بـ100 وش: 7 أسباب جعلتنا نحب الأشرار.. الرابعة ستدهشك

1397

أحببناهم، شعرنا بأنهم صاروا جزءًا من حياتنا، ننتظرهم كأنهم أصدقاء لنا، نسمع حكاياتهم بشغف عن قصص النصب التي يقومون بها،
نصفق لهم ونحن نرى جنونهم المطبق، هو حالنا مع أبطال مسلسل “بـ100 وش” خلال شهر رمضان. هل ضبطت نفسك عزيزي القارئ  وقلبك ينبض بخوف، عندما بدأ ضباط الشرطة ينجحون فى حل خيوط بعض الجرائم التي يقومون بها، أم تتحدث مع أحد أصدقائك عبر فيسبوك عن علاقة “سكر” بـ”عمر”، بكل جدية، وتتساءل هل يحبها حقًا أم ينصب عليها كما هي عادته، أم انضممت إلى جروب “عشوائيات 100 وش الجميلة”، وحاولت التواصل مع بعض نجوم المسلسل، أم اندهشت من النهاية المفاجئة؟!

إذًا أنت صرت مدمنًا لـ”بـ100 وش”، ذلك المسلسل الذي أبهرنا جميعًا، بداية من أغنية المقدمة التي خرجت عن المألوف وقدمت غناء المهرجانات بشكل جديد، وصولاً إلى الحبكة التي لم تكن جديدة فنيًا، ولكنها  حملت لمحات من واقعنا فصدقاناها، ثم أداء الشخصيات الذي تميز بالإقناع وعدم التصنع.. ولكن هل فكرت لماذا حقًا قررنا أن نحب “بـ100 وش”؟

في علم النفس فعل “أحب” مختلف تمامًا عن “قرر أن يحب”، فالأول يصف حبًا جاء بشكل لا إرادي، أما الثاني، فالحب فيه جاء بشكل مقصود، وهو ما حدث مع المسلسل وأبطاله، فمن الطبيعي في عالم السينما والتليفزيون أن نتعاطف مع الأبطال الطيبين،  ونتمنى أن ينتصروا في النهاية، وعلى العكس فنحن نكره البطل الشرير ونتمنى أن يخسر، ولكن في مسلسل “بـ100 وش” فقد كسُرت هذه القاعدة، فقد قررنا أن نحبهم رغم أخطائهم وارتكابهم للجريمة، مما يجعل الإجابة على سؤال: ليه حبينا  أشرار “بـ100 وش” ضروريًا؟

1. تمثيل كل الطبقات الاجتماعية

إذا كنت مشاهدًا من منطقة جاردن سيتي، أو من منطقة بولاق أبو العلا، فستجد شبيهًا لك في المسلسل، الذي يعبر عن حالك، عن نمط تفكيرك، سواء في “عمر” الذي ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، “سكر” التي تنتمي إلى إحدى الطبقات الشعبية، و”نجلاء” التي تنتمي إلى أهل الريف، “ماجي” التي تنتمي إلى طبقة الشباب “النيرد”، “حمادة” الذي يمثل شباب الطبقة المتوسطة. في النهاية “هتلاقي نفسك في حد من المسلسل”.

تعرفي على: قصة فيلم الفيل الأزرق 2 في نظر الطب النفسي

2. مليونير مليونير.. بكرة هبقى مليونير

من منا لا يحلم بالثراء السريع، الذي يأتي دون تعب أو جهد شاق؟ الإجابة الحقيقية كلنا بلا استثناء، نحلم بهذا الأمر. وجزء من إعجابنا بالمسلسل هو دغدغة مشاعر الثراء السريع، خصوصًا في الظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع، بدا أن تحقيق هذا الحلم -ولو على الشاشة الفضية- أمرًا محببًا للنفس،”وزي ما بتقول كلمات الأغنية: هحلم وأنا صاحي وأحلم وأنا نايم ويا عيشة ارتاحي الفقر أهو راح”.

3. الصراحة مع النفس وتقبل الآخر

نسمع دومًا من خبراء التنمية البشرية عن أهمية تقبل الآخر، والتصالح مع النفس، وأن ذلك من شروط النجاح في الحياة، تبدو كلمات رنانة، ولكن يأتي مجموعة من المجرمين ببساطة يقدمون لنا تطبيق تلك المبادئ بشكل بسيط وسلس وكوميدي فنحبهم، ونصدقهم. فـ”سكر” في المسلسل على سبيل المثال لم تدَّعِ الفضيلة، أو وجهت اللوم للمجتمع على ظروفها الصعبة، بل فقط أكدت أنها تسعى لأن تعيش في مستوى أفضل، وكانت صريحة مع نفسها، نفس الحال مع “عمر” و”ماجي” و”نجلاء”، وحتى “سبعبع” الذي كان يحلم بأن يكون سينمائيًا ولم ينجح، كلهم كان لديهم صورة واضحة عن أنفسهم، وتقبل لعيوبها، وهي بالفعل في علم النفس أول خطوات النجاح في كسب ثقة من حولك، بحسب مجلة “elite” فى مقال بعنوان “لماذا هذا الجيل مغرم بالأشرار؟”.

كذلك كان هناك تقبل للآخر بعيوبه، فأعضاء العصابة كلهم كان لديهم تقبل للآخر بعيوبه، بل وعمل على مساعدته على التغلب عليها، مثل “نجلاء” عندما كادت أن تنهار أمام الضابط، وساعدها “عمر” على التغلب على خوفها، فكل ذلك جعلنا نقبل عليهم بحب وشغف.

4. الواقعية.. النصاب في النهاية بني آدم

هل ضحكت من قلبك وأنت تشاهد “سباعي” وهو يحاول دخول البنك، بعد أن وضعت له “ماجي” ميك أب شبيه بـ”عم غزال”، ثم ينسى ويغسل وجهه بالمياه؟ ثم كانت تجربة “زيزو” عندما أخبرهم بثقة أنه سيصل بهم سريعًا للبنك، ثم “هوب” تقع المفاجأة عندما قام بحادثة على الطريق، ولم يصل إلى البنك أيضًا. تلك الأخطاء الساذجة أو كما يحلو لنا أن نسميها “العبيطة” التي قام بها أبطال المسلسل، بينًت لنا بشر يخطئون مثلنا، “يسهى عليهم” أحيانًا، تفاجئهم الظروف أحيانًا أخرى، فلا يحسنون التصرف، مثل أي إنسان عادي.

فأبطال مسلسل “بـ100 وش”، لم يدعوا أنهم  يسيرون على نهج “جيمس بوند”، أو “أبطال مارفل” الخارقين، أو حتى تيمة مسلسلات محمد رمضان الثابتة بأنه ينتصر على جميع أعدائه، بل كانوا أشخاصًا يعيشون “اليوم بيومه”، ويتركون لنا فرصة أن نأخذ أنفاسنا بهدوء معهم، وهو ما يحسب للمخرجة ومؤلفي المسلسل.

5. الطيبين لم يعودوا طيبين حقًا

من الناحية الفنية، عندما رسم مؤلفو المسلسل أحمد وائل، وعمرو الدالي، شخصيات المسلسل، وصراعه، جعلا الشخصيات الطيبة في المسلسل لا تبدو بتلك المثالية المعهودة على شاشة السينما أو التليفزيون، وهي المثالية التي تجعل البطل الطيب لا يخطئ مهما حدث، ودوره وعظي أكثر خلال الأحداث، يتلقى الأذى ممن حوله بصدر رحب وابتسامة، تواجهه الأزمات يتغلب عليها بسهولة ولا ينهار لمرة واحدة، وهو نموذج خيالي لم يعد يقنع المشاهد.

وعلى العكس، ظهرت عائلة “عم غزال” بأنها كانت تطمع في الميراث، وهي أول عمليات النصب للعصابة، ثم جاءت فكرة النصب على العريس الخليجي الذي بدا لنا أنه لا يهمه سوى غريزته والمظهر والحسب والجاه، ثم عملية النصب الكبرى على “باسم الأمير” وهو صديق قديم لـ”عمر”، وتسبب في أذى نفسي له، عندما خطف حبيبته. كل ذلك جعل الطيبين فى المسلسل ليسوا طيبين حقًا، بل عليهم مآخذ ومثالب كثيرة، منها الطمع، والجشع، والأذى، فدفع المشاهد دفعًا إلى عدم التعاطف معهم، بل وتشجيع “عمر” و”سكر”.

6. الكاريزما والجمال

تعودنا على رؤية الأشرار في السينما والتليفزيون بشكل نمطي جدًا، الشكل المخيف، والسلوكيات المزعجة التي تفتقد لأدنى معاني الإنسانية، طريقة الكلام وتعبيرات الوجه التي لا نتمنى أن تصادفنا في حياتنا العادية بأي شكل من الأشكال، ولكن في المسلسل، بدا “عمر” النصاب ذلك الشاب الذي يمتلك كاريزما تجذب الجميع من حوله، فضلاً عن شكله الوسيم، أما “سكر” فهي الفتاة الجميلة، التي تمتلك حسًا كوميديًا، وقدرة على إقناع من حولها بسهولة، إلى جانب بقية أفراد العصابة.

هي نقطة فنية أخرى، فاستخدام الجمال بمفهومه الواسع “الشكل الخارجي، والسلوك، والكاريزما” هو حيلة فنية يلجأ إليها صناع السينما والتليفزيون لجذب المشاهد للشخصية، وهو ما قام به مؤلفو المسلسل في سيناريو وحوار المسلسل المكتوب، وأعطته المخرجة كاملة أبو ذكري قبلة الحياة من خلال الصورة.

7. الشعور بالتعاطف تجاه ظروف الأبطال.. التوحد والتقمص

بحسب دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، فالحب الكبير الذي بدا لأبطال مسلسل “بـ100 وش” كان نتاج التوحد مع الأبطال وظروفهم الشخصية: “هناك توحد ما بين أبطال المسلسل والمشاهد، فعلى مدار 30 حلقة، يقوم المشاهد بوضع نفسه مكان البطل فكريًا، ونفسيًا، مما يخلق نوعًا من التعاطف معه، ومع ظروفه الصعبة التي يمر بها، والتي تدفعه إلى جريمة النصب، سواء كانت هذه الظروف أسرية، عاطفية، أو حتى اقتصادية، فيبدأ التوحد الشديد، وهو ما شاهدناه في كثير من الأعمال السينمائية مثل أفلام الفنان عادل إمام، عندما عمل نفس تيمة النصب، وكذلك فيلم فريد شوقي “جعلوني مجرمًا”، وفيلم “اللص والكلاب” للفنان شكرى سرحان.

ويعتبر الدكتور “فرويز” أن طابع المسلسل الكوميدي، جعل التعاطف أشد، وهو ما ظهر في تلك التحليلات على وسائل التواصل الاجتماعي: “تيمة الكوميديا، تجعل التعاطف أكبر من جانب المشاهدين، فتغيب فكرة التطهير التي تسود في المسلسلات الدرامية الطابع، وأن البطل لا بد أن يأخذ جزاءه، فالكوميديا تعتمد على خفة الدم، التي تجعل المشاهد يسامح في جرائم النصب التي يراها”.

في النهاية، دفعت كل هذه الأسباب وغيرها، الجماهير المتابعة للمسلسل إلى تمني ألا تكون نهاية العصابة بالقبض عليهم، بل وكان هناك حالة استنكار بسبب عدم حصول العصابة على الثروة، وعودتهم إلى الفقر مرة أخرى بعد هروبهم إلى الخارج، مما دفع جمال العدل منتج المسلسل، إلى الإعلان أنهم بصدد تصوير جزء ثانٍ سيتم عرضه خلال شهر رمضان المقبل، لذا عزيزي القارئ عليك وضع السيناريوهات منذ الآن، لكيفية عودة العصابة لتحقيق حلمهم في أن يكونوا “مليونير”.

اقرأ أيضًا: مسلسل البرنس: الشر لا يأتي من العدم

المقالة السابقةماذا عن الأحلام ؟!
المقالة القادمةفي رحلة البحث عن الذات، كم اشتاق لنفسي القديمة
إنجي الطوخي
كاتبة وصحفية مصرية

2 تعليقات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا