كيف يمكن انهاء العلاقات العاطفية ؟ وما سبب فشلها؟

2252

يبدأ المُحبون علاقاتهم العاطفية بنية الاستمرار للأبد، مُراهنين على قوة مشاعرهم، وإيمانهم بأن ما يرونه في الآخر حقيقي جدًا، ولن يتغيَّر يومًا. لكن العلاقات العاطفية مثلها مثل أي شيء آخر بالحياة قد تذبل وتنزوي، ثم تموت دون أن يموت أصحابها بالتبعية.

ولأن الغالبية العظمى من الناس يصعُب عليهم مواجهة فشل العلاقات العاطفية والاعتراف بخطأ الاختيار، أو أن ما ناسبهم سابقًا لم يعُد هو ما يُريدونه الآن، فإنهم عادةً ما يتشبثون بالعلاقات التي هم أحد أطرافها حتى النهاية، ليس حُبًا فيها أو رغبة في إصلاحها، ولكن لأنهم في حقيقة الأمر يعجزون عن التَخَلِّي والاستغناء، والأهم يهابون إحساسًا بالذنب قد يُصيبهم بلحظات جَلد الذات ولَومها أنهم كانوا يستطيعون الصَبر أكثر فشل العلاقات العاطفية.

فإذا كنتِ طرفًا بعلاقة مُسيئة، أو علاقة صار كل شريك فيها يرغب بأشياء مختلفة، أو استشعرتي علامات انتهاء العلاقات العاطفية وجَفَّت مشاعر الحب داخلك، أو أيًا كان السبب الذي دفعك لاتخاذ قرار الرحيل، وتواجهك مشكلة العَجز عن التنفيذ..

إليكِ 10 خطوات ستُساعدك على حَسم الفراق وتوضِّح لكِ كيفية إنهاء العلاقة العاطفية، من أجل المَضي قدمًا نحو مُستقبل أفضل، يليق بكِ ويُشبهكِ:

 

1-كوني متأكدة من قرارك

نعم أنتِ تُريدين إنهاء العلاقة ولديكِ أسبابك، لكن قبل البدء بأي خطوة عملية، عليكِ التأكد أولاً من أن قرارك لم يكن بدافع الغضب، أو مُجرد تهديد لدَفع الشَريك على التغيير. اسألي نفسك وأجيبي بصِدق: هل ما زال هناك شيء يُمكن إصلاحه؟ هل إذا لجأتما لمستشار علاقات قد يُعيد ذلك المشاعر لنصابها؟ إذا جاءت إجاباتك بالنفي، إذًا حُسم وحان وقت التنفيذ.

2- خَططي للأمر جيدًا

لا تنفصلي عن شريكك على الهاتف أو برسالة نَصية أو في مكان عام، املكي الجرأة على المواجهة، وامنحي التاريخ بينكما ما يستحقه من نهاية مُحترمة، بأن تختاري مكانًا تضمنين الشعور فيه أنتِ وشريكك بالراحة للتحدُّث. يُفضَّل أن يكون المكان مُحايدًا وموفرًا للخصوصية، وأن يكون الوقت المُتاح مفتوحًا، فلا تضطران للمغادرة أو قطع النقاش.

3- كُوني صادقة

لا تبدئي الحديث وأنتِ منزعجة أو غاضبة، بل اعلني قرارك بشكل عقلاني، والأهم كوني صادقة عند الإفصاح عن سبب رغبتك بإنهاء العلاقة. تحدَّثي بوضوح وثبات ودون مُبالغات، مُستخدمةً جُملاً حازمة لا لَبس فيها كي لا تمنحي شريكك أملاً كاذبًا يتعلَّق به.

4- تَوَقَّعي رَد الفعل

إنهاء علاقة استمرت لفترة طويلة أمر ليس باليسير، سواء على صاحب القرار، أو الطرف الآخر، لذا يجب الاستعداد ووضع توقعات لردود الفِعل، وهناك عدة سيناريوهات مطروحة قد يلجأ لها شريكك:

مثل أن يرحل دون أن يدعِك تُنهين حديثك، أو أن يتوسل كي لا تنفصلي عنه، أو الأسوأ أن يتصرَّف بعدائية، فيبدأ بمجادلتك واتهامك بأن كل ما آلت إليه العلاقة أنتِ السبب فيه. فلا تنجرفي وراء أي محاولة لاستفزازك أو إثناءك عن قرارك، وضعي نصب عينيكِ الأسباب التي دفعتك للرحيل.

5- تحدثا معًا عن المُستقبل

بعد إخبار شريكك بأمر الانفصال، قد تضطران إلى خوض حديث آخر عن خططكما للمستقبل، خصوصًا إذا كان بينكما أطفال أو تعملان معًا، أو كان أحد أفراد عائلتك أو لديكما أصدقاء مُشتركون. خططا طريقة مُريحة للمُضي قدمًا، سواء بالاتفاق على البقاء صديقين، أو الخروج من حياة بعضكما للأبد.

6- حان الوقت لإخبار الآخرين

بعد إخبار شريكك، يأتي دور إخبار العائلة والأصدقاء، وفيما سيؤازرك البعض، توَقَّعي صدمة آخرين ومحاولتهم إثناءك عن قرارك، فاستمعي لما يقولونه جيدًا، ثم أخبريهم أن قرارك ليس انفعاليًا وأنك فكرتِ مرارًا قبل الإقدام عليه.

7- أغلقي الباب بوجه الفُضوليين

لا تجعلي رغبة الآخرين بمعرفة التفاصيل تدفعك للتحدُّث عن شريكك بالسوء. ففضح عيوبه لن يُفيدك بشيء، بل على النقيض، قد يصبح له عَقبات أنت في غِنى عنها. وطالما اتخذتِ قرارك وحققته، فلا داعٍ لإفساد حياة شريكك السابق.

8- إياكِ وكبت مشاعرك

مهما بدا قرارك بالرحيل الحل الصائب الوحيد، ستظل هناك غصة بقلبك لبعض الوقت، فأنت قد تركتِ خلفك عمرًا بأكمله، وذكريات ليست كلها سيئة بالضرورة، ورفقة شريك كان يومًا ملاذك الآمن.

قطعًا سيُزعجك التفكير بكل ذلك، ويُحزنك، وهو ما قد يدفعك للقفز داخل أول علاقة عابرة لإلهاء نفسك أو إثبات أنك جديرة بالحب. حسنًا.. لا تفعلي ذلك، وتأكدي أن من حقك بل ومن الطبيعي أن تحزني، والأهم ثقي أن هذا الشعور سيزول مع الوقت.

9- احترسي من الفَخ

بعد أيام أو أسابيع أو ربما شهور من انفصالك، ستمرين بلحظات سيئة وكئيبة لن تحتميلها وحدك، هنا سيأتيكِ هاجس بأن إنهاء علاقتك بشريكك لم يكن قرارًا سليمًا، وأنه رُبما يستحق فرصةً أخرى، وكل ما عليك هو معاودة الاتصال به.. إياكِ وفعل ذلك أيضًا، لا تُعاودي نكأ جراحك، والدخول في نفس الدوامة من جديد.

في المقابل، حاولي ملء الفجوة التي تَخلَّفت نتيجة انفصالك، بأشياء وأنشطة ستجعلك تشعرين بالتحسُّن، دون الحاجة إلى البحث عن أشخاص يشغلون تلك المساحة، واحرصي على إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين يُعيدون لك ثقتك وحِسَّك بالحياة.

10- خُذي كل الوقت اللازم للتجاوز

استغلي كونك وحيدة بتقييم ما حدث، والنظر مليًا بعلاقتك السابقة لمعرفة مواطن الخلل، وما أدى إليها، فمهما كان شريكك هو “الشخص السيئ”، أنتِ أيضًا لا بد أنك أَخفقتِ بشيء ما. لذا ابحثي عن عيوبك، وحين تكتشفينها سَلَّطي الضوء عليها وحاولي إصلاحها لتحسين حالك.

وحينها فقط لن يكون هناك ما يمنع دخولك علاقة أخرى -إذا ما لاحت واحدة مُناسبة- تمنحكِ ما تستحقينه من حُب واهتمام، وإذا لم تأتِ واحدة، فلا تتعجَّلي، وأخبري نفسك أنه لا بأس من الاستمتاع بالعودة لصفوف العزوبية والتخفف من أثقال ومسؤوليات العلاقات.

اقرأ أيضًا: 22 فيلمًا سَتصِف حالتِك العاطفية لدرجة ستُدهشِك.

المصادر:

cheatsheet

psychologytoday

everydayhealth

mindbodygreen

psychologytoday

psychologytoday

المقالة السابقةمعنى السذاجة في الحب، الحب من طرف واحد وعذابه للبنت
المقالة القادمةأين يذهب الحب؟!
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا