الأمل مش سذاجة

1249

بقلم: رغدة شريف

كلنا عندنا الصاحب اللي شايف إن الأمل كان ينفع بس نصدق فيه وإحنا أطفال، ودايمًا بيقولك “أمل ماتت خلاص”، بس تعالوا كده نقف ونفكر مع نفسنا، إزاي الأمل كان السبب الأول اللي خلانا نعدي ليالي صعبة كتير، بالمنطق عمرها ما كانت هتعدي، أو كانت هتكسرنا تحتها.

كيف نجانا الأمل؟

كام مرة فشلت وكان الخوف من الفشل مرة تانية هيكتفك ويحبسك جوه قوقعة، ومش هتفكر تاخد أي خطوة تاني، لكن لقيت جواك بصيص من الأمل إن المشهد ممكن يتغير ويبقي ليِه نهاية مختلفة، فقررت إنك مش هتسمح للخوف يوقفك في مكانك، وهتحاول تاني وهتجرب طرق مختلفة وسكك تانية، عشان عندك أمل توصل، ووصلت لطرق مختلفة أفضل؟

طيب كام مرة حبيت وانجرحت وقلبك قرر إنه مش هيوارب الباب لأي حد تاني، وبعدها لقيت جواك حبة أمل إن لسه فيه ناس تستاهل حبك، وقررت تسيب نفسك شوية وتحب تاني، وتعيش الحب لغاية آخرُه، وقابلت اللي يستاهلك؟ كام مرة فقدت حد غالي عليك وعدت ليالي ضلمة كتير لدرجة حسيت إن ضلمتها هتبلعك جواها، بس بعدها خلص الليل وطلع النهار والشمس بانت، وأعلنت عن يوم جديد وبداية جديدة وأمل جديد اتزرع جوة قلبك خلاك تفضل عايش لغاية اللحظة دي ومتمسك بالحياة؟

كام مرة كنت شايف علاقة مهمة ومحورية في حياتك بحد من عيلتك أو أصحابك أو شريك حياتك مستحيلة، ووصلتوا سوا لحيطة سد، وبعد ما كنت هتيأس وقفت مع نفسك ومسكت في آخر شوية أمل فاضلين، وقررت إنك هتستثمر في العلاقة دي وقت ومجهود ومشاعر وتفكير أكتر، عشان عايزها تكمل، ولقيت الأمل ده وَلّد طاقة جواك أكبر، وقدِمت أكتر من اللي كنت متخيل إنك هتعرف تقدمه عشان تنجح، وبفضل محاولاتك العلاقة دي لسة ناجحة ومكملة لغاية دلوقتي.

ليه لازم نعيش بالأمل؟

أكيد الحب والنجاح والخطوات الكبيرة في حياتك مش سببها الوحيد هو الأمل، لكن ينفع نقول إن الأمل والإيمان جوانا بوجود صورة أجمل وسعادة أكبر لسة معيشنهاش، وإن فيه نجاحات كتيرة جاية نقدر نوصلَها ونحققها، هو الخطوة الأولى اللي بتحركنا لقدام عشان نشتغل على نفسنا أكتر، وندور على طرق مختلفة ونجربها بشجاعة، عشان نتغير ونوصل، يعني نقدر نقول هو بداية الطريق، يبقى مينفعش نقول إنه سذاجة أبدًا.

فيه دراسات كتير اتعملت عن تأثير التفاؤل والأمل على صحة الناس النفسية وعلى نجاحهم الأكاديمي والمِهَنِي كمان، من ضمن الدراسات دي دراسة عملها البروفيسور والمعالج النفسي  “John Maltby” في جامعة Leicester، بالمشاركة مع زمايله، تابعوا فيها طلاب جامعيين على مدار تلات سنين، ولقيوا إن الطلاب المتفائلين أكتر حققوا إنجازات أكاديمية أكبر من باقي الطلاب.

فيه نتايج مشابهة وصل لها البروفيسور والمعالج النفسي “Kevin L. Rand” في جامعة India University-Purdue University Indianapolis درس فيها طلاب سنة أولى قانون، ولقى إن الأمل كان مؤشر لأدائهم الأكاديمي، مش بس مجرد التفاؤل البسيط.

آخِر دراسة هاشارك بيها عملها الدكتور “Stephan Stern” من جامعة Texas Health Science Center في مدينة San Antonio، ودرس فيها هو وزمايله الأمل وتأثيره علي معدل الوفيات على عدد 800 شخص من كبار السن المكسيكيين والأوروبيين والأمريكيين، أعمارهم ما بين 64-79 سنة، وخلاهم يملوا استبيان لليأس، ما بين سنة 1992-1996 وبعدها بـ3 سنين، يعني سنة 1999، قرابة 29% من الأشخاص اللي كانوا فاقدين للأمل بناء على الاستبيان اتوفوا، مقابل 11% بس من اللي كانوا بيتمتعو بالأمل في وقتها.

كل ده يخلينا نقول إن الأمل مش بس له تأثير على حياتنا وبيساعدنا ناخد خطوة لقدام، وإن حياتنا متكونش واقفة، لكن كمان بيساعدنا نعيش حياة أطول، أو على الأقل نعيش حياتنا أفضل مهما كان الباقي فيها. اوعى تصدَق إن الأمل سذاجة، لكن صدَق إنه بداية الطريق اللي هيساعدك تغير حاجات كتير وتوصل لأحلامك.

المقالة السابقةده جسمي: مقالات للتصالح مع الجسد
المقالة القادمةقبل أيام من رمضان 2021: لا تشاهدوا هذه المسلسلات
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا