15 لحظة سعادة وأمل

628

 

بقلم/ مي صبحي

بنظرة سريعة فاحصة غير مألوفة على أحداث العام الشخصية، وبعد الانتهاء من البُكاء على الأطلال والأحلام الضائعة والمواهب المدفونة، تزاحمت في رأسي الأحداث واللحظات، ووجدت في كل خيبة أمل ولحظة مصحوبة بشحتفة وبكاء متواصل سعادة وحب لن تظهر سوى في تلك الأوقات.

 

1- الفستان الأبيض

رغم أنه ليس على رأس قائمة أحلامي لكن رؤية أقرب القريبات إلى القلب وهن يتزينّ به تحمل فرحة لا تضاهيها فرحة، تزوج في هذا العام أعز الصديقات إلى قلبي وأمي الثانية وأختي الوحيدة. لحظة رؤية كل منهن في فستانها الأبيض كانت لحظة مربكة تمامًا بين اندهاش وعدم تصديق، وأن “شو ها الحلى اللي فيكن يا حلوين؟!”. على الرغم من أن عينيّ لم تسترا عليّ في لحظة فراق أختي لكن القلب كان يرقص فرحًا.

 

2- الحنة

تلك التجمعات النسائية الشبابية المصحوبة بالمهرجانات القوقازية لا تفتأ سوى أن تجلب السعادة إلى القلب، خصوصًا إذا كانت تخص أقرب القريبات اللاتي تزوجن في النقطة الأولى. وكانت للحنة هذه المرة وقعًا مختلفًا عليّ، حيث إنني للمرة الأولى وبعد عشرين عامًا وأكثر من مقاطعة ذلك السائل الأسود اللزج، ولكنني خُضت التجربة ورسمت فيونكة بالحنة، وكانت تجربة لطيفة إلى حد كبير وتوالت التجارب بعدها.

 

3- المثالية فينا وربنا هادينا

لقد تبين لي أن لقب “الموظفة المثالية” أو “موظفة الشهر” هو لقب رائع حقًا، خصوصًا إذا جاء تكليلاً لجهد خارق وتعب ولحظات يأس. وفي حالتي أيضًا كان يساوي بداية شعور ما بالنُضج، لأني لا أعتبر نفسي موظفة من الأساس، لم يألف لساني بعد جملة “رايحة الشغل” على الرغم من مرور عامين، فأنا ما زلت في نظري طالبة.

 

4- في البيسين (حمام السباحة) سمكة

بعد أعوام كثيرة من الفراق والبُعد، لأسباب تتعلق بملابس البحر التي تتأقلم مع الحجاب، قررت أن أستسلم وأرتدي ذلك المسمى بالـ”مايوه الشرعي” المزركش بالأشياء، وعاودت نشاطي المائي، خصوصًا بعد أن خف وزني كثيرًا. لحظة استيعاب أنني ما زلت قادرة على السباحة والعوم بخفة كانت من أكثر لحظاتي فرحًا، واستعادة حركات الباليه المائي والسباحة والعوم المتواصل كان لها في نفسي وقع سعادة الطفل بألعابه الجديدة، فأنا هُنا وما زلت أستطيع.

 

5- خُف الريشة

رأيت رقم 7 على الميزان أخيرًا، وكنت أظنني لن أراه ثانية أبدًا. أعلم أن الكثيرات سيستهزأن بي وأن رقم سبعة هو رقم كبير من الأساس تسعى الكثيرات للتخلص منه، ولكنه بالنسبة لي كان فرحة عارمة حتى أنني تشككت في نظري.

 

6- يوم ميلادي كان يوم مش عادي

كان عيد ميلادي الثاني والعشرون يحمل الكثير والكثير من المفاجآت، ويمكن أن نلخصه في جملة واحدة: “نعم.. هناك من يحبونني”. أدخل المكتب صبيحة يوم ميلادي لأجد مكتبي مزينًا بالبلالين والزينة تحاوطني من كل اتجاه، وأجدني بين بلاليني وتتوالى المفاجآت ليومين متتالين دون انقطاع، فأنا حقًا في غاية الامتنان.

 

7- شعري قصير أخيرًا

بعد اثنين وعشرين عامًا من الشعر ذي الضفيرة الطويلة، مصحوبة بمحاولات وإلحاح متواصل لآخذ حريتي في أن أراه قصيرًا عادة ما يقابلها الرفض. ساقتني الظروف مُرغمة في أن أتخلص من معظمه، ورغم الشعور بالاضطرار لكني قررت أن أعتبر نفسي قد نجحت وقصصته، وإحقاقًا للحق قد أحببته كثيرًا وراق لي، وشعرت بالنصر.

 

8- عندنا فضائية

لديّ بعض الثقة في قدرتي على تكوين بعض الجمل المفيدة التي قد تُمتع قارئًا ما على تلك البسيطة، فقررت أن أفعلها، وكتبت وراسلت ونشرت في “كلامنا ألوان” وغيرها، وكانت البهجة التي دخلت في القلب وتوغلت.

 

9- أنا قوية وكُلّي حنية

تلك لحظات الصمت والصدمة التي نواجهها بين الحين والحين، لا تنقضي سوى وأنا موقنة تمامًا أنني من أقوى عشر شخصيات على الأرض، مررت بالكثير في هذا العام وظللت كما أنا ثابتة قوية، وبالعكس، ربحت الكثير ونجحت في أن أعود إلى قواعدي سالمة بل غانمة، وها أنا في انتظار الجديد لأهزمه.

 

10- تدبير الله

خطط الله هي الأكثر أمانًا وسعادةً على الإطلاق، ذلك الشعور بأن الله هنا والحل من عنده، هذا اليقين وهذه الثقة يحملان أسرار السعادة والمنحة القابعة داخل المحنة.

 

11- قابلني والأشواق في عينيه

تلك النظرات غير المفهومة من ذلك الطرف الآخر لها مفعول السحر الذي يرمي في القلب بهجة لا مثيل لها، حتى وإن كنت أعلم أنه لا شيء آخر بعدها.

 

12- يا ماما يا أمّة ياماتي

والله لو ترضي بتحلى الدنيا في ثواني، الست العظيمة القادرة بابتسامتها أن تمحي ذنوب على رأي ماجدة الرومي. رؤيتها سعيدة مشرقة الوجه تجعل لكل شيء في عيني لونًا آخر.

 

13- المعجزات

ساقني الحظ السعيد لأن أحضر وأشهد بعيني معجزة من المعجزات التي قلما تتحقق، شيء ما يقول إن ثمة أملاً يمكن أن يحدث وإن الأشياء الجيدة تحدث في الواقع وليس في الروايات وفقط. رأيت تابوهًا ينكسر لمائة قطعة، ورأيت شخصين متمسكين بحقهما في الحياة لآخر نفس، رأيت حُبًا أفلاطونيًا في مواجهة التخلف العتيد.

 

14- أين كاريري؟

ولأن تدابير الله هي الأكثر منطقية، فقد وجدت ما كنت أبحث عنه أخيرًا، على الأقل قد عرفت ما يجب أن يُضاف إلى قائمة خططي التالية. وهذا لا يجلب سوى راحة البال المصحوبة بالسعادة وأن الآن يمكنني الاعتقاد في أن الغد يوم أفضل.

 

15- خفة الروح

في اللحظة ذاتها حين تشعر أن القلب صار مُثقلاً بالهموم وكأن حجرًا قد وجد ضالته فيه، تُفاجأ برحمات الله وهي تتنزل في هيئة أشخاص، يزيلون ذلك الحجر بمُنتهى السلاسة والهدوء، باعثين في روحك خِفة لا مثيل لها. سلام عليهم أينما كانوا وأينما ذهبوا ووقتما ظهروا، وسلام على تلك اللحظة التي تبتهج بها الدنيا حين ظهورهم.

سلام وهدوء وراحة لأرواحنا النقية.

 

 

 

 

 

 

المقالة السابقة15 شخصية.. 15 درسًا من المسلسل الملهم جرايز أناتومي
المقالة القادمة15 رسالة لملاكي الصغير
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا