تعديل سلوك الطفل الجنسي، علاج السلوك الجنسي عند الأطفال

13352

كآباء وأمهات، نحن نفعل كل ما في وسعنا لحماية أطفالنا، مع منحهم الحرية والاستقلالية، ليصبحوا بالغين أسوياء، إلا أن ما يحول دون تحقيق معادلة الحماية والاستقلالية هذه هو أن العالم نفسه مليء بالمخاطر والأفعال غير السوية التي تجعلنا نبالغ في الحماية، خصوصًا في الأمور التي تتعلق بالسلوكيات الجنسية، فنحن نحاول أن نحميهم من حالات كالاعتداء والتحرش الجنسي بشكل مبالغ فيه، لكن هل خطر في بالك أن يكون طفلك الذي أحسنت تربيته وتأديبه هو الجاني وليس الضحية؟!

إحدى الحقائق المرعبة حول الاعتداء الجنسي على الأطفال هو أن نحو ثلث مرتكبي الجرائم أطفال دون سن الثامنة عشرة، مما يعني أن هناك أطفالاً تعتدي جنسيًا على أطفال آخرين بنسبة لا يمكن تجاهلها.

يُعرَّف اعتداء الطفل جنسيًا على طفل آخر بمصطلح “child on child sexual” بأنه نشاط جنسي بين الأطفال، يحدث دون موافقة أو دون مساواة ذهنيًا أو بدنياً أو في العمر أو نتيجة إكراه جسدي أو عاطفي، حيث يسعى الطفل الأكبر سنًا إلى إحداث نوع من التحفيز الجنسي أو الإثارة الجنسية عند التعامل مع طفل آخر، سواء باللمس أو بالإيحاء أو بمشاركته بعض الألعاب التي تحتاج إلى التعري، كلعبة “الطبيب والمريض”.

التطور الجنسي عند الأطفال

يشير علماء النفس إلى أن الجنسانية هي جزء طبيعي من تطور مرحلة الطفولة، مثل اكتساب اللغة وتطور المهارات الحركية، وتطور المهارات المعرفية، كما أن اللعب الجنسي الاستكشافي هو أيضًا جزء شائع من نمو الطفل، حيث تشير الأبحاث إلى أن من 40 إلى 80% من الأطفال من المتوقع أن يشاركوا في بعض السلوكيات الجنسية أو اللعب الجنسي على الأقل قبل بلوغهم سن 13 عامًا، ويمكن أن يشمل هذا طرح أسئلة جنسية واستكشاف أدوار وسلوكيات الجنسين والنظر إلى أجسادهم وأجساد الآخرين، ولمس أعضائهم التناسلية لاستكشافها، وقد يصل الأمر إلى التحفيز الذاتي.

ولكن ما هو الحد الفاصل بين السلوك الجنسي الفطري المقبول النابع من الفضول والاستكشاف، والسلوك الجنسي الضار الذي يدل على وجود مشكلة سلوكية جنسية تحتاج إلى التقويم؟

تعرفي أيضًا على: تأثير العنف الأسري على الأطفال: نفسيًا وصحيًا وعقليًا

الفضول الجنسي عند الأطفال

من المهم اعتبار عمر الطفل ومستوى نموه عند تقييم مشاكل السلوك الجنسي المحتملة لديه، وقد أشارت إحدى المقالات المنشورة على موقع المجتمع الآمن (أحد المؤسسات المدنية الأمريكية المعنية بمناهضة الاعتداء الجنسي والعنف الشخصي وتقديم الدعم للمراهقين الذين تورطوا في الاعتداء الجنسي على أطفال آخرين إلى بعض السلوكيات الجنسية الشائعة وغير الشائعة لكل مرحلة عمرية) وصنفتها كالآتي:

مرحلة ما قبل المدرسة

السلوك الشائع: لمس أجزاء الجسم، التحفيز الذاتي في المنزل وفي الأماكن العامة، السؤال عن أجزاء الجسم الخاصة.

سلوك غير شائع: وجود سلوك جنسي أو لغة جنسية صريحة، محاولة الاتصال الجنسي بشكل يشبه العلاقات الجنسية للكبار.

تعرفي أيضًا على: أنواع العنف الأسري: هل أنتِ في علاقة مسيئة

الأطفال في سن المدرسة وحتى سن البلوغ

الشائع: أسئلة حول العلاقات والسلوك الجنسي، الحيض والحمل.

غير شائع: التقبيل، جنس يشبه الكبار، الاستمناء.

مرحلة البلوغ

الشائع: زيادة الفضول حول المواد والمعلومات الجنسية، أسئلة حول العلاقات والسلوك الجنسي، ومناقشة الأعمال الجنسية مع أقرانهم.

غير الشائع: الاستمناء في الأماكن العامة، الاهتمام الجنسي الموجه نحو الأطفال الأصغر سنًا.

رغم أن هذا العرض قد يساعدك بشكل كبير في تحديد سلوك طفلك الجنسي إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن لكل طفل خصوصيته، وليس بالضرورة أن يعرض كل طفل كل هذه السلوكيات في المرحلة نفسها، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض النقاط المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة سلوكية جنسية، كعدم قدرة الطفل على منع نفسه من تكرار السلوك، حتى عند إعادة توجيهه من قِبل شخص بالغ وشدة السلوك نفسه، وعدد مرات تكراره، ومدى شعور الطفل بالذنب وتأنيب الضمير بعد ممارسة هذا السلوك، النظر في كل هذه العوامل يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان ما تراه في الطفل أمرًا طبيعيًا أم لا.

الأسباب التي تؤدي إلي ممارسة الجنس بين الأطفال

تشير دراسة أجراها الباحث الكويتي “راشد مانع راشد” نشرت بمجلة عالم التربية بالقاهرة، إلى أن الطفل الذي يتعرض للتحرش، غالبًا ما يحدث له ما يسمى إفاقة جنسية مبكرة، وهو ما يؤدي إلى إصابته بأي نشاط جنسي زائد، والطفل في هذه السن من الناحية العلمية لا يعرف الميول الجنسية بالمعنى المعروف لدى الكبار، لكن يمكن أن يندرج هذا النشاط الجنسي الزائد بما يتتبعه من تصرفات، تحت ما يسمى بالسلوك السيئ الذي يفعله الطفل مقلدًا أو مجبرًا دون غريزة حقيقية داخله، فتظهر لديه تصرفات جنسية، وقد يتحول لمتحرش.

وعلى عكس ما أشارات إليه الدراسة السابقة، إلا أن هناك دراسات أخرى ترجح أنه ليس بالضرورة أن يتعرض الطفل لاعتداء جنسي حتى يتحول إلى متحرش أو مسيء آخر، فمن الممكن أن يكون الطفل قد تعرض لعنف جسدي أو عاطفي داخل المنزل، أو شاهد محتوى جنسي صريح حيث توجد صلة بين الإباحية والمواد الإباحية، فبعض الجناة يعيدون تمثيل مشاهد شاهدوها على الإنترنت، أو يحاولون تثقيف أنفسهم حول الجنس فوفقًا لدراسة أجرتها منظمة أطفال الاتحاد الإفريقي عام 2011 عبر الإنترنت، فإن 44 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و16 عامًا، شاهدوا صورًا جنسية خلال العام 2010.

علاج السلوك الجنسي عند الأطفال

ماذا تفعل إذا شككت أن ابنك متحرش؟ اذا واجهت اي سلوك جنسي غير طبيعي في مرحلة من مراحل حياة طفلك؟ اليك ما يجب عليك فعله.

  • التقبل والهدوء: من الأفضل عدم التعامل بعنف وعدائية تجاه الطفل وتقبل الأمر رغم قساوته.
  • الطفل المتحرش أيضًا ضحية: سواء لشخص آخر مسيء أو لعنف أسري أو لسلوك لم يحسن تفسيره وقام بتقليده.
  •  طلب المساعدة: لا بد من طلب المساعدة بشكل فوري وسريع من المختصين، سواء أطباء نفسيين أو أخصائيين نفسيين أو أخصائيي تعديل سلوك، ووضع خطة للعلاج وللوقاية، حتى نوقف دائرة الإساءة.
  •  التحدث مع الطفل وطمأنته: يجب أن تطمئن الطفل وتحاول أن تقلل من شعوره بالخجل والذنب، لأن كل هذه المشاعر سوف تدفعه للصمت وعدم البوح، فإعطاؤه الثقة سيساعده أن يخبرك من أين اكتسب هذا السلوك ومع من جرَّبه، حتى تستطيع أن تساعد الأطفال الآخرين الذين طالتهم الإساءة، بالإضافة إلى مواجهة المسيء الأول.
  •  هذا السلوك يمكن تعديله: هذا السلوك سلوك ضار، ولكن يمكن تقويمه مثل أي سلوك آخر. هذه القاعدة التي يجب أن ينطلق الأهل منها عند بدء رحلة الدعم النفسي والعلاج.
  •  الإبلاغ بالإساءة: العلاج لا يتوقف عند معرفة حالة الطفل، لكن يجب الإبلاغ عن الشخص المسيء، خصوصًا إن كان شخصًا بالغًا.
  •  الغرباء لا يفعلون ذلك: تمامًا مثل الجناة الكبار، فإن الطفل الذي يسيء إلى طفل آخر جنسيًا، هو على الأرجح صديق أو فرد من العائلة، نادرًا ما يكون شخصًا غريبًا.

وأخيرًا.. صدقوا أطفالكم عندما يخبرونكم بأي سلوك مسيء يحدث لهم، يمكن أن يكون من الصعب التفكير في الإساءات الجنسية ومناقشتها، ولكن من المهم معالجة هذه المشكلات وتثقيف أنفسكم حتى تتمكنوا من تعليم أطفالكم ما يجب أن ينتبهوا له، فكل نصيحة وحديث وتجربة، وكل مرة تستمعون لهم فيها، تحمونهم من الاعتداء الجنسي، سواء كجُناة أو كضحايا.

ثلث مرتكبي الجرائم أطفال دون سن الثامنة عشرة

المصادر

defendinnocence

child mind

vice

المقالة السابقةالحضرة
المقالة القادمةكان جميلاً.. وكان حلمي أن ألقاه
صحفية وكاتبة مصرية

3 تعليقات

  1. بنتي ٧ سنين وبلاقيها بتشوف فديوهات اباحيه اعمل ايه فهمتها كذا مره بس بلاقي في البحث كلمات وبفتح الاقيها شافتها اعمل ايه

    • مساء الخير
      اولا لازم تعرف اتعلمت ده فين لانه هيفرق في حاجات كتير
      ثانيا لازم تروح لطبيب نفسي اطفال لتقييم باقي الأعراض ان وجد و جلسات تعديل السلوك
      ده رأي طبيبة نفسية
      لو في استفسار تواصلي معايا علي الايميل

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا