل إلا لو الشخص جاب جاز، ومشوار الدكتور أو المعمل ده آخر حاجة ممكن تتعمل بعد المرور على صفحات الفيس أو الصيدلية القريبة، ولو كل المحاولات والصبر مجابوش نتيجة بنروح آسفين نعمل صيانة، أحيانًا بتكون متأخرة.
الصيانة مش رفاهية، وبتكشف أعطال محتملة ممكن تبوظ أي ماكينة للأبد. خلي عندك نوتة خاصة، تكتبي فيها مواعيد الصيانة الدورية. ده معروف بتعمليه في نفسك قبل ما تكوني بتعمليه في اللي حوليكي.
الآتموسفير بيفرق
لو شغلت ماكينة في ظروف جوية صعبة هتبوظ، أو على أقل تقدير أداؤها مش هيكون متكامل، الأجواء حواليكي عامل مهم جدًا في أدائك، لو الأجواء محبطة وزحمة، ومضيعة تركيزك، مفيش أي شيء من اللي فات هيساعدك، المخ هو المسؤول عن سعادتنا أو شقائنا، لو المخ اشتغل بشكل مناسب كل حاجة في حياتنا هتكون كويسة بجد، لأنها مبنية على تفكير منطقي وسليم ومرتب.
المخ السليم بيوصله غذاء كويس، وصاحبه ضميره مرتاح من ناحية العبادات، منظم وقته ولاقي مساحة للحاجات اللي بيحب يعملها عشان يقدر يواصل، وكل ده مش هيحصل في بيئة مشتتة، لذلك استبعدي من محيطك كل الملهيات والحاجات اللي بتعطلك أو بتشتتك، أو تخليكي مش مركزة، سواء كانت تليفزيون، أو مواقع تواصل وإنترنت، أو رغي مع صاحبتك بدون فايدة، لأن عقلك ووقتك هو راس مالك، حافظي عليه.
puse
توقف مؤقت، مفيش جهاز في الدنيا مفيهوش الزرار ده، مش عيب، وسط الأيام الزحمة، المترتبة اللي كلها مهام و”تو دو ليست” طويلة، إنك تقفي وتقولي بووز. افصلي يوم وخدي قرار إنك النهارده مش هتعملي حاجة، لو جاتلك فرصة تروحي مكان مختلف، تسافري، تخرجي، أو حتى تتفرجي على مجموعة أفلام مفضلة، لازم تعملي ده، ده مش عيب ومتحسيش بالذنب، التوقف المؤقت هو زي اسمه، مؤقت، بس بيخلي الشخص يرجع يكمل اللي بيعمله بطاقة عالية وهمة مش عادية.
اختاري الصنايعي
الصنايعي الفاشل كفيل يبوظ أجمد ماكينة في الدنيا، كذلك الأمر بالنسبة لك، التعامل مع ناس مش بتجيد التعامل معاكي وبيعكوا كتير، هيبوظ حاجات كتير في نفسيتك، الناس حوالينا هم الصنايعية، إما نتعامل مع محترفين بيقدروا يتعاملوا معانا كويس ويخلونا في حال أفضل، أو نفضل محبوسين في دايرة ناس مش محترفين في التعامل معانا ومش فاهمين دواخلنا بالقدر اللي يخليهم ميضايقوناش. اتخلصي من الصنايعية الفاشلين في محيطك أو حتى حجِّمي تعاملك معاهم، واختاري الدايرة صح.
قطع غيار أصلية
شكل من أشكال ازدراء الذات إننا لما بنحب نجيب حاجة لنفسنا في أقات كتير بنسترخص، من منطلق إننا درجة تانية، وفيه حاجات كتير أهم مننا، ده بيخلينا نجيب منتجات عديمة الجودة، لتقضية الغرض وخلاص، سواء كانت هدوم أو ميك آب أو أدوات شخصية، بنفرح بيها في الأول لكن مع الوقت بنتأثر، لأن كل حاجة وأي حاجة بنتعامل معاها بشكل يومي هي قطع الغيار، لو مش أصلية هنعاني. أعرف صديقة عشان توفر تمن مزيل العرق كانت بتشتري خلطة شبَّة من العطار، وللأسف لأنها حاجة مش موثوقة وبدون معايير جالها بثرة كلفتها كتير، ودي مكانتش الحالة الوحيدة. نفس الشيء على كل حاجة، كل التفاصيل لو مش أصلية بلاش منها، خليكي في الضروري أو زي ما بيقول المثل الشعبي “قل من الندر واوفي”.
هوِّي الماكينة
أعرف ناس مبتخرجش من البيت بالأسبوع والاتنين، بيتلخموا في التفاصيل اللي جوة وبينسوا حتى يطلعوا البلكونة، دي طبعًا كارثة، أي ماكينة في الدنيا محتاجة مصدر تهوية محترم، الخروج في المولات والكافيهات جميل، لكن كمان الخروج في أماكن مفتوحة والنظر إلى المساحات الفارغة خصوصًا لو كانت خضرا احتياج إنساني أصيل.
محتاجة تتهوي، تقعدي في مكان هواه نضيف تتنفسي بعمق وتركزي في لا شيء، لازم الهوا يزورك، يلف حواليكي، يشيل عنك الطاقة السلبية ويروح بعيد سايب وراه إنسانة مقررة تعيش بشكل صحي ومختلف.
اقرأ أيضًا: جدول السعادة