أدوات المطبخ السحرية

1311

منار

تم نشرة في 07/27/2016

وقت القراءة : 3 دقيقة

 

كان طعام جدتي ذا سحر خاص.. طعم يشبه طعم كعكة عيد مُعدّة بحب بالسمن البلدي.. رائحته مثل رائحة الحقل الأخضر في السادسة صباحًا.

 

أكل والدتي ذو مذاق خاص أيضًا، ولكنه لم يحمل عبق الماضي مثل طعام جدتي.. لطالما حاولت والدتي أن تقلد أمها في عمل صينية البطاطس العظيمة. السمن هو السمن وثمرة البطاطس اختارتها والدتي بعناية وقامت بتسبيك صلصة الطماطم قبل أن تضعها على البطاطس مثلها تمامًا.. ولكن هيهات، أبدًا لم تشبه هذه تلك برغم كل المحاولات.

 

أنا أيضًا كبرت وأحاول تقليد جدتي.. دائمًا أبحث عن هذا الطعم في كل وجبة أعدها دون فائدة.. أبتعد تمامًا عن كل العادات الحديثة من الزيت خفيف الدهون والشيّ، وأبحث عن السمن البلدي والتسبيكة والتقلية، أيضًا تجنبت تمامًا أدوات المطبخ الحديثة.. فأنا أستخدم الآنية الألومنيوم رغم تحذير الأطباء، وأستخدم الملعقة الخشبية في تقليب طعامي.. وحاسة المس في أصابعي والشم في أنفي لتحديد المقادير. 

تعرفي على: استخدامات الميكرويف: 14 شيء لا توضع في الميكرويف

ظللت على تلك الحال حتى دخلت مع إحدى صديقاتي أحد المحال المتخصصة في بيع أدوات المطبخ، لأكتشف عالمًا جديدًا لا أعرف عنه شيئًا.. ألوان مبهرة وأوانٍ بيضاء من الداخل تسمى السيراميك، وملاعق ومكايل.. كأني دخلت بلاد العجائب، أحسست بقلبي يخفق بشدة ويدي التقطت كل ما مال قلبي لألوانه.. صرفت الكثير من الأموال، وعدت إلى منزل والدتي أحمل الغنيمة.. عرضت عليها هذا الكنز العظيم، لأجدها على دراية باستخدام كل قطعة من هذه القطع نتيجة متابعتها لقنوات الطبخ.

 

بدأت باستعمال غنيمتي العظيمة.. كان هناك الكثير من الأدوات غير ذات جدوى، وكان منها أيضًا المعطل بشدة، ولكن هناك ثلاث قطع فتحت لي عالمًا جديدًا من الطبخ، ممتعًا وسهلاً يجعل طعامي مثل طعام المحترفين.

 

فرشاة السليكون:

كم أحببت تلك الساحرة.. فعند إعدادي لأي طعام قابل للالتصاق في الفرن، فقط نقطة زيت واحده تقوم تلك الفرشاة السحرية بتوزيعها في الآنية كلها دون الحاجة لإهداره، وأيضًا دون المساس بمقادير الوصفة الأصلية، فنقطة الزيت تلك لن تخلّ أبدًا بالوصفة. ناهيك بإعداد طعام الريجيم، يكون أسهل وأكثر خفة مع دهن الطعام بالزيت عن طريق تلك الفرشاة دون الحاجة لاستخدام كميات كبيرة. هي أيضًا الوسيلة المثلى لتوزيع التتبيلة على الدجاج واللحم وضمان وصولها لكل أجزاء الدجاجة دون إهدار أي كميات منها. أنا أيضًا أستخدمها لضمان نزول آخر نقطة من البشاميل لصينية المكرونة، والتأكد من توزيع البشاميل في كل أنحاء الصينية بالتساوي.

سهلت عليّ تلك الفرشاة السحرية إعداد الكثير من وجبات طعامي، ولكنها لم تكن المفضلة لديّ في مقتنيات مطبخي الحديثة.

 

المكاييل:

المكاييل هي الأعظم على الإطلاق.. لم أنجح أبدًا في ضبط مقادير أي من كعكاتي أو مخبوزاتي قبل أن أشتري تلك الأدوات السحرية.. تلك الأكواب الملونة الزاهية التي تصيبني ألوانها بالبهجة كانت لي أكبر عون.. فأنا لا أحتار كثيرًا إن كانت المقادير كوبًا ونصف أو كوبا وثلث الكوب، ولا أحتار كثيرًا في اختيار الملعقة الأفضل لتحديد عدد الملاعق.. فتلك الأدوات السحرية مقسمة إلى كوب ونصف الكوب وثلثه وثمنه، بل والأعظم أن منها مجموعة أخرى مقسمة إلى ملعقة طعام وملعقة شاي ونصف وربع الملعقة.. أصبح ضبط مقادير الوصفة شديد السهولة، وأصبح أيضًا من السهل إعداد الكعكة بنصف مقاديرها، أو بضعف مقاديرها دون الخوف من إفسادها.

 

لا أستطيع أن أنكر أن المكاييل كانت المفضلة لديّ وحلت جزءًا كبيرًا من مشكلة إعداد المعجنات والمخبوزات، ولكن بقي جزء ثانٍ كبير يعد عائقًا في إعداد المخبوزات المنزلية بسهولة، وهو العجن.. فأنا طاقتي تنفد سريعًا ولا أملك الوقت لأقضي نصف يومي في عجن مخبوزة ما.. ناهيك بالألم الذي أشعر به في ذراعي بعد إعداد وجبة بيتزا خفيفة للعشاء سوف ألتهمها أنا وصديقاتي في نصف ساعة أو أقل، ولكن القدر شاء أن أجد حلاً لهذه المشكله من جذورها.

 

العجانة الكهربائية الحديثة:

لن أتكلم كثرًا عن تلك الساحرة الطيبة.. فقط سوف أقول إن كل ما عليكِ فعله أن تضعي مقادير العجينة بالترتيب المطلوب وتضربيها في العجانة واحدة تلو الأخرى، لتحصلي على الخبز والبيتزا بالقوام المثالي في أقل من عشر دقائق.. وتحصلي على كعكة غير مكتلة الدقيق، والبيض مضروب فيها جيدًا في أقل من خمس عشرة دقيقة.. يكفي أنني نسيت أن أضع البيكنج بودر مرة في إحدى الكعكات وهذا لم يفسدها بسبب أن العجانة الحديثة تلك أحسنت توزيع الهواء بها.. باهظة الثمن جدًا، أعلم ذلك، ولكن في رأيي تستحق كل جنيه دفع فيها.

 

اليوم أملك دفتري الخاص.. أجرب وأجرب العديد من الوصفات.. أفشل كثيرًا، ولكني أيضًا أنجح مرات عديدة.. أكتب وصفاتي الجديدة في دفتري، وأترك مكونًا سريًا لا أكتب عنه لأحتفظ بمذاقي الخاص.. أتذكر دائمًا طعام جدتي الشهي ولكني لا أحاول تقليده. تعلمت بتلك الأدوات الجديدة أن أصنع وصفاتي الخاصة وأترك الآخرين يحاولون تقليدي.

المقالة السابقةعن ذوي متلازمة داون (2): تعلمت أن أرى
المقالة القادمةنحن نحب الشوكولا إذا ما استطعنا إليها سبيلاً

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا