كل ده كان ليه ؟! لماذا غناها عبد الوهاب

1648

بقلم: آية إبراهيم

صمت وألحان حزينة في خلفية الأيام، وكلام بيدور في دماغي ملوش أول من آخر ومش عارفة أعبر عنه. صوت جوايا بيقولي “عُدتِ وحيدة مُجددًا”، مقدرش أنكر أبدًا إن حواليا ناس كتير بتحبني وبحبها، دايرة آمنة كما يجب أن يكون، بس دايمًا بيكون فيه مراحل معينة الشخص لازم يعديها لوحده، يعيد حساباته ويدور على إجابات لتساؤلاته اللي من نوعية: كل ده كان ليه ؟!

كل ده كان ليه فعلاً؟!

شعور إن الواحد مش فاهم إيه اللي حصل ده وليه، ولا عارف هو يستحق الزعل أصلاً ولا لأ، شعور غير مُريح إطلاقًا، لا إنت عارف تزعل ولا عارف متزعلش، ولا تشرح اللي جواك أصلاً، فلما تفهم تتقبل ولما تتقبل تعدي. بتكلم عن التقبل، وأنا عارفة إنه أهم حاجة وسط كل أحداث حياتنا، وإن هو اللي بيساعدنا نتخلص من الندبات الكبيرة والصغيرة أو نداويها شوية بشوية، وبناءً عليه أنا مش معترضة، بس في نفس الوقت مش متقبلة. حاجة كده في منتهى التناقض اللي شبه كل أفكاري ومشاعري.

بس لقيت نفسي في شوية حاجات عبرت عني

في أغنية “حاوي” لمسار إجباري، بيقول فيها هاني الدقاق” “أنا اتعودت أحلامي أشوفها بتجري قدامي وملحقهاش”، أهو ده بالظبط اللي أنا حاسة بيه، أصلها مش حاجة واحدة وضاعت، أنا حصلي كده في أكتر الحاجات اللي اتمنيتها، ولحد دلوقتي مش لاقية تفسير. هل مثلاً بتمنى حاجات غلط؟ بس يعني كلها غلط؟! معرفش!

فلت إيدي من كل حاجة وفضلت الصمت والعزلة، هما أنسب حاجة للمرحلة. عجزت عن كتابة وصف يليق باللي أنا حاسة بيه، وكشخص بيعبر عن كل حاجة جواه بالكتابة دي مشكلة بالنسبة لي.

لقيت نفسي في بعض الجمل في الكتب والأغاني عبرت عني. حاجة حلوة بتحسس الواحد بالونس إن في مكان ما فيه شخص حاسس نفس الشعور اللي إنت حاسه، أو حس بيه في وقت قبل كده. رغم إيماني الشديد بجملة في نهاية المطاف، ستأتي الأشياء من تلقاء نفسها دون أي جهد، أو سترحل للأبد رغم كلّ الجهود“. زعلت لما الأشياء اللي اتمنيتها رحلت، ودي حاجة مقدرش ألوم نفسي عليها.

اللا رغبة واللا شعور

مرحلة طبيعي نوصلها بعد ضياع بعض الأشياء مننا في الطريق. أنا دلوقتي مش زعلانة ومش فرحانة، مش معترضة بس مش متقبلة، مش فارق معايا حاجة أصلاً. بس يا ترى دي ضريبة الأحلام؟ لسة ملقتش إجابة شافية، لكن في يوم من الأيام يمكن ألاقي وأفهم حكمة ربنا.

في نهاية 2019

بما إن السنة قربت تخلص، وباعتبارها سنة مميزة كانت مليانة أحداث، حابة أقول شوية حاجات كده:

  • لازم نتقبل فكرة إن مش كل حاجة هنتمناها هتتحقق.
  • أغلب الحاجات الحلوة اللي بنستناها وبنرتبلها لما بتيجي مبتكونش بنفس حلاوة اللهفة اللي كنا مستنينها بيها. الأوقات الحلوة بجد بتيجي من غير ترتيب. ساعات بنبذل مجهود في حاجة ولما بتيجي بنكتشف إنها أوقات عادية، يزيد عليها تكلف إنك المفروض تكون مبسوط عشان الاستعدادات بتقول كده، فإيه بقى؟ أنا مش فرحان ليه؟!
  • هتفضل معظم الحاجات الحلوة بتيجي صدفة، وبيكون تأثيرها أحلى، ولما بنفتكرها بنفرح زي وقت ما حصلت بالظبط.
  • 2019 ادتني حاجات حلوة كتير، أيام حلوة وأيام مُرهقة لكن ممتعة، مشاعر متضاربة، بس كان لازم أعيشها، صحاب حلوين غالبًا هما المكسب الأكبر من السنة.
  • 2019 ضيعت مني أمنيات كانت كبيرة بالنسبة لي، لكن مكانش ليَّ نصيب إنها تحصل.
  • 2019 خدت مني قد ما ادتني بالظبط، وكأنها قاصدة تقولي إن كل شعور حلو عليه ضريبة هتدفعيها شعور عكسه، ومش هقدر أقول “life is not fair“، لأن زي ما كان فيه الحلو كان فيه الوحش. واللي جاي هيكون نفس الشيء، يمكن بس في وقت زعلنا مش بنشوف غير الجانب المظلم للأحداث.

هتعدي

في الآخر كل حاجة بتعدي، والتفاصيل اللي مزعلانا بتدوب في زحمة الأيام، في شوية إنجازات صغيرة، بتعدي بكلامنا قدام ربنا نقول كل اللي جوانا وندعي فنرتاح. بتعدي بعشمنا في ربنا إنه يعوضنا عن كل حاجة اتمنيناها ومحصلتش، عن كل دعاء ربنا أخَّر استجابته لحكمة محدش غيره يعرفها، في الآخر كل حاجة بتعدي.

هتعدي بتجيبنا الأيام وتودي.. على قد ما تاخد على قد ما تدي

اقرأ أيضًا: سنة كبيسة ولكن..

المقالة السابقةالأمومة بين كتب التربية الحديثة وصراعات الواقع
المقالة القادمةمن أجل صحة أفضل: كيف تعلمت الاحتياجات الغذائية لجسدي؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا