من هي رضوى عاشور؟ اقتباسات رضوى عاشور الأدبية

1996

أكتب الآن وأنا مُثقَلة بخَيباتي الكبيرة التي أسقطَتني في وَحشة أكبر، كنت أهرب منها ولكنّها تمكنت مني رغم مقاومتي الدائمة.

أشعر وكأنّي أركض طوال الوقت، لا أعلم ممَن أو إلى أين، أركض وحسب ولا أستطيع التقاط أنفاسي بهدوء أو التوقف عن الركض الذي أنهكني تمامًا.

 

يُصاحبني الحزن والقلق والخوف، رِفاق رحلتي دومًا وعلي الحجار يدندن “توهنا ونسينا الطريق، انكسر جوانا شيء وانطفت بعده المشاعر.. توهنا ونسينا الطريق وابتدا الإحساس يسافر، واخد الأحلام معاه”.

 

لا أتذكر شيئًا سوى أني كُنت أُحايل الوقت لكي يتساقط، فكنتُ أنام وأنام وأنام ظنًا مني أنّي بذلك أتجاوز مخاوفي وقلقي، ولكن كان يمر الوقت عليَّ يدهسني، فأراني ثابتة في مكاني، معي رِفاق رحلتي ولم أتجاوز شيئًا سوى الوقت.

 

كان الاستيقاظ بمثابة صراع بالنسبة لي، أخافُه، أخاف الساعة التي تُعلِن أن عليَّ المواجهة، كنت أخاف المواجهة أيضًا.

 

لقد شعرت للتوِّ كيف يكون الإنسان محاطًا بالناس وكل ما يريده هو البكاء، وأنْ يُتاح له التسلل من بينهم والفرار سريعًا للسرير، للنوم أو الهروب أيهما أقرب في التعبير. لم يكن النهار وحدُه يُرعبني، كنت أخاف قدوم الليل، أخاف وحدتي، أخاف انفراد أفكاري وذاكرتي بي، اللذين تحَالفا دومًا أن يعصراني كل ليلة، وكأنهما يختبران مدى احتمالي، فيكسبان الرهان دومًا وأخسر أنا كعادتي. لرُبما كُتبت عليَّ الهزيمة حتى في أبسط الأشياء.

 

ولكن تظل الجميلة رضوى عاشور تردد في ذهني: “هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة ما دُمنا قررنا أن لا نموت قبل أن نحاول أن نحيا”.

 

ليس لديَّ سبب واضح حول هذا المقال سوى أنه وسيلة للحَكي والمشاركة ليس إلّا، رُبما تأتي النجاة من الوَنس.. من الحَكي.

رُبما عليَّ ألّا أقبل الهزيمة هذه المرة، وربما تكون هذه هي النجاة، التي تقودنا لتتويج مساعانا يومًا ما، ونجد الإجابة على السؤال.

 

فإلى مُحاربي الحزن والقلق والخوف في كل مكان، حتمًا ستأتي النجاة بالرغم من اتساع الأذى، فكما قال مجهول، ننجو دائمًا بالقصائد والأغنيات، بالتفاصيل والإلهام وصلوات الأمهات، وننجو بالحُب.

 

رُبما تأتي النجاة من الوَنس.. من الحَكي

 

المقالة السابقةالتحدث بشأن أولوياتك سبيلك للحب السوي
المقالة القادمةمعنى السذاجة في الحب، الحب من طرف واحد وعذابه للبنت
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا