شفرة سندريلا.. فقط أن تؤمن

757

بقلم/ آلاء السقا

 

في ليلة الأحلام، عندما كانت تحلم سندريلا الفتاة البسيطة، بذهابها لحفل الأمير مثل بقية فتيات البلدة، فتظهر الساحرة الطيبة، وتجعلها كأجمل الجميلات، تزين جمالها البسيط بملابس أميرة جميلة، ولكن حتى الساعة الثانية عشر فقط!

 

تذهب إلى الحفل ويشاء القدر أن دخولها من باب القلعة أشبه بدخولها لقلب الأمير، من النظرة الأولى، فيختارها هي بدلاً عن جميع الفتيات الأخريات المزينات بأقيم الملابس، لكن جمال وبساطة سندريلا هو الذي فاز بقلب الأمير، وانفردا برقصة جميلة، تصل إلى نافورة هادئة، فتأتي الساعة الثانية عشر، تجري سندريلا، والسحر في طريقه للانتهاء، ينهض وراءها الأمير.. “لا تذهبي”.

 

لم يجد بعدها أثرًا، حتى الحذاء الجميل، لم يقع من قدمها مثلما قالت الأسطورة، كيف سيجد الأمير تلك الجميلة ثانيةً؟ هو لم يعلم حتى اسمها!

 

بات يومها يسأل الله عنها، لعلها تأتي مرة أخرى، فقلبه وقع في حبها بالفعل، جاء بباله أنها خيال.. آمن أنها ستأتي يومًا ما، وأن ذلك الوقت القصير كانت هنا به لتطمئنه فقط، تنير قلبه، تبث فيه الأمل بأن الحب موجود، لكن لم يأتِ موعده فقط، لكنه أتى. وحين أنار قلبه، أطفأه، لماذا يحدث كل هذا؟

 

ظل متعلقًا بها، يؤمن أن وقوع الحب في قلبه لها ليس مجرد صدفة، إنه قدر، سنجتمع يومًا ما حتى وإن طال الزمن. ترك أصول البلدة، لم يتعامل كأنه الأمير، لم يطلب من الخدم أن يبحثوا عنها بدلاً عنه، أخذ حصانه ليبحث عنها في كل مكان، يسأل جميع من في البلدة عنها، لم يعطِ بالاً لما يقوله الناس، بأن الأمير بنفسه دون حرس أو خدم، يسير بين الجميع ليبحث عن فتاة! لم ييأس.

 

يعود يومًا بعد يوم، واليأس يملأ قلبه، يسهر أمام النجوم ينظر لجمالها، وكأن سندريلا بين النجوم، نجمة تظهر وتشغله، ينظر إليها هي فقط، ثم تذهب، على الجانب الآخر في القصر المحبوسة فيه سندريلا بأمر من زوجة والدها الحاقدة عليها، تنظر سندريلا هي الأخرى للنجوم، ترجو أن تقابل الأمير مرة أخرى، فالسهر صديق جيد لأهل الحب.

 

في يوم آخر، بعد عام، أقام والد الأمير مثل ذلك الحفل مرةً أخرى، ينتظر الأمير أن تأتي سندريلا، حتى أصبح الحفل على وشك الانتهاء، نهض الأمير مسرعًا، ركب فرسه وجرى يبحث عنها، فإن قلبه لم يحمل كل ذلك الأمل والإصرار من فراغ، ذهب لكل مكان ولم يجدها، فجلس تحت برج قصير، يبكي، ويطلب من الله أن يجمع شتات قلبيهما معًا، فإنه لم يعد يحتمل.

 

هي الأخرى، تجلس في شباك الغرفة، تسند وجهها، وتبكي وهي تنظر للسماء.. حينما كان يجلس الأمير وجد قطرات مياه رقيقة تسقط أمامه، فنظر فوقه يبحث من أين تأتي، وجدها سندريلا. كل الأشياء ممكنة، هي فقط تحتاج إيمانًا.

 

ذهب بها، بملابسها البسيطة الممزقة بعض الشيء، فهو يراها أجمل ما في الكون، يدخل بها وهي تجلس على الفرس وهو يسير أمامه ويقوده، يقول بفخر: “ها هي من فازت بقلبي، من جعلت الأمير طفلاً أمام فقدانها، وجدتها أخيرًا”.

 

فقط أن تؤمن، ألا تجعل رأي الآخرين هو المؤثر، أنت من تُحب، من تحلم، من تصل، ومن تعيش، كل منهما ستكتمل حياته دون أن يفكر بك، لكن حياتك، أنت فقط من تعيشها، من تسعد بها، وتتألم فيها.

عندما يبعث الله حلمًا أو شغفًا في قلبك، لم تكن صُدفة أبدًا.

 

ماذا لو لم يقع حذاء سندريلا؟!

 

المقالة السابقةزي الأيام دي
المقالة القادمةكيف تتجاوز القصة التي هزمتك؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا