ونحب تاني ليه؟

1881

بقلم: نور ياسر

ونحب تاني ليه؟ سؤال بيطرحه المؤلف عمرو محمود ياسين واللي الحقيقة مجرد وجود اسمه على أي مسلسل بيديله أهمية وقيمة، لأنه من أكتر الكُتاب اللي بيناقشوا المشاكل الاجتماعية بشكل واقعي وحقيقي جدًا.

المسلسل بيحكي عن “غالية” اللي بتقوم بدورها النجمة ياسمين عبد العزيز. “غالية” مهندسة ديكور وعندها جاليري خاص بيها وناجحة جدًا في شغلها، متجوزة عبد الله واللي بيقوم بدوره  النجم شريف منير، “عبد الله” مخرج إعلانات ناجح ومشهور.

حياة زوجية مثالية جدًا أو هكذا تبدو.. الاتنين ناجحين ومستقرين لحد كبير في حياتهم العملية، لكن حياتهم الشخصية كانت مش مستقرة تمامًا؛ “غالية” طول الوقت بتحاول تهتم وتقرب من “عبد الله” وتفاصيله وبتتغاضى طول الوقت عن تقصيره معاها ومع بنتهم واختفاء دوره في حياتهم تقريبًا.

ولكن على الجانب التاني “عبد الله” مكانش حاسس ولا شايف اللي “غالية” بتعمله، ولا شايف من الأساس إنه مقصر في حقها ولا في حق بنته. وبتتصاعد الأحداث لحد ما بيتخانفوا خناقة عادية، ولكن “غالية” بتصحى تاني يوم تتفاجئ إن “عبد الله” بيطلقها، لأنه مبقاش مبسوط ومش قادر يكمل، وبتتصدم “غالية” من تصرفه، ولكن ده مبيغيرش حاجة، وفعلاً بينفصلوا وبتبتدي “غالية” تتأقلم على حياتها الجديدة وبرضو بتتحمل مسؤولية بنتها لوحدها.

بعد فترة بيظهر “مراد”، واللي بيقوم بدوره النجم كريم فهمي. “مراد” رجل أعمال ناجح بيقابل “غالية” صدفة وبيعجبوا ببعض من اللحظة الأولى، وبتبدأ الحدوتة بينهم، وبيحبوا بعض و”مراد” بيعرض الجواز على “غالية”، وهي بتوافق، لكن لما “عبد الله” بيشوف “غالية” بدأت تتغير وتعيش حياتها مع حد تاني بيبتدي يغير عليها ويحس إنه لسة بيحبها وبيفكر إنه يرجعلها، وبتبدأ أحداث المسلسل تتصاعد.

فيه طبعًا شخصيات وأحداث كتير ونوعية علاقات أكتر بتحصل بجانب الخط الأساسي في المسلسل، وتستاهل إننا نتكلم عنها، بس خلينا نتكلم عن التلات أبطال الرئيسيين اللي بتدور حواليهم القصة.

“غالية” التي تشبهنا كلنا

أول شخصية هتكلم عنها هي “غالية”، هي كست كانت طول الوقت متطلباتها بسيطة وطبيعية جدًا، مش طالبة غير إن جوزها يحس بيها ويحتويها ويشاركها تربية بنتهم وتفاصيل حياتهم، وطول الوقت عندها فكرة إنها تعدي وتسامح وتغفر، لحد ما اتصدمت إن كل التضحيات اللي ضحتها السنين اللي فاتت من عمرها جوزها أصلاً مش شايفها، وكمان شايف إن هو اللي مش مبسوط، وهو اللي قرر ينفضل عنها، وده اتسبب لها في خيبة أمل كبيرة خلتها تفقد ثقتها في الناس، وخوف إنها تكرر التجربة تانس مع “مراد”، وده كان واضح من بداية علاقتها معاه ومقاومتها لمشاعرها ورفضها له، وحتى بعد كده طول الوقت بتطلب منه إنه يطمنها وميخذلهاش، وإحساس عدم الأمان اللي جواها بيظهر في أي خلاف بيحصل بينهم، ولكن “مراد” كان دايمًا بيحاول يطمنها ويبين لها قد إيه هو بيحبها، وده هنتكلم عنه بالتفصيل في شخصية “مراد”.

“عبد الله”: كيف تكون أناني بلا مجهود

أما بقى شخصية “عبد الله”، فهو بيمثل الراجل الأناني اللي طول الوقت مش بيفكر غير في نفسه وإزاي يبقى مبسوط، بصرف النظر عن اللي حواليه وعن احتياجاتهم. حابب إنه يعيش حر بدون أي قيود ولا مسؤوليات، وأنانيته دي بتظهر بشكل واضح جدًا لما بيبتدي يحس إن “غالية” هتبدأ حياة جديدة مع حد تاني، وبيبقى مستعد يعمل أي حاجة عشان يرجعها، وده مش حب على قد ما هو نوع من الأنانية مخلياه يرفض إن “غالية” اللي كانت مراته في يوم من الأيام وبتحبه تروح لحد تاني، واللي غالبًا لو رجعتله هيبقى مجرد وقت وهيسبها تاني.

“مراد”: هل يكون طوق النجاة؟

بالنسبة لشخصية “مراد”، فهو شخصية سوية لحد كبير، طول الوقت عارف هو عايز إيه ومش عايز إيه، قراراته بتكون واضحة دايمًا وبيعمل اللي هو مقتنع بيه وبس، من غير ما يفكر اللي حواليه هيوافقوا على ده أو لأ، حتى لما اتهز شوية لما عرف إن “غالية” مطلقة وعندها بنت، الموضوع مخدتش حيز كبير من تفكيره، وتغاضى عنه وقرر يقربلها برضو بغض النظر عن أي حاجة تانية، ولما فهم إن مشكلة “غالية” في إحساسها الدائم بعدم الأمان حاول يثبتلها طول الوقت إنه موجود عشان يحبها ويحميها، وده وصلها وطمنها لحد كبير، وحسسها إنها ممكن تحب تاني وإن التجربة تستاهل.

مش عارفة الحلقات اللي جاية أحداثها هتودي الأبطال لفين، بس لحد دلوقتي ومن وجهة نظري المسلسل نجح في إنه يجاوب على سؤال “ونحب تاني ليه؟”، وأتمنى إن كلكم تفضلوا تحبوا دايمًا عشان تقدروا تعيشوا.

مسلسلات رمضان 2020: افتقاد الحب الذي دمر “ريهام” و”فرح”

المقالة السابقةهتروق وتحلى: مقالات حول كورونا وقضاء ليالي العزل
المقالة القادمةالعيد فرحة: أفكار تجعله وقتًا مميزًا رغم العزل والملل
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا