لحد وقت قريب مكونتش سمعت لفظ (الكاتب المتنقل) غير لما قريت مقال ترجمه صديق عن الكاتب المتنقل والعجيب إنى لما قريت المقال اكتشفت إن أنا (كاتب متنقل).
كنت في منتهى السعادة لما لقيت لنفسى لقب وتصنيف وسط الكتاب 0آه ..تصنيف حقيقي يعنى مش انا اللى بقولة علي نفسى) فضلت شوية أقول “أنا كاتب متنقل ،أنا كاتب متنقل” على طريقة ( أنا مش قصير قزعة ..أنا طويل واهبل).
المهم ..الكاتب المتنقل ده هو اللى مالوش مكان ثابت للكتابة ومش ببيلتزم بطقوس معينة، لكن بيتواءم مع الواقع اللى حواليه ويخلق طقوس خاصة لكل وقت ومكان (زيي بالظبط)، انا مش بلتزم بمكان معين ولا بطقوس معينة (مش عشان انا مبحبش ده مثلا) لكن بحكم الأمومة وشغل البيت ومشاكل الحياة مبقاش أصلا عندى مكان خاص أقدر اتعامل معاه على إنه بتاعى لوحدى.
يعنى لما بتزنق فى المطبخ أكتب على النتيجة المتعلقة علي الحيط أوعلى النوت بوك بتاعة طلبات المطبخ المتعلقة علي التلاجة، لو في أوضة النوم أكتب على (cover) أى كتاب من الموجودين على الكومودينو واللى اتحولوا لمكان لترتيب أدوية الكحة والسخونية والبرد والزكام، أو على هوامش الجرايد والمجلات . من كام يوم بنتى جت تتخانق معايا علشان كتبت فى كراسة الهووم وورك بتاعتها.
كنت قبل كده بتضايق جدا واعمل مجهود مرهق علشان ألاقى مساحتى الخاصة للكتابة وتدوين الملاحظات والأفكار قبل ما تطير فى الهوا وانا بنشر أو تقع فى حلة الرز او تتشفط جوة المكنسة ،لكن حلول بسيطة زي ورقة وقلم في كل مكان او إنى بسرعة جدا امسك الموبيل وأقوله الفكرة فى ودنه لحد ما الاقى وقت فاضى وأفرغ كل ده بنظام حلت جزء كبير من المشاكل، وخلت الكتابة مختلطة بالأحداث اليومية بتاعتى، بالتالى مبقتش انا متمسكة بالكتابة عن أفكار واسعة ومطاطة: زي العدل ، الحب، والخير، أو مثلا مشاكل الأقليات المضطهدة فى نيكاراجوا.
كتابتى بقت أبسط لكن أقرب ليا ولمشاكلى زى إنى ازاى الاقي طرق مبتكرة لحفظ جدول الضرب، أو طرق غير مكلفة لتلميع الخشب، وطبعا طقوس الكتابة مبقتش ثابتة لا فى الشكل ولا فى المضمون ، يعنى بدل ما كنت بشرب القهوة وأسمع شوبان، بقيت عادى جدا أكتب وأنا بشرب شاى بلبن، وبقسماط، على خلفيات زى صوت سبونج بوب وهو بيتخانق مع مستر سلطع، ويقوله كلمته الشهيرة ( لقد طفح الكيل ).
كل اللى فات ده بيخلى الكتابة تتشابك بشكل غريب مع الواقع اليومى وألاقي أفكار غريبة وقريبة لقلبى زى إنى أكتب نص عن الأسد اللى اكل اللحمة من الحلة، أو الزرافة اللى بتاكل الخس من التلاجة، أو التراب اللى تعب من اللف فبيرتاح شوية، عندى في البيت، أو عنى أنا شخصيا لما أزهق من الطلبات فأجرى أستخبى فى درج المعالق .
أهم حاجة ليا ككاتب غلبان متنقل متشحطط كانت إنى ألاقي مكان صغنن جداً أخبي فيه دفتر يلم كل قصاقيصي آخر الليل قبل ما أنام لأن بنتى مش بتحس إن أوراقى مهمة؛ لأنها ببساطة شايفة الناس المهمين لازم يكونوا بيصحوا الصبح، يروحوا الشغل، ويكون عندهم مكتب، ولحد ما ده يحصل .. فأنا كاتب متشحطط.