مَرسَى لنفسي

39

 

بقلم: روكسان رأفت

 

كل يوم، من أول ما نصحى لحد ما بننام؛ بنواجه كثير من التحديات والصراعات! .. تحديات شخصية، وتحديات في العلاقات، وتحديات بسبب ضغط المجتمع. وبصراحة كل واحد بيبقى له طريقته في حل الصراعات دي.

فيه اللي بيعرف ويقدر في العموم، وبتفلت منه مرات! وفيه اللي مش بيعرف يتعامل مع صراعاته، ولسه ناقصه مهارات زي طلب المساعدة، وضع حدود، تعلم المواجهة، المرونة وإيجاد البدايل.

لكن، لو هنقول إن فيه مهارة أو خطوة أساسية تساعدنا على حل صراعاتنا ومواجهتها؛ فهتكون هي “الرُّوحانية”.

الرُّوحانية ببساطة -وفي مفهومي الشخصي- هي الاختيار الحُر والواعي، بالرجوع إلى الله؛ لأنه القوة الرُّوحية العُظمى، لأنه كبير الكون -سبحانه-.

ومقصدش بالرجوع بس التوبة؛ لكنْ كمان التركيز باختياري -رغم المُشتِّتات والضغوط- على وجود حس لوجود ربنا في تفاصيل حياتي اليومية!

 

ليه بتُعتبر الرُّوحانية مهارة وخطوة أساسية في حل صراعاتي اليومية؟

1-   لأن الرُّوحانية بتحوّل تركيزي من الانحصار في نفسي ومشاكلي للتركيز على قوة سماوية، بتخليني مشوفش الحياة بس بنظارة مشاكلي واللي مخوّفني، لكن بوسع زاوية الرؤية، وأدخل الله سبحانه بجبروته وسلطانه.
2-   لأن الرُّوحانية بتعلمني أطلب المساعدة، ودي من أكثر الحاجات اللي بتساعد شخص أنه يتغير أو يتغلب على مشاكله، لمجرد أن شخص ثاني ساعده .. فما بالك إذا كنا بنستعين بالله!
3-   لأن في الرُّوحانية جانب كبير من التسليم، التسليم بالأجزاء اللي ضعيفة فيّ. التسليم لقوة أكبر مني، التسليم اللي بيزوّد مرونتي واختياراتي، ويساعدني أكون شخص مختلف. الرُّوحانية بتساعدني ألاقي مَرسَى لنفسي ثاني في وسط موجة الحياة اللي بتضرب فيّ وتخوّفني.

 

وزي ما الرُّوحانية مهمة -كخطوة أساسية- في حل صراعاتي؛ هي كمان ليها تأثير كبير قوي على حياتي. بتعمل فرق كبير فعلًا، مش بس أنا بلمسه، لكن كمان كل اللي حوالي بيشوفوه.

1-   الرُّوحانية بتخليني أهدى .. أنا مش لوحدي في الحياة الواسعة دي! لكن ربنا في صفي، حتى لما بغلط هو دايمًا بابه مفتوح وباله طويل عليّ وعلى أخطائي وضعفاتي وسهواتي.
2-   الرُّوحانية بتخلّيني إنسان متواضع أكثر؛ لأني بطلب معونة ربنا. فأنا ضمنيًّا بعترف أني مش قدها لوحدي، لكن محتاج واللي بيحتاج عمومًا إنسان متواضع. لأنه مدرك حقيقة البشر أنهم مش آلهة! .. يا بختك ويا بخت اللي حواليك لو أنت شخص متواضع.
3-   الرُّوحانية بتعلّمني أكون إنسان مسئول. احنا بنطلب معونة ربنا وحكمته، لكن بنعمل دورنا. وهو -سبحانه- بيرشدنا ويبعث لنا دعم وسند ومساعدة، علشان نكون أشخاص أفضل وأحسن، وناضجين أكثر.
4-   الرُّوحانية بتدّيني أمل، وتحميني من الإحباط؛ لأن فيه قوة أكبر مني، وفيه معونة ربنا، وفيه وسائل ربنا بيسخرها لي تساعدني، فأنا دايمًا عندي أمل. عندي أمل في صراعاتي أنها تتحسن، عندي أمل في نفسي وعيوبي وغلطاتي، عندي أمل في الحياة مهما حصل.

 

الرُّوحانية -ببساطة- هي مَرسَى لنفسي، وسط صعوبة الحياة اللي احنا عايشين فيها.

 

المراجعة اللغوية: عبد المنعم أديب

المقالة السابقةالاتفاق مع الخالق
المقالة القادمةسينجل يحتفل بالفلانتين

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا