في أوروبا والدول المتقدمة.. بيغيّروا لعيالهم

993

واحدة من أهم النصائح اللي الناس بيدّوها لأي واحدة قرّبت تخلّف، إنها متخليش اهتمامها بالطفل ينسّيها جوزها، مع كلام من نوعية اوعي ترضّعي ابنك قدام جوزك عشان ميقرفش منك، وبلاش تغيري للنونو في نفس المكان اللي فيه جوزك عشان نفسية الراجل مش زي نفسية الست ومش هيستحمل يشوف القرف ده.

 

مع كامل عدم احترامي للي بيقول الكلام ده، ده كلام تهجيص، واللي تسمعله تبقى بتدوس على حاجات كتيرة أوي في سبيل إنها تحقق عدم راحتها، وعشان ميبقاش كلام من الهوا، هوريكم صورة وأحكيلكم حكايتها. الصورة دي مش من فيلم ولا منزلاها من على الإنترنت، دي صورة لجوزي الحبيب وهو بيرضّع بنتنا (أيوه اسمها بيرضّع مش بيأكّل)، أيام ما كانت لسه بترضّع.

 

الحكاية وما فيها بدأت إزاي؟ أنا للأسف لما كنت حامل، مقرأتش كتير في إزاي العلاقة هتنشأ وتترعرع بين الساكنة الجديدة وبيننا، ولا كنت أعرف مين المفروض يعمل إيه وليه، وقررت إني أعتمد على حُسْن (أو سوء) حكمي على الأمور وأشوف الدنيا هتمشي إزاي. مع وصول الآنسة الصغيرة للدنيا، وطبعًا مع تعبي وإرهاقي اللي كانوا لا يوصفوا، كنت بضطر غير آسفة إني أطلب مساعدة من جوزي، بمرور الوقت حسّيت إني شايلة الجزء الأكبر من مسؤوليات الطفلة دي لوحدي. هو الطبيعي إني أشيل الجزء الأكبر، بس قسمة العدل عمرها ما هتكون أنا 90% وهو 10%، وساعات أقل من كده.

 

بدأت أتمرد على الوضع ده وأطلب مساعدات أكبر، وفي بعض الأوقات كنت بقولّه يشيل مسؤوليتها بالكامل بس تحت إشرافي. الحكاية مكانتش سهلة ولا بسيطة، صحيح جوزي كان متعاون ومش ممانع إنه يؤدي المهام دي، بس في نفس الوقت المجتمع الجميل اللي إحنا عايشين فيه بيزرع في اللا وعي بتاع البني آدمين إن الست فطرتها بتقولّها إزاي هتعرف ترضّع وتغيّر البامبرز، لكن لو راجل فدي مهمة (لو فرضًا عملها) محتاجة كورسات مكثّفة.

 

دولة السويد غير الشقيقة أصدرت قانون تبع المساواة بين الجنسين، شرحه كالآتي: 

الوالدين في السويد لهم ما يساوي 480 يوم أجازة عند ولادة طفل أو تبني طفل مقسّمة بين الأم والأب، سنة 2008 طالب 20% من الرجال بوجود قانون يحمي حقهم في هذه الأجازة، وبناءً عليه تم نص قانون جديد مفاده، إن كل طرف من الوالدين له 60 يوم أجازة مخصصة له فقط ولا يمكن إبدالها مع شريكه الآخر، وباقي أيام الأجازة من الممكن تقسيمها عليهما كما يحلو لهما.

 

حد ركز في الفقرة اللي فاتت؟ بيقول 20% من الرجال طالبوا، وده مش عشان يلعبوا في صوابع رجلهم، ولكن ده لأنهم هم كمان بيتعبوا مع الأطفال ومحتاجين أجازة من الشغل يقدروا يستثمروها مع أطفالهم. وده مش بس من مبدأ أنا لازم أساعد مراتي، بس كمان الدراسات أثبتت إن الأب اللي بيقوم بعمل المهام الأساسية لأطفاله الرضّع، بيزوّد من نسبة إن طفله يحبه ويتعلق بيه، لأن الأطفال بتحب الناس اللي بيلبّوا احتياجاتهم الأساسية، وبيفضلوا يتأملوا في ملامح وشه علشان يحفظوها.

 

أهم نقطة بقى، هي إزاي إنتي تقدري تخلي جوزك يساعدك؟ مبدئيًا لازم يكون عندك علم مسبق بأكتر من نقطة، زي إن الموضوع مش سهل وهيتم مقابلته بنوع من الرفض، ابتداءً من جوزك لحد أهلك والمجتمع. اعرفي إن أي حد غير جوزك فهو ملوش حق الاعتراض، فمتضيعيش وقتك في إقناعهم وروحي نامي واستفيدي بالوقت ده أحسن، وقرري إنك تورّيهم نجاح التجربة بطريقة عملية. أما جوزك فاعرفي المدخل الأفضل بالنسباله، يعني هل هيقتنع بمبدأ المساواة ولا هيقتنع عشان عايز ابنه يرتبط بيه زي ما هو مرتبط بيكي، ولا علشان يشيل من عليكي شوية مهام بدل ما هو شايفك مسحولة ومرهقة 48 ساعة في اليوم.

 

لما تخلّصي مرحلة الإقناع اللي قد يصاحبها زن، ابدئي العملي بخطوات تدريجية، في الأول خليكي معاه في نفس الأوضة وإنتي بترضعي النونو أو بتغيري الحفّاضة، وبعد كده الفتي انتباهه ونبهيه للخطوات اللي بتعمليها والتريكات اللي بتتعرف بالخبرة ولازم ياخد باله منها. الخطوة اللي بعدها إنه يبدأ يستلم الراية ويعمل هو الحاجات دي بس في وجودك وتحت إشرافك، وأخيرًا لما يعرف إنه يقوم بالكلام ده لوحده، تقدري تستريحي وتختفي من قدامهم سواء تنامي أو تاخدي دش.

 

فيه ناس هتقرا الكلام وهتحسه صعب التنفيذ، وناس تانية هتقول ده ممكن يتحقق بسهولة جدًا، الحقيقة الموضوع نسبي تمامًا وبيعتمد في الأساس على زوجك والمدخل اللي هتدخليله منه، وعليكي إنتي شخصيًا، لو إنتي مش مقتنعة 100% إن جوزك المفروض يساعدك في الكلام ده وإنها واجبات “أنثوية” فقط، يبقى ساعتها ولا مليون مقال هيقدروا يخلّوا جوزك يساعدك، لازم إنتي اللي تقتنعي، عشان زي ما “هدى الرافعيبتقول إنتي دينامو العلاقة

 

المقالة السابقةمغامراتي في المطبخ وسرّ الخلطة
المقالة القادمة4 خطوات لدهان الشقة بنفسك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا