ليس إجحافًا لحق السيدة التي ربت وعلمت، ولكن “العشم الزائد يفسد العلاقات”. نختلف مع أهالينا ونحتفظ برؤى مختلفة عنهم. نناقشهم ويشتد النقاش حدّة، يتحمل الأهل ما لا يتحمله غيرهم.
فهل ستتحمل ماما الجديدة أن تخالفيها الرأي؟ أعتقد لا، ولا هذه ليست نتاج خبرة شخصية، بل نتاج خبرات مختلفة لي ولغيري. لنضع فى الاعتبار سواء كان زواجك نفسه عن حب أو تقليديًا، فهناك احتمال 50% أن يكون زوجك رجلاً مثاليًا، واحتمال 50% أن “البطيخة تطلع قرعة”، تخيّلي أن هذا قد يحدث مع زوجك الذي قمتِ باختياره بنفسك. فماذا عن أمه التي لم يختَرها هو حتى بنفسه؟ ماما ليست مجرد كلمة. تقال لتكسبي ود حماتك، ولكنها تفتح معها الباب للكثير من العشم الذي بطبعه مع الوقت سيفسد كل شيء.
الدرس الأول فى العلاقات الاجتماعية بعد الزواج، هو أن تتصرفي بصدق وتضعي الأمور في نصابها وحجمها الحقيقي. لا تقولي لحماتك يا ماما كنوع من أنواع الزيف الاجتماعي والنفاق؛ المحبة ليست بالألقاب، المحبة بالاحترام والصدق والتفاهم.
الزواج بداية حياة وليس نهاية؛ صاحبوا بعض:
نظرة، فابتسامة، فحب، فهيام ورسائل غرامية كل خمس دقائق، ثم يأتي الزواج هادم اللذات ومفرق الجماعات. ليتحول الشريك إلى عبء والزواج إلى كابوس، لماذا يختفي الحب بعد الزواج؟ هذا السؤال الذي طرحته على نفسي مرارًا قبل أن أتزوج. بعد خمس سنوات زواج اكتشفت أن الحب لا يتغير، لكن طريقة التعبير عن الحب تتغير، ونحن أنفسنا نتغير. قبل الزواج نعبر عن الحب بالكثير من الكلمات والقليل من الأفعال. أما بعد الزواج يتحول الأمر إلى الكثير من الأفعال والقليل من كلمات الحب والهيام. الكثيرون لا يعون هذا التحول فيشعرون بالملل. الشيء الذي يفسد الزواج هو التصرف كالأزواج. الحل في الصداقة “صاحبي جوزك”. اخرجا من قالب الزواج قليلاً، اجعلا هناك مساحة للكلام، مساحة للإصغاء.
طلب مني أحد أن أصف الزواج، لن أختار رمز القلب والسهمين. سأختار قلبًا كبيرًا وأذنًا أكبر. بعد الزواج لا يسمع أي طرف الآخر، لذلك يتحول عش الزوجية إلى بانسيون والشريك إلى عبء. الإنصات والصداقة شيئين مهمين، حتى لا يتحول الزواج الذي سعيتما له معًا إلى زواج من طرف واحد.
صديقاتك هن ملح حياتك:
لا تفسدي حياتك الاجتماعية التي كونتِها قبل الزواج، صداقاتك وعلاقاتك التي اكتسبتِها خلال رحلة حياتك القصيرة. لا تضحي بها بمجرد أن تتزوجي. الحياة التي تتمحور على شخص واحد فقط لا تستمر بشكل سويّ. العلاقات الصادقة هي التي ستشكل مركز التوزان الذي سيمنحك الدعم للاستمرار في تجارب كالزواج والأمومة.