إذا كُنت قد تعرضت لصدمة عاطفية: تحدث الصدمة العاطفية نتيجة أحداث مرهقة للغاية تُحطّم شعورك بالأمان، وتجعلك تشعر بالعجز وأن العالم خطير وغير آمن، غالبًا ما تنطوي هذه التجارب المؤلمة على تهديد للحياة أو السلامة، لكن من ناحية أخرى ليست الظروف الموضوعية هي التي تحدد ما إذا كان الحدث صادمًا أم لا، بل تجربتك العاطفية الذاتية وشعورك الداخلي بالحدث هي التي تُحدد ذلك، فكلما شعرت بالخوف والعجز، زادت احتمالية تعرضك لصدمات نفسية.
هناك بعض العلامات التي تُخبرك أن هذه الصدمة قد أثرت عليك وأنك رُبما تحتاج إلى علاج أو مُساعدة مُتخصصة، هنا يُمكنك التعّرف على بعض هذه العلامات، ويُمكنك هنا أيضًا أن تتعرف على الخطوات المثالية للتعامل مع كرب ما بعد الصدمة.
علامات تدل على وقوعك في كرب ما بعد الصدمة
من هذه العلامات:
الحاجة الدائمة أن يتقبلك الآخرون قبولاً غير مشروط
بشكل طفولي أنت تريد أن يُحبك الآخرون ويتقبلونك، تريد دون وعي أن يتم الاعتراف بك، تقول وتفعل أي شيء لتحصل على قبول ومحبة أي شخص تقابله في طريقك، وقد يكون ما تقوله أو تفعله في بعض الأحيان وفي كثير من الأحيان على حسابك. يمكن أن تتأثر أفعالك وسلوكياتك وحتى قراراتك بهذه الحاجة إلى الإعجاب والقبول، وقد تتجاهل حتى احتياجاتك الشخصية لوضع احتياجات الآخرين في المقام الأول.
الشك الدائم والمستمر في نفسك
إذا كُنت تُعاني من كرب ما بعد الصدمة، فهذا يعني أنك تُعاني أيضًا من افتقار احترام الذات، ما يخلق الكثير من الشكوك في نفسك، يكون تقديرك لذاتك مرتبكًا ويتأثر بالكلمة السلبية تلو الأخرى التي قد يقولها لك الآخرون. يعتبر البعض أن الكلمات ليس لها تأثير نفسي، لكن في واقع الأمر تكون الكلمات قوية للغاية، فالإساءة اللفظية يمكن أن تحطم قلبك، الإهانات اللفظية تؤذي جسديًا أيضًا، لقد تم إثبات ذلك، فبإمكان الإهانات اللفظية -على وجه الخصوص- أن تخلق الصوت السلبي الذي تسمعه داخل رأسك، هذا الصوت السلبي داخل رأسك، في حقيقته، ليس أنت، لكنه القناعات التي جعلك المعتدي عليك تؤمن بها عن نفسك.
تُصبح حساسًا وعاطفيًا للغاية
عندما يمس الموقف الحالي أو يخدش سطح ذلك الجرح يكون رد الفعل مُبالغًا فيه، تنفجر في الغضب والدراما وترتفع المشاعر القديمة إلى السطح. أنت في الواقع تحمي جرحك القديم، وتحاول الدفاع عن نفسك
عندما تتفاعل مع شخص أو موقف، فإنك تقوم بهذا بشكل شعوري وسلوكي حاد ومكثف، فأنت تتعاطى مع المشاعر بشكل مفرط، عادةً ما تكون ردود أفعالك متفجرة، دراماتيكية، وتكاد تكون الاستجابات العاطفية المُبالغ فيها تؤثر على شخصيتك بأكملها.
يستجيب جسمك كما لو كنت تتعرض للهجوم، أو كما لو كان هناك تهديد من نوع ما، بينما لا يكون هناك في الواقع أي شيء، أنت تبالغ في رد الفعل لأن الجرح العاطفي من الماضي قد تم قمعه داخل جسمك، وهناك الكثير من الطاقة هناك. لذلك عندما يمس الموقف الحالي أو حتى يخدش سطح ذلك الجرح يكون رد الفعل مُبالغًا فيه، تنفجر في الغضب والدراما وكل تلك المشاعر القديمة ترتفع إلى السطح. أنت في الواقع تحمي جرحك القديم برد فعلك الزائد، وتحاول الدفاع عن نفسك، وغالبًا ما يكون الشعور الأساسي هو الظلم، وأنه ليس من العدل أن تشعر بشعور الضحية مرة أخرى.
كيف يمكن التعامل ما بعد الصدمة العاطفية
وفقًا لموقع الكلية الملكية للأطباء النفسيين، فهناك عدّة طرق تُساعدك على تجاوز الصدمة العاطفية والتغلب عليها، مثل:
المواظبة على ممارسة التمرينات الرياضية
حاول ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة أو أكثر في معظم الأيام. أو لجعل الأمر أسهل، هناك بعض التمارين الرياضية التي لا تتجاوز مُدتها الدقائق العشرة، وهي جيدة بنفس الدرجة، كذلك فإن التمرينات الإيقاعية ومشاركة ذراعيك وساقيك مثل المشي والجري والسباحة وكرة السلة أو حتى الرقص، تعمل في هذه الحالة بشكل أفضل.
لا تحاول الابتعاد والانعزال
تواصل مع الآخرين وليس عليك التحدث عن الصدمة التي تعرضت لها، كما لا تخجل من طلب الدعم
بعد الصدمة، قد ترغب في الانسحاب والانعزال عن الآخرين، لكن العزلة تزيد الأمور سوءًا. سيساعدك الاتصال بالآخرين والتعامل معهم وجهًا لوجه على الشفاء، لذا حاول بذل جهد للحفاظ على علاقاتك وتجنب قضاء الكثير من الوقت بمفردك. تواصل مع الآخرين وليس عليك التحدث عن الصدمة التي تعرضت لها، لأن هذا يمكن أن يجعل الأمور أسوأ لدى البعض. لا تخجل من طلب الدعم، نكرر هنا أن رغبتك في الحصول على الدعم لا تعني اضطرارك للتحدث عن الصدمة نفسها. يُمكنك أيضًا المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو إعادة الاتصال مع الأصدقاء القدامى.
تعلم كيفية تهدئة نفسك
يُمكنك تعلم كيفية تهدئة نفسك. ومن طرق تحقيق هذا: ممارسة التنفس الواعي، والتي يُمكنك القيام بها ببساطة عن طريق أخذ 60 نفسًا، وتركيز انتباهك على تنفسك، يُمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى إذا كان ذلك يساعد على تهدئتك.
اعتن بصحتك
الإدارة الفعّالة لمرحلة كرب ما بعد الصدمة لتجاوزها بنجاح يتطلب الاعتناء بصحتك، والحفاظ على جسدك، لأن الصدمة لا تُرهقك نفسيًا فقط، بل تُرهقك وتستنزف طاقتك البدنية أيضًا، لذلك يجب الاعتناء بالصحة جيدًا. ويمكن تحقيق هذا عن طريق:
- الحصول على القسط الكافي من النوم، فبعد المرور بتجربة مؤلمة قد تُعاني من القلق أو الخوف، هذه المشاعر السلبية قد تجعل أنماط نومك مُضطربة وغير مستقرة، لكن قلة النوم الجيد يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الصدمة، وتجعل الحفاظ على توازنك العاطفي أكثر صعوبة. اذهب إلى النوم واستيقظ في نفس الوقت كل يوم، واستهدف النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.
- اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا، سيساعدك تناول وجبات صغيرة ومتوازنة طوال اليوم على الحفاظ على طاقتك وتقليل تقلبات المزاج، تجنب الأطعمة السكرية والمقلية وتناول الكثير من الدهون أوميغا 3، مثل سمك السلمون والجوز وفول الصويا وبذور الكتان، لإعطاء مزاجك دفعة إيجابية من خلال الغذاء الصحي.
أخيرًا ما يجب أن تعرفه أنه سواء أكان الحدث الذي سبب الصدمة العاطفية حدثًا مؤلمًا أم حدثًا ينطوي على الموت، فيجب أن تتغلب عليه كأحد الناجين، وتسترد إحساسك بالأمان، لأنك رغم كل شيء لا زلت هنا.. على قيد الحياة.
I?¦ve recently started a site, the info you offer on this site has helped me greatly. Thanks for all of your time & work.
I think this internet site contains some very great information for everyone : D.