الحرب العالمية التالتة

647

هبه

 

 

وسط طقس شديد الحرارة وبعد موسم رمضاني مليء بالمسلسلات اللي ممكن نعتبرها الأكثر كآبة على مدار العشر سنين اللي فاتوا، افتتح موسم أفلام عيد الفطر بفيلم “الحرب العالمية التالتة” للثلاثي شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي.

 

والثلاثي سبق وقدموا للسينما المصرية مجموعة من الأفلام، زي “ورقة شفرة” و”سمير وشهير وبهير” و”بنات العم”. كمان قدموا للتليفزيون برنامج “أفيش وتشبيه” ومسلسل “الرجل العناب”. ومتابعو الثلاثي عارفين ولعهم الشديد بتفكيك الثوابت المتعارف عليها وإعادة بناءها من جديد بصورة كاريكاتورية أقرب للدعابة.

 

والأمر مختلفش كتير في آخر تجاربهم السينمائية. ففيلم الحرب العالمية التالتة يعتبر محاكاة مصرية شديدة الأصالة للفيلم الأمريكي “Night at the Museum” بطل الفيلم “خميس كاكا” اللي بيقوم بدوره أحمد فهمي، شاب مصري من النوع اللبط الغلباوي، مبيعملش حاجة غير إنه يتكلم وياخد مواقف هو مش أدّها أصلًا، لدرجة إنه ورّط والده في صفقة خاسرة مع بلطجي الحي وهرب، عشان يلعب كورة مع أصحابه في ساحة اللعب اللي على حدود المتحف المهجور. “خميس” بيحب يلعب كورة، بس مبيعرفش يلعب، والشيء الوحيد اللي بيخلي الشباب يلاعبوه معاهم هو إن الكورة بتاعته. تتسبب تسديدة “خميس” الفاشلة في دخول الكورة للمتحف بدل ما تدخل المرمى، ويضطر يدخل المتحف عشان يجيبها.

 

وفي المتحف بتبدأ الأحداث الحقيقية للفيلم. 

 

مع دقة الساعة الخامسة بتتحرك كل التماثيل وبننتقل مع الفيلم لعالم من الكوميديا الخالصة. عالم فيه توت عنخ آمون صبي مراهق بيقول لمحمد علي باشا يا عمو محمد، وبيقعد مع بكار عشان ياخد الحصة اللي بيدرسهالهم ألبرت آينشتاين.

 

عالم فيه علاء الدين شاب فهلوي جملته المفضلة “أنا أصيع من أهلك كلهم” ومصاحب سيد الجن عفريت المصباح.

 

عالم فيه أبو الهول حارس على قاعة العرش اللي بيحكم منها توت عنخ آمون، بس ممكن يدّخل أي حد لو غمزه بسيجارة أو فلاشة فيها النسخة الكاملة لفيلم حلاوة روح. 

 

عالم غاندي فيه مثار انتقاد بسبب زيه اللي بيكشف كتفه بالشكل اللي بيعرّضه للتحرش!

 

عالم فيه الإسكندر الأكبر صبي القهوة اللي بيقعد عليها صلاح الدين الأيوبي، وبوب مارلي ورأفت الهجان وأحمد عرابي وسيد الجن عفريت المصباح.

 

عالم فيه مارلين مونرو اتحولت لنرمين مونرو المطربة الشعبية المشهورة.

 

عالم أشراره هولاكو وأبو لهب وريا وسكينة ودراكولا، اللي متحدين بقيادة هتلر ومدام هويدا أمينة المتحف، لشن الحرب العالمية التالتة. 

 

اللي عايزين نقوله في نهاية كلامنا، إنك لو كنت بتدور على فيلم جاد وطويل يصلح لمناقشات عميقة فلسفية الطابع، فالحرب العالمية التالتة فيلم مش مناسب بالتأكيد. أما لو كنت بتدور على فيلم عائلي خفيف تقضي فيه ساعتين من الضحك المتواصل بدون ما تفكر في مشاكل الزحمة والمواصلات وارتفاع الأسعار، ففيلم “الحرب العالمية التالتة” هو اللي إنت محتاجه.

 

ونتمنى لكم مشاهدة ممتعة، ويا رب الكهربا متقطعش عليكم في السينما.

المقالة السابقةإزاي تنقذي نفسك
المقالة القادمةالهوَس اللي قتل صاحبه

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا