من كان ياما كان لتوتة توتة: إزاي أحكي حدوتة ؟

2430

بقالي فترة بدرب نفسي على تأليف الحواديت وحكيها، هحكيلكم عن تجربتي البسيطة في الموضوع ده، الكلام الجاي هو تجربتي اللي مش معتمدة على أي موضوع بحثي أو حاجة علمية لكنها فقط اجتهاد أم.

أنا كنت راسمة تخطيط تاني خالص بعد ما تتم السنة ونص، وأهم خطوة كانت إني هبدأ فطامها، قريت كتير وحسيت إن الفطام التدريجي هو أكتر حاجة ريحتني وشجعتني إني أبدأ الخطوة دي، هبقى أكتب عن تجربة الفطام كلها لما تخلص إن شاء الله. المهم إن من أهم التوصيات في موضوع الفطام ومع اختلاف كل طرقه إن الأم المفروض تربط وقت النوم بحاجة تانية غير الرضاعة، وكانت الوصايا دايمًا إنها تربط الوقت ده بحكي حدوتة. حكي الحواديت عمومًا بحسه موهبة، وبحس إني مش موهوبة قوي في الحكي، ومش عارفة إزاي احكي حدوتة. آه أنا اللي طول الوقت برغي عن طريق الكتابة، عندي صعوبة حقيقية في حكي حدوتة لـ”ماريا”، بحكيلها طبعًا دايمًا من يوم ما اتولدت، بس مش بصورة منتظمة، بعض الحواديت بكون سمعتها أو قرأتها في أي مكان، وأحيانًا بعرف أخترع قصة من الأول للآخر، والحقيقة إن القصة اللي بكون ألفتها بتكون أقرب لقلبي، مع إنها مش بنفس جودة اللي سمعتها، وكمان بحس إنها بتشد “ماريا” أكتر، يمكن عشان بحكيلها من وحي حاجات هي عاشتها.

ليه نحكي حدوتة؟

حكي الحواديت بيساعد الطفل على زيادة الحصيلة اللغوية، وبيشجع الخيال عنده، بس بصراحة مكانش ده بس الهدف، بالنسبة لي الوقت النوعي هو واحدة من أهم وسائل التعبير عن الحب، الوقت النوعي هو الوقت اللي تقضيه مع الشخص اللي بتحبه بكامل تركيزك وحواسك، والطفل بيحب جدًا الطريقة دي عشان يحس إن اللي قدامه بيحبه، عشان كده كنت بحب أقضي وقت مع “ماريا” بكامل تركيزها، فكنت بحكي لها حدوتة.

كمان حكي الحواديت أو الأغاني اللي بغنيها لـ”ماريا” كانت بتهون عليَّ وقت الرضاعة، أنا محبتش أنظم رضاعتها وأخليها كل ساعتين أو تلاته بس، حسيت إن ده مش صح، وطبعًا بيبقى إرهاق جدًا جدًا للأم إن الطفل مثلاً يحتاج يرضع كل ساعة أو حتى كل نص ساعة، عشان كده كان لازم الوقت ده يمر بحاجة تهون شوية.

إزاي أحكي حدوتة تجذب انتباه الطفل؟

طول الوقت من أول ما عرفت إني حامل وأنا بحكي للنونو، وبعد ما عرفت إنها بنت بقت صيغة كلامي محددة أكتر، وبعد ما ولدت بقيت أتكلم معاها كتير جدًا، بس حدوتة كاملة كانت صعبة شوية، لحد ما مشيت على الخطوات الجاية دي وبدأت أعرف أحكي حدوتة حتى لو بسيطة جدًا.

1. المراقبة والملاحظة

صحيح إن من راقب الناس مات همًّا، لكن إحنا هنراقب هنا عشان نطلع بحدوتة، طول اليوم بيحصل مواقف كتير جدًا طبعًا سواء بيني وبين بنتي، أو موقف بين طفل تاني ومامته، أو بين اتنين كبار، أو حتى مع السواق اللي ركبنا معاه، ممكن بدل ما نقول المعلومة بشكل مباشر نحكيها وسط حدوتة أو نعمل منها هي الحدوتة. مثلاً كنا في مكان فيه أطفال ولعبوا في المكان وبهدلوه واتعاملوا غلط، بدل ما نقول المعلومة بشكل مباشر ممكن نحكي عن الولد اللي اتكسرت لعبته لما فلان زارهم ولعب بشقاوة، وإزاي هو زعل من صاحبه عشان كسرله لعبته.

2. تغييرات البيئة المحيطة

حاليًا أنا على وشك بدء مرحلة الفطام، فبقيت أحكي لبنتي على الفرق بين الطفل اللي مش بيعرف ياكل والطفل الأكبر اللي عنده أسنان قوية يعرف ياكل بيها زي مامته وباباه، وإزاي إن الأكل هيساعده يكون أقوى ويقدر يلعب ألعاب أكتر.

3. تحديد الهدف

مش لازم كل حدوتة تبقى بتقول نصيحة أو بتصحح معلومة، ممكن الحدوتة تبقى بتدي معلومات بسيطة، زي مثلاً إن الأميرة بطلة الحكاية عندها فراشة بجناحين ملونين، وإن الفراشة بتطير لما بتحرك جناحاتها في الهوا، يعني تدي معلومات عن طير معين أو حيوان، أو حتى تعرف الألوان زي الشمس البرتقالي والشجر الأخضر والبحر الأزرق والولد اللي لون عينه بني.

4. نبرة الصوت

التغيير في نبرة الصوت والتعبير الصوتي من أهم وسائل جذب انتباه الطفل وتعليمه، يعني لو حكيت القصة كلها بنفس نبرة الصوت الطفل غالبًا هيحس بالملل، وغالبًا هيسييك ويقوم.

5. شوية حاجات لازم تاخد بالك منها

راعي مشاعر الطفل، يعني لو زهقان ومش عاوز يسمع بلاش يجيلك إحباط. شجعه يعمل اللي بيحبه، راعي إن الطفل يكون مرتاح، وهنا مرتاح دي فضفاضة جدًا، يعني من أول أن الحفاضة بتاعته نظيفة لحد إنه يكون شبعان ومش حران ولا بردان.

أخيرًا، بلاش تنبيط على الطفل في الحكي، ونظام شوف الولد الوحش اللي بالصدفة كان بيعمل نفس اللي كان الطفل بيعمله، لأن ده هيخليه يبطل يسمع حواديت للأبد.

المقالة السابقة6 أفلام من السينما العربية والعالمية جسدت العنف ضد المرأة
المقالة القادمةأنواع العنف الأسري: هل أنتِ في علاقة مسيئة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا