25 نوفمبر هو اليوم الذي وقع عليه اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة ليصبح “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة” والذي خلاله تحاول الجهات المختصة رفع الوعي بقدر العنف الذي تتعرَّض له النساء على مستوى العالم، بمختلف أشكاله وأنواعه.
بين عنف نفسي وعنف جسدي وعنف لفظي وعنف اقتصادي وعنف جنسي، وغيرها من أنواع الأذى العديدة التي تقع على المرأة، لا في الدول العربية التي ربما تُعاني نساؤها من القهر وازدواجية المعايير فحسب، وإنما حتى في الدول المتقدمة التي تُنادي بالمساواة وتُرسِّخ مبدأ الحريات، إذ شئنا أم أبينا ما زال هناك الكثيرون ممن يتعاملون مع المرأة باعتبارها ليس فقط الكائن الأكثر تهميشًا وإنما المُستضعف أيضًا.
إحدى الأدوات التي ترجمت ذلك إلى لغة مرئية ومُلهمة، كانت السينما والتليفزيون اللذين سعى صُنَّاعهما لتقديم أعمال تُخِّلد ما تمر به النساء، فكانت هناك أفلام عن العنف ضد المرأة عساها تُلهم البطلات الحقيقيات لمثل تلك الحكايات، رد فعل حاسم يقيهن كسرة النفس والخذلان، ولتأكيد أنه أبدًا لم يفت الأوان للصراخ بـ”كفى”.
أفلام عن العنف ضد المرأة من السينما العربية
1. المراهقات.. حين يضعنا العنف على الحافة
“المراهقات” فيلم مصري قديم إنتاج 1960، دارت أحداثه حول ثلاث طالبات مراهقات، الأولى هي ابنة لأسرة أرستقراطية، تبدو للوهلة الأولى تملك كل شيء، المال والعائلة والصيت
لكن بشيء من التدقيق يتضح أن والدتها امرأة قاسية تفرض عليها سيطرتها بالحق والباطل، والأسوأ أنها تسمح لابنها الأكبر أن يتحكم بأخته ويُمارس سطوته الذكورية عليها، في ظل ازدواجية معايير مُجحفة وأسلوب جاف قوامه الضرب والإهانة.
أما الثانية فهي ابنة أسرة متوسطة، يمارس فيها زوج الأم عنفًا لفظيًا وجسديًا تجاه الجميع، دون أن يقوى أحد على ردعه، في حين تنتمي الثالثة لأسرة تركت لابنتها الحبل على الغارب دون اهتمام بتربية أو تواصل.
لنشهد على مدار الأحداث كيف يضع العنف والقسوة البطلات الثلاث على الحافة، وكيف تتصدى كل منهن بطريقتها إلى ما يُمارَس عليها من سادية وظلم.
تعرفي على: حوار أ/ إيمان الشرقاوي حول التربية الجنسية
2. الباب المفتوح.. الغضب الساطع آتٍ
العنف ضد المرأة ليس فقط بدنيًا، إذ كثيرًا ما يكون العنف اللفظي أو النفسي أشد خطرًا وأطول تأثيرًا، ذلك لأنه ينخر في ثقة المرأة بنفسها ويُشعرها دومًا بالانتقاص وعدم أهليتها لخوض الحياة بمفردها.
كان هذا هو نوع العنف الذي تعرَّضت له “ليلى” بطلة فيلم “الباب المفتوح”، التي كان كل حلمها أن تتنفس بعضًا من الحرية وأن تصبح قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، غير أن أسرتها شرعت في وضع العراقيل بوجهها طوال وقت، مع الإصرار على أن تكون خاضعة دومًا لولي أمر ذكر سواء أتى ذلك في صورة أب أو أخ أو زوج، باعتباره الأدرى بمصلحتها والأقدر على الحُكم ع الأمور.
وبالفعل تستجيب “ليلى” للكبار، خصوصًا بعد مرورها بتجربة حب سريعة وفاشلة تُزيد من تشككها بنفسها وبالعالم كمكان آمن، إلا أن ظهور “حسين” كصوت رحيم وعادل بحياتها مُسلطًا الضوء على مكمن قوتها ومانحها الدعم الذي تستحقه، يجعلها تستجمع شجاعتها لتقف بوجه الجميع وتصرخ بـ”لا” عالية مهما كانت العواقب.
تعرفي أيضًا على: سالمونيللا أو You أو كيف تجعلك الميديا تتعاطف مع الجاني
3. زوجة رجل مهم.. ثورة بالوقت الضائع
“منى” بطلة فيلم “زوجة رجل مهم” نموذج آخر لزوجة تعاني من العنف البدني والنفسي من قِبل زوجها “هشام” ضابط المباحث النَرجسي الذي لا يعرف كيف يعيش حياته دون أن يكون صاحب السلطة والآمر الناهي، لكنها وكما يليق بشابة بريئة لم تختبر من الحياة سوى أغنيات عبد الحليم، تحاول أن تحتويه وتتفهمه.
لم تكن تعرف أن انتقاصه منها ومن المقربين منها هدفه الوحيد أن يرتقي هو على كتفيها، وأن إرضاخه لها وسيلته المُتبقية للشعور بأهميته، خصوصًا بعد أن خرج من الخدمة، ومع أنها تستجمع شجاعتها بالنهاية وتُقرر الخروج من حياته، إلا أنه يرفض أن يسمح لها بذلك سوى على جثته حرفيًا.
تعرفي على: افلام للكبار فقط: السينما والثقافة الجنسية والمشاكل المجتمعية
أفلام عن العنف ضد المرأة من السينما العالمية
4. Enough.. الوقوف بوجه العنف
“Enough” فيلم دراما وإثارة أمريكي صدر في 2002، وهو مُقتبس عن رواية صُنِّفت الأكثر مبيعًا وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز عند نشرها في 1998.
أحداث العمل تتمحور حول “سليم” التي تعمل في مطعم برفقة صديقتها، وتشاء الصدفة أن تلتقي برجل أعمال ثري اعتاد الحصول على كل ما يطمح إليه.
لذا لم تكن سوى مسألة وقت قبل أن يتزوج الاثنان ويُكوِّنا معًا أسرة، ثم بعد فترة تكتشف البطلة أن زيجة الأحلام التي تحمست لها، وقودها الخيانة والإهانة والضرب المُبرح يوميًا.
فتثور وترغب بالانفصال، ومع رفض زوجها للطلاق واستخدامه نفوذه ضدها بشكل يجعل الشرطة والمحامين يتخلون عنها، تُقرر الهروب برفقة ابنتها والاختفاء عن الأنظار.
وأمام كل ما تُعانيه من عنف نفسي وانهيار عصبي لا يصبح أمامها مفر من عدم الاستسلام والدفاع عن نفسها والتدرُّب على القتال لتوفير الحماية لها ولطفلتها.
تعرفي على: فيلم “شوكة وسكينة”: هو إحنا بنتجوز ليه؟
5. Sleeping With The Enemy.. النوم مع العدو
“Sleeping With The Enemy” فيلم درامي إنتاج 1991، بطلته هي “لورا” التي تزوجت من الرجل الوسيم الذي بدا أنها ستحظى معه بزيجة مثالية لا غبار عليها، لكن خلف الجدران هناك تاريخ من العنف لا يعرف عنه أحد شيئًا.
وبسبب تسلُّط الزوج ومعاملته الوحشية لزوجته وتعديه عليها جسمانيًا بشكل عنيف ومستمر، تتخذ “لورا” قرارًا بالفرار الأبدي وادِّعاء وفاتها، على أمل أن تعيش حياة هادئة بعيدًا تحت اسم مستعار وبهوية جديدة، فهل تفلح خطتها؟ والأهم إلى أي مدى يُمكن للهروب أن يكون كافيًا وبديلاً أفضل عن المواجهة؟
6. The Stoning of Soraya M.. العنف باسم الدين هو الأسوأ
دون شك “رجم ثريا” هو الفيلم الأكثر قسوة بهذه القائمة، خصوصًا أنه مُقتبس عن قصة حقيقية جرت في إيران عام 1986، قبل أن يتحمس لنشرها الكاتب الفرنسي ذو الأصل الإيراني فريدون صاحب جم.
فالعمل ما هو إلا تجسيد واضح وصريح للعنف الذي يُمارَس في دول تقهر المرأة علانيةً وزورًا وبهتانًا، سواء باسم الدين أو السطوة الذكورية.
إذ تدور الأحداث حول “ثريا”، الزوجة التي يخونها زوجها ويرغب في تطليقها للزواج من أخرى، إلا أنها ترفض التطليق لعدم قدرتها على إعالة أطفالها بمفردها أو إيجاد ملاذ للسكن، فما يكون من زوجها سوى إرهابها نفسيًا وتعنيفها لتستجيب لقراره.
وحين تفشل محاولاته يتفتق ذهنه عن تلفيق تهمة الزنا لها بمعاونة من رجل الدين في البلدة، الذي يحكم عليها بالرجم حتى الموت دون تحرٍّ عن الواقعة.
هكذا تموت “ثريا” جراء ظلم وعنف يمارسه عليها كل أهل بلدتها بمن فيهم والدها وولديها، لتصبح وفاتها صرخة مدوية بوجه الظلم والعنف وأصحابه، هؤلاء من يستبيحون النساء ويتسضعفونهن تحت أي اسم وبأي صفة.