قالوا عن المرأة: شكى حكى بكى

1027

“شكى مني وقال كلام.. فرّح أهل الملام”.

شكاوى الستات.. موضوع حلقة اليوم.

من المعروف عن الست إنها ممكن جدًا ومن السهل عليها تختلق خناقات من الهوا ليس لها أي جذور في أرض الواقع، “حكى عني وجاب شهود.. بكلام ملهوش وجود”.

كما إن من هواياتها إنها تنوح على أهيف الحاجات، وتستحق عن جدارة لقب شكّاية “عارفين شكاني ليه؟ عشان بغير عليه”.

كمان من المتعارف عليه كمسلّمات إنها الصبح تحلف بحُبك وبالليل لو عملت أي غلطة أد الفتفوتة تقولك مشفتش معاك يوم حلو أبدًا، وتشتكي من كل تفاصيل الحياة معاك.

ده غير إنها تشتكي باستمرار من تصرفاتك الغريبة، ومن كل طباعك، وإن إنت ما دام بتخبي حاجات يبقى أكيد فيه حاجة خايف منها.

ده غير شكوتها المستمرة من قلة البخت وإنها معندهاش أي سبب من أسباب الرفاهية، شقتها وحشة ولازم تتجدد، عفشها عايز يتغير، مفيش غير الطقم اللي حيلتي، رغم إنها كل يوم والتاني تشتري لبس جديد وبردو بتقول معنديش.

تشتكي من أي حاجة وكل حاجة.. تشتكي وتشتكي وتشتكي…

كل ده ومش من حقك تعترض على أي حاجة م الحاجات دي، لأنها دايمًا على حق، وإنت مش عارف اللي فيّ وأنا شايلة ف قلبي وساكتة.

الخلاصة إنت بتتعامل مع شخصية غير سوية، عندها هوس الشكوى والانشكاح بدور الضحية الدائم.

 

الحقيقة دي صورة مسطّحة ذات بُعدين.. البُعد الأول نظرتك، والتاني ردودها غير الممنطقة، ودايمًا بتردد لنفسك “شكى مني ولا اشتكيت.. حكى عني ما يوم حكيت”. لكن للصورة أبعاد أخرى.. ممكن نحكي شوية حاجات تجسّم الصورة قدامنا أكتر.

لو نتكلم عن النقط اللي قلناها ف الأول دي كأمثلة للست الشكاية، هنشوف إذا كانت فعلًا كده ولا جايز عندها أسبابها.

 

مثال1:

لو قلنا مثلًا موضوع اختلاق مشاكل م الهوا ده، بتلاقيها كده بتألف حاجات وبيتهيألها كلام متقالش، وبتاخد كلامك دايمًا على محمل الزعل، وتشتكي من إنك بتوجعها بالكلام وبتهينها.. هي الصراحة ممكن تكون هبلة، آه، لكن بردو ممكن جدًا تكون عبّت منك كتير وزعلت من مليون حاجة وكتمت، ومبقاش فاضل مساحة تتنفس منها ولا تتحمل حاجة، لكن ف نفس الوقت مش مستعدة تنفجر ولا فكرت تسيبك وتفارقك.. طب هتودي الشحنة السلبية دي فين؟! بتطلعها ف صورة النواح الدائم ده.

 

مثال 2:

إذا كانت مش بتختلق مشاكل، والمشاكل فعلاً حاصلة لكنها تافهة، تشكي من كل صغيرة وكبيرة، من أهيف التفاصيل اللي مفروض أي حد يعديها، لازم تحكي وتشكي من المشاكل لحد ما تصفا خالص، احتمال تكون غبية، بس الاحتمال الأكبر تكون صافية لدرجة إنها متعرفش تشيل ف قلبها أي زعل.

يعني كل الموضوع إنها بتعاتب، يا إما تصالحها يا إما تفهّمها إنه سوء تفاهم، خلاص الموضوع صفا وخلص. دي طبيعة موجودة ف بنات كتير.. تركيبة شخصية.

الشخصية دي بتعرف تواصل وتصبر، وجايز كمان تقنع نفسها إن العيب فيها، عشان تقدر تتأقلم مع الحياة معاك، لكن هي بالنسبالها كبت المشاعر السلبية بيتولّد معاه تلقائيًا كبت المشاعر الإيجابية، ف لو اعتبرتها شكّاية وحمقية ورفضت تصرفاتها وسكتّها، هتسكّت معاها كل حاجة حلوة كانت بتديهالك.

 

مثال 3:

طبعًا كل الناس متفقة على إن الستات ملهاش كلمة، الصبح تقولك يا سبب سعدي، وبالليل لو وقعت ف أي غلطة صغننة هتقولك مشفتش معاك يوم حلو.. هنا بقى معاها كل الحق.

لحظة بس هفهمك.. ده قاموس نسوي الرجالة مبتفهموش، هي بس لما بتقولك مشفتش معاك يوم حلو أبدًا، “أبدًا” هنا تعني فترة محددة، هي فترة زعلكم. لما تقول طول عمرك أناني فبرضو تقصد إن بقالها فترة مش حاسة باهتمامك.

كل الموضوع إنها حاسة بتقصير فزعلت، وده القاموس اللي بيستخدم في حالات الزعل.

هي لو فعلاً شايفة إن “طول عمرك” أناني، ولو بجد مشافتش معاك يوم حلو “أبدًا”، كان زمانها فارقتك من بدري.

 

مثال 4:

آه ممكن تشك فيك وتشتكي من تصرفاتك الغريبة لأنك فجأة حبيت فيروز وإنت طول عمرك مش بتسمع غير الست.. ممكن تشك فيك لأنك من إمتى وإنت بتقرا شعر! إيه اللي قلب وشك كده فجأة لما خلصت مكالمة التليفون؟!

هي عندها كابوس الحيرة، من الثوابت إن خيالها واسع وبيوديها لأبعد المناطق، متسيبهاش فريسة للعنة الخيال واشتري ثقتها، ما دام حبيبتك خليها صديقة وإنت هتتفادى كل الشكوك، متسلمهاش لزحمة الأفكار وخلى أداءك وتصرفاتك تفصل كهربة مخها شوية، لأنها مبتعرفش تفصلها، ملهاش سيطرة عليها.. الستات بتفكر حتى وهي نايمة؛ ربنا خلقها كده.

 

مثال 5:

الشعور بعدم الاكتفاء بكل ممتلكاتها، مما ينتج عنه الإصابة بهوس الشوبينج، فهو حالة هروب لا إرادية من الضغوط، زيها زي هيستريا الضحك الناتجة عن صدمة.

هوس الشوبينج اكتئاب (نقطة)

 

باختصار وتسهيلًا لتحليل تصرفاتها.. البنت لو شفت معاها أيام كتير حلوة وعرفت إن مش ف طبعها النكد ولا الشكاوى وبعدين فجأة بقت شكاية ومش عاجبها أي حاجة، يبقى قبل ما توجهلها اللوم دوّر الأول وشوف إيه اللي اتغير خلاها تتغير هي كمان.. ساعتها بس هتتحمل شكاويها وهتقولنا “عارفين سامحته ليه؟ عشان سواد عينيه”.

المقالة السابقةالأحمق لا يسامح ولا ينسى
المقالة القادمةمغامرة الولادة: تجربة شخصية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا