بتذكرك.. كل ما بتيجي لتغيّم
وجّك بيذكر بالخريف
ترتبط هذه الكلمات في ذهني بأول اهتزازات قلبي، ربما لأن القصة بدأت بالخريف، أو ربما لأن كلمات الأغنية معبرة عن القصة القصيرة جدًا، الحزينة جدًا جدًا.
كان هذا منذ سنوات طويلة، خطواتي الأولى خارج الطفولة التي استمرت معي لما يقارب العشرين عامًا! سأروي لأحفادي أن حياتي كانت بلا مرحلة مراهقة.
وسيم، طويل، ذو مركز اجتماعي راقٍ، يتباهى بشعره الأسود الفاحم كأبطال إعلانات مستحضرات العناية بالشعر، يكبرني بأكثر من عشر سنوات، تتهافت عليه الفتيات، بينما يمنحني اهتمامًا من نوع خاص، ماذا بعد؟ أحببته طبعًا!
***
حيّرت قلبي معاك.. وأنا بداري وأخبّي
شهور طويلة من الحيرة، حول تفسير كل كلماته وأفعاله التي تحمل أكثر من معنى، لساعات أتحدث مع صديقتي حول تفسيرات ما نراه، ولا نصل إلى شيء. تزداد حيرتي حول هذا الشخص الذي يسألني عن عمل والدي، أصناف الطعام التي أجيد طهوها، ومواصفات شريك أحلامي، في حين يراه الجميع في دور حسين فهمي “الواد التقيل”.
حيرة.. انتظار.. لا جديد!
***
ترجعلي كل ما الدني بدا تعتم
متل الهوا اللي مبلش ع الخفيف
لم يكن لديَّ مصدر للنصيحة في هذا الوقت، لم أجرؤ على البوح بمشاعري الساذجة لأحد سوى صديقتي، وجهتني فطرتي إلى ضرورة الابتعاد، أيقنت أن الخلاص في قطع الآمال المبنية على تأويلات وافتراضات، وأن أعترف بأن هذا حب من طرف واحد.
الغريب أنني كلما كنت أبتعد، كان يقترب مني ويزيد في تلميحاته! ثم؟ لا شيء!
***
كل اللي صار وبعده بيصير.. الله كبير
في المراحل الأخيرة من هذه التجربة التي على قدر سذاجتها، آلمت قلبي كثيرًا، تعرفت إلى صديقة جديدة، كان سبب اقترابنا هو مرورها بنفس تجربة الحب من طرف واحد.
كانت تصر هي أن هذه المشاعر ليست حبًا من طرف واحد، فالمسؤول عنها شخص بذل جهدًا في إيهام طرف آخر بمشاعر ليست حقيقية. بينما أصر أنا على هذا التصنيف، فالتقييم النهائي أنها علاقة غير تبادلية، كل ما يربط الطرفين فيها مشاعر حب من طرف واحد، بينما تفتقر إلى الالتزام، أو المشاركة والاحتواء، وتسير في خط مستقيم يشبه جهاز قياس نبضات القلب في حالات الموت.. لا شيء يحدث.
***
لا فيه ماضي أقولك كان.. ولا فاكره ولا نسيته
ولا مرة جمعنا مكان.. عشان تدرى اللي قاسيته
تجربة الحب من طرف واحد قاسية جدًا، شخص واحد يحب، ينتظر، يتألم من الحب، ثم يتألم من الفراق، لا يستطيع اللوم، لا يملك أدلة، يحمل شعورًا بالعار من أنه أحب شخصًا لم يبادله مشاعره، لا يتوقف عن لوم نفسه، تقل ثقته بنفسه، ولا يفخر بذكرياته، هي تجربة تستنزف الروح والمشاعر، نتائجها خسائر.. فقط.
***
في السهرة أنتظرُ.. ويطول بي السهرُ
فيسائلني القمرُ.. يا حلوة ما السبب
فأجيبه والقلبُ.. قد تيّمه الحبُ
يا بدرُ أنا السببُ.. أحببتُ بلا أمل
إذا كنتِ تعانين من تجربة حب من طرف واحد، فكونك تدركين تصنيف مشاعرك، فهذه بداية الطريق للنجاة من هذه التجربة المهلكة، وإليكِ طرق تساعدك على الخلاص من مشاعر الحب غير المتبادلة.
1- توقفي عن اللوم
لأنه ليس هناك أحد غيرك، فأنتِ لا تتوقفين عن لوم نفسك، تتساءلين أين الخطأ؟ ماذا فعلت؟ ماذا ينقصني حتى لا يحبني؟ توقفي فورًا، لستِ السبب، ولم تخطئي، في كل الأحوال، أنتِ لستِ الجاني.
2- امنحي مشاعرك فرصة
الفرصة هنا لا تعني المزيد من الانتظار، وإنما فرصة الحزن والألم والغضب، لا تحاولي كبت مشاعرك، أطلقي لها العنان لتخرج كما هي، فقط أخبري نفسك أن هذه مرحلة يجب المرور بها، وستمر.
3- أحبي نفسك
أحد أهم الأشياء التي عليكِ فعلها للتخلص من حب غير متبادل، هو التأكد من أنكِ لا تزالين تحبين نفسك. تذكري أن كونك في علاقة غير متبادلة، يفقدك الكثير من محبتك لنفسك وثقتك بها، لهذا أنتِ بحاجة لتجديد هذا الحب، عبر فعل الأشياء التي تشعرك بالسعادة، امنحي نفسك اهتمامًا ومحبة، حبك لنفسك هو ما يستحق بذل الجهد من أجله.
4- حافظي على المسافات
لا تحاولي الاقتراب من هذا الشخص، ابتعدي عنه قدر ما تستطيعين، وإذا كان يتلاعب بكِ عبر الإيحاء بالحب، تجاهليه، ولا تسمحي له بالاقتراب منكِ، أنتِ الآن تنقذين نفسك، فلا مجال للتهاون.
5- اطلبي الدعم
لا تخجلي من مشاعرك غير المتبادلة، تحدثي عن تجربتك للمقربين منكِ، واحصلي على الدعم النفسي، هذه الخطوة ستساعدك كثيرًا.
6- اشغلي وقتك
لا تسمحي لنفسك بالتفكير فيما حدث لوقت طويل، ويتحقق هذا عبر التخطيط لجدول مزدحم بالأنشطة، سواء هواية، أو رياضة، أو اجتماعات عائلية، حتى التسكع مع أصدقائك سيفيدك للخروج من الحالة، وإبعاد التفكير في هذه التجربة عن ذهنك.
7- تحققي من قائمة التشغيل خاصتك
توقفي عن الاستماع للأغاني الحزينة التي تُذكِّرك بخيبة أملك، أو الأغاني الحالمة التي تدفعك للحب بلا أمل.
***
بس هلأ ما بتذكر شكل وجّك