15 شخصية.. 15 درسًا من المسلسل الملهم جرايز أناتومي

856

 

 

بقلم/ لقاء السعدي

إهداء/ لصديقتي رشا توفيق.. أنتِ من أجمل مكاسبي لهذا العام؛ شكرًا.

 

في حياتي مجموعة من الصديقات الرائعات، أحاول دومًا أن أخلق مساحات مشتركة بيني وبينهن من خلال القراءة، السينما، ومشاهدة المسلسلات التليفزيونية. ولأن معظمهن مشاهدات لمسلسل Grey’s Anatomy قررت أن أشاهده بدوري، حتى أضع قدمي في منطقة جديدة تقربني منهن. باختصار كان الحب هو الدافع الأول لمشاهدة هذا المسلسل الرائع الذي أصبح علامة فارقة في حياتي.

 

Grey’s Anatomy مسلسل طبي عُرض عام 2005 على شاشة ABC، وصل الآن لجزئه الثاني عشر. المسلسل حياة كاملة متكاملة سريعًا ما تسحبك بداخلها، فتجد نفسك تشارك أفراده كل ما يتعرضون له، ستجد نفسك تفرح، تحزن، وحتى تركض وراء المحفات لإنقاذ المرضى والمصابين.

 

Grey’s Anatomy أفضل ما حدث لي هذا العام، فمع كل حلقة درس جديد أتعلمه، وعدة مشاهد ملهمة تمس قلبي برقة، أو تصفع عقلي بعنف. حتى الآن شاهدت من المسلسل 7 أجزاء فقط، ما يعني أن أمامي 5 أجزاء أخرى من المتعة، التعلم، والإلهام. وهذا شيءٌ لو تعلمون عظيم.

 

في مقالي أسلط الضوء على أهم شخصيات المسلسل، وبعض مما تعلمته من كل شخصية. وأعتقد أن عليّ قبل ذلك أن أطلق التحذير الأشهر: “كارهو حرق الأحداث يمتنعون”. حسنًا، أستطيع البدء الآن دون أن أحمل همّ لعناتهم.

 

1- د. ريتشارد ويبر – رئيس الجراحين

نموذج القائد الناجح القوي الحاسم. القادر على إدارة الأزمات وحل المشكلات بأقل الخسارات. لكن حتى القائد الناجح عرضة للسقطات. سقطة واحدة أطاحت بـ”د. ويبر” عن كرسي الرئاسة، ليجد نفسه أمام أحد الخيارين، التقاعد لحفظ ماء الوجه، أو أن يكمل طبيبًا يعمل تحت إمرة أحد تلاميذه.

وجاء اختيار “د. ويبر” ليعلمني أحد أهم الدروس على الإطلاق بأن السقوط لا يعني الفشل، والانسحاب لا يجب أن يكون خيارًا لحل الأزمات.

 

 

2- د. ميراندا بايلي – رئيسة الأطباء المقيمين

لو أنني قادرة على كتابة الشعر لكتبت قصائد في حب “د. بايلي”، الشخصية الأحب لقلبي. “د. بايلي” نموذج المرأة التي أريد أن أكون عليه، قوية، حاسمة، حكيمة، معطاءة، وعاطفية بذكاء، تعرف متى يجب عليها أن تظهر هذه العاطفة، ومتى تخفيها، لأجل أن يصب ذلك في المصلحة العامة.

 

 

3- د. ديريك شيبارد – رئيس قسم جراحة الأعصاب

“لا تُصلِح الخطأ بخطأ آخر” كان هذا أول درس تلقيته على يد “د. شيبارد”، ثم توالت الدروس من خلال علاقة الحب التي جمعته بـ”ميريدث جراي”. العلاقة التي كان يكافح لاستمرارها على الدوام.

مع “د. شيبارد” تتعلم كيف تكافح لأجل الحب، كيف تعطي، وكيف تتقبل الآخر بعلاته دون السعي لتشكيله حتى يناسب هواك.

 

4- د. أديسونمونتجمري- رئيسة قسم جراحة النساء والتوليد

الطبيبة التي تشهد يوميًا ميلاد الكثير من الحيوات، تدرك أهمية الحياة وتعرف أنها لا تقف على أحد.

الطبيبة التي تخرج الأطفال من عتمة الرحم لنور الحياة، تعرف كيف تخرج نفسها من أي عتمة.

مع “د. مونتجمري” تعلمت أن الحياة مراحل، وانتهاء مرحلة لا يعني نهاية الحياة، بل بدء حياة جديدة، وأن موت بعض الأحلام، فرصة لولادة أحلام أخرى.. أحلام أجمل.

 

5- د. أوين هنت – رئيس قسم جراحة الرضوض

مع “د. هنت” ستتعلم الالتزام ثم الالتزام ثم الالتزام، فأنت أمام طبيب بخلفية عسكرية. وهذا يعني بالضرورة أن تتعلم الصبر أيضًا. الصبر على نفسك أولاً وقبل كل شيء، ثم الصبر على شريك الحياة، وأخيرًا الصبر في العمل. مع “د. هنت” ستتعلم كذلك أن الحكمة مطلوبة في كل مواقف الحياة، الصغيرة منها والكبيرة.

 

6- د. ميريديث جراي – طبيبة مقيمة

مع “د. جراي” الدروس لا تتوقف أبدًا، فقد تعرضت “جراي” لتشكيلة من الأزمات والمشكلات النفسية تجعلها تحاكي شريحة واسعة من النساء. خصوصًا فيما يتعلق بمشكلات العلاقات، فالعلاقة الوحيدة التي سارت على ما يرام في حياة “ميريديث” هي علاقتها بصديقتها “كريستينا”.

مدينة لـ”ميريديث” بالكثير، منها تعلمت مواجهة المخاوف وأنا أشاهد صراعها الدائم مع مخاوفها التي لا تنتهي، تعلمت منها أيضًا مفاهيم جديدة للسعادة، ففي كل موسم تمنحني مفهومًا جديدًا، بينما قبل ذلك كانت معادلة السعادة عندي كالتالي “السعادة = الحب”. كما تعلمت منها كذلك أن التصالح مع النفس السبيل الوحيد للسلام والاستقرار.

 

7- كريستينا يانج – طبيبة مقيمة

“د. يانج” هي الطبيبة التي تستطيع أن تسلمها نفسك بكل ثقة واطمئنان. وهي الصديقة التي يحتاجها كل واحدٍ منا في حياته. “كريستينا” نموذج المرأة الواضحة التي تعرف ما تريد بدقة، تعرف هدفها وتسعى إليه، ولن يستطيع أحد أن يشتتها عنه.

كما أقول لصديقتي دومًا “كريستينا مَدرسة” ومن الصعب أن ألخص مَدرسة في بضع كلمات، لكن يبقى الدرس الأهم الذي تعلمته منها: الثقة بالنفس، والإيمان بذاتي، قوتي، وقدراتي، لأن كل شيء زائل، ووحدها نفسي الباقية لي.

 

8- أليكس كاريف – طبيب مقيم

ما هي فرصتك للنجاة مع أب سِكِّير عنيف، وأم تعاني انفصام الشخصية؟ النجاة صعبة بالتأكيد.

“د. كاريف” نجا وأصبح طبيبًا ماهرًا أيضًا يحسن منازلة الحياة التي لا تكف عن إرسال مصائبها إليه. وكأن شعاره في الحياة #مكملين، و#الحياة_مستمرة. مع “د. كاريف” تعلمت كيف تكون معافرة الحياة حقًا.

 

9- د. إيزابيل ستيفنز “إيزي” – طبيبة مقيمة

باعتباري شخصية عاطفية من الدرجة الأولى، فقد كان الدرس الذي تعلمته من “د. ستيفنز” هو أن لا أكون مثلها، فعاطفة “إيزي” التي لا تتحكم بها أثناء تعاملها مع المرضى جرّت عليها الكثير من المصائب والويلات. مع هذا فكونها عاطفية لا يمنع أنها قوية. قوية حد أنها هزمت مرضًا نسبة الشفاء منه لا تتجاوز 5%، لتمنح المشاهدين درسًا رائعًا في الأمل الممزوج بالإصرار.

 

10- د. جورج أومالي – طبيب مقيم

“د. أومالي” فتى المسلسل الطيب البسيط، الطبيب المثابر، والشخص الذي يملك إجابة بسيطة على أي سؤال يُطرح. دروس عدة يمكن استخلاصها من حياة “د. أومالي”، لكن أهمها هو أن الكلمة الطيبة لها مفعول السحر. فالكلمة الطيبة للمريض مهمة كالدواء تمامًا، وللصديق نور يبدد شيئًا من عتمة أي مشكلة.

 

11- ليكسي جراي – طبيبة مقيمة

في مشهد يجمعها بأحد أطباء المسلسل بعد انفصالها عنه، قالت “د. جراي” الصغيرة: “أحبك، وسأظل دائمًا أحبك، لكني لا أريد أن أحبك، أريد أن أكون سعيدة”.

بهذه العبارة البسيطة العميقة قدمت “ليكسي” لي درس العمر في العلاقات العاطفية خصوصًا، والبشرية عمومًا. الحب ليس كل شيء في العلاقة، فلا فائدة منه ما دام لا يحقق السعادة والراحة، والتخلي عنه في هذه الحالة أفضل لكلا الطرفين.

 

12- د. تيدي ألتمان – رئيسة قسم جراحة القلب

مع “د. ألتمان” تعلمت أهمية التصريح بالمشاعر دون خجل أو مواربة، لأن كتم المشاعر مؤذٍ للنفس. فكتم المشاعر السلبية يضر بالصحة النفسية، بينما كتم المشاعر الإيجابية يؤدي لخسارة فرص رائعة.

عبّر عن مشاعرك قد تكسب صديقًا أو حبيبًا، بينما مع الصمت لا مجال لأي مكسب على الإطلاق.

 

13- د. جاكسون إيفري – طبيب مقيم

أعتقد من السابق لأوانه الحديث عن “د. إيفري”، وكذلك “د. كيبنر” فأنا ما زلت في الموسم السابع. لكن هناك درسًا مهمًا جدًا تعلمته من “د. إيفري” وهو “الاعتماد على النفس”، فرغم كونه حفيدًا لأسطورة طبية معروفة، لكنه أصر أن يصنع اسمه الخاص بعيدًا عن أمجاد جده العظيم.

 

14- د. أبريل كيبنر – طبيبة مقيمة

“د. كيبنر” الفتاة البسيطة والطبيبة المجتهدة. تضع أمام عينيها هدفًا محددًا وواضحًا، تريد أن تكون طبيبة ناجحة ليفخر بها والدها المزارع. لا تحيد عن هذا الهدف مهما تلقت من هزائم أو تعليقات محبِطة.

ما يجعلها تمنحني درسًا مهمًا للغاية “دعهم يتكلمون، واعمل أنت”.

 

15- شوندا ريميس – خالقة عالم جرايز أناتومي

من الوارد أن تشاهد المسلسل، ولا تخرج منه بأي درس يُذكر. لكن من المستحيل أن لا تعلمك “ريميس” الدرس الأهم على الإطلاق “لا دائم إلا وجه الله”، فالأبطال يموتون، قصص الحب تفشل، الفرح ينطفئ، والحزن يتبدد. ولا تستمر إلا سادية “شوندا ريميس” المطلقة.

 

الحديث عن “جرايز أناتومي” لا ينتهي، لكني مضطرة للتوقف هنا الآن، فقد نفد رصيدي من الكلمات منذ زمن.

أجد من الضروري أن أخبر المتحمسين لمشاهدة المسلسل كلماتٍ قالتها لي صديقتي ياسمين عادل فؤاد، يوم تحمست بدوري “خليكي عارفة إن المسلسل ده أموات ولاد أموات، عشان متتصدميش زينا”، وأخيرًا.. مشاهدة ممتعة للجميع.

المقالة السابقة15 حكاية في 2015
المقالة القادمة15 لحظة سعادة وأمل

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا