كل ست في الدنيا عندها علاقة خاصة وحميمة بجسمها، من أول ما تتولد ولحد ما تموت.
الست (كائن بيعشق التفاصيل + عندها حِس أمومة بالفطرة) عشان كده بتلاقيها بتتعامل مع جسمها على إنه شخص منفصل/ ابنها البِكر، ليه حقوق عليها، بتصاحبه، بتدلعه، وبتتكلم معاه، ودي علاقة لو حصلت بين راجل وجسمه أكيد هيقولوا عليه اتجنن وده من مميزات إنك تكون واحدة ست.
الست مش بتتعامل باهتمام ودِقَّة مع مناطق معينة من جسمها أكتر من التانية، زي ما ممكن ناس تفتكر أو تشوف إنه المفروض يحصل، على أساس إن دي اللي عليها العين والطلب، لأ هي بتعمل ده مع كل حدود جسمها من أول صباع رجليها الصغير اللي طالعله كالو مضايقها حتى لو محدش هيشوفه، مرورًا بشوية شعر لازم يتشالوا، وزن زاد محتاج يتظبط، حب شباب محتاج زيارة لدكتور الجلدية، ولحد شعرها اللي اتقصف ولازمله زيارة للكوافير تساويلها الأطراف، وبالمرة تعملها حمام كريم.
فيه ناس فاكرة إن علاقة الست بجسمها ده فراغ ورفاهية، لكن باعتبارنا كائنات مرهفة الحِس وبتحب الجمال -وده الطبيعي على فكرة- فإحنا بنحب نهتم بحالنا ونكون دايمًا في أحسن صورة، وده بينعكس بوضوح وإيجابية رهيبة على حالتنا النفسية.
جرب كده تجيب واحدة ست مكتئبة وتوديها تقضي يوم في سبا، أو تروح تقص شعرها ولا تعمل مانيكير وباديكير، وشوفها بقى وهي راجعة مشرقة وحاسة كأن روحها اتعملها إعادة شحن من جديد.
الموضوع مش بالتفاهة اللي الغير ممكن يتصورها، ولو النص التاني من المجتمع مبيفكرش في جسمه إلا لو طلعله كرش ولا شعره بدأ يقع، فدي مش مشكلتنا.
الست علاقتها بجسمها بتبدأ من أول ما توعى ع الدنيا وتلاقي مامتها بتسرحلها شعرها كل يوم تسريحة شكل، ولما تكبر شوية ممكن تخليها تحط زبدة كاكاو، ومع البلوغ وجسمها اللي بيتدوَّر تبدأ تدخل مرحلة جديدة من الاهتمام بنفسها، هتكبر معاها وتاخد تفاصيل أكتر.
جسم المرأة بالنسبالها هو الصندوق العاج اللي جواه كنز روحها، واللي جماله وحيويته بيعكسوا صورتها عن نفسها لنفسها قبل الآخرين، عشان كده معظم الستات -لو مكانش كلهم- باختلاف ثقافتهم وحالتهم المادية بيحاولوا يهتموا بحالهم ويحافظوا على البرواز اللي ربنا خلقهولهم عشان يفضلوا شايفين فيه أجمل صورة.
بس.. للأسف الصورة ساعات -رغم محاولاتنا الكتير- بتطلع في النهاية مشوشة ومش حقيقية، لما بنسيبها تتأثر بنظرة الآخرين لينا أو بتوقعاتهم النمطية.
– أحيانًا اللي حوالينا بيقللوا ثقتنا بنفسنا بتعليقاتهم لمجرد إننا مش الشكل المثالي بالنسبالهم، فتبدأ صورتنا عن نفسنا تتهز، ويمكن نصدقهم فنمشي على نهجهم اللي ميشبهناش!
– أوقات تانية بتكون ملحوظات الناس الإيجابية عن شكلنا وتقديرهم لاهتمامنا بنفسنا -حتى لو النتايج اللي وصلنالها مش مُرضية لينا إحنا شخصيًا- كافية إنها تدينا دَفعة لقدام وتخلينا نُقبل ع الحياة ونحب روحنا زيادة.
المهم إننا نبقى عارفين إن صورتنا عن نفسنا هتختلف من وقت للتاني، حسب حالتنا المزاجية أو الناس اللي حوالينا، والأهم المسافة بيننا وبين المرايا اللي بنشوف فيها روحنا، عشان كده ممكن نشوف صورتنا مقلوبة أو معدولة، حقيقية أو تقديرية، مكبرة أو مصغرة، أو يدوب ع الأد.
وفي الحقيقة مش مهم نشوف روحنا إزاي على أد ما المهم إن صورتنا تبقى نابعة عن قناعتنا الشخصية بدون ضغوط ولا مؤثرات. مش معنى إن المجتمع بيتعامل مع جسم الست على إنه ملكية عامة يُسقط عليها نظراته ونظرياته، يبقى إحنا كستات نتعامل مع أجسادنا من المنطلق ده.
جسمك ملكية خاصة، وخاصة جدًا كمان، فمتحاوليش تستعري منه أو تعتبريه تهمة، فتهمشيه من الصورة لمجرد إن اللي حواليكي شايفين إن الصورة مينفعش تتشاف غير كده. جسمك أكبر بكتير من اعتبارك مجرد فرخة كل راجل بيفكر فيها بمزاجه وترتيب أولوياته، الصدر ولا الورك.
عشان كده نصيحة، صاحبي مرايتك وثقي في حدسك، هتلاقي صورتك المعكوسة حقيقية ومساوية لكيانك جواكي وبرَّاكي، ساعتها هتقدري تبرزي مميزاتك وتتصالحي مع عيوبك وتعتبريها جزء منك بيكملك ويميزك، مش بيسيء إليكي.
م الآخر.. كوني ملكة حياتك بمفهومك الشخصي، ومتسمعيش لأي حد يقول عليكي مش حلوة، واوعي تقطعي علاقتك بجسمك مهما كبرتي، وكل ما دوامة الدنيا تسرقك اعملي زي صباح، وغني وقولي: “أمشي في السكة أشوف نفسي كده حلوة وروحي عاجباني“.