قصة فيلم بشتري راجل لنيللي كريم: حكاية شمس التي تشبهك وتشبهني

3206

بقلم: شيماء شناوي

ليست “شمس” وحدها التى فُتنت بمقولة الأديب الأرجنتيني “بورخيس” عندما قال: “وبدافع التردد أو اللا مبالاة أو لأي سبب آخر لم أتزوج حتى الآن”. فمن المنصف هنا أن نقول بأن حكاية “شمس” في فيلم بشتري راجل، ودوافع بورخيس هي حكاية الكثير منا. فالفيلم يحكي قصة “شمس”، الفتاة التي تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج بعد، ولا تريد أن تتزوج، حتى يصدمها خالها الطبيب بأنه أجرى لها تحليل الـAMH ضمن تحليلاتها الدورية، ونتيجة التحليل تؤكد أن فرصتها في أن تصبح أمًا تتضاءل بمرور كل سنة من عمرها.

هذا الوميض المظلم الذي ألقاه الطبيب في وجهها جعلها وجهًا لوجه أمام نفسها، وأرغمها على أن تتساءل: هل تخوض تجربة الزواج وتحتملها بكل شجاعة، أم تتخلى بنفس الشجاعة عن رغبتها في أن تصبح أمًا؟ من هنا تبدأ الدراما ويشتد الصراع، إلى أن تهتدي “شمس” بأن الحل هو: مأذون لتتزوج، أنبوبة معمل لإجراء عملية الحمل، ثم مأذون للطلاق.

عند مشاهدتي الفيلم وجدتني أخاف مثلها، ويحتلني نفس القلق، وكأن خيوط حياتنا تتداخل لتصبح نفس النسيج؛ فالخوف واحد، والحيرة متشابهة، فأن أسوأ ما في حكاية “شمس” أن شمسها ترسل أشعتها الذهبية لتتغلغل داخل جلدك وتحرقك، فالأمر مستحيل أن تشعر بنفس الألم ولا تتوجع.

لماذا لم تتزوج “شمس”؟ ولماذا اختارت أن تختصر الأمر فى مجرد عملية تلقيح؟ وأي خوف جعلها تتحاشى الرجل، وتحاول أن تجد لها حلاً بعيدًا عن العيش بجانبه، قبل أن يفقد رحمها مدة صلاحيته ويصبح Expired؟ فـ”شمس” التي خافت أن تبقى وحيدة، فضَّلت أن تشتري أنبوبًا على أن تشتري رجلاً. اختارت أن تكون أمًا دون أن تكون نسخة مكررة من أمها، وأن تصبح مجبرة على أن تعيش مع نسخة مكررة من أبيها.

“شمس” لا تكره الرجل ولا الزواج، لكنها تكره الفشل في التجربة، تكره أن تتذوق الكذب والخيانة، وتكره خيبة الأمل، فخلال الفيلم لم تحكِ “شمس” عن تجربتها في الحب، ولكنها صارحتنا بكل مخاوفها حين تحدثت مع أمها قائلة: “عايزاني أتجوز زي كل البنات! عايزاني أعيش زيهم كدب وخيانة وخيبة أمل! هي دي العيشة اللي إنتي بتتمنيهالي؟!.

إذًا فمن هذا تخاف شمس. تخاف الفشل، لا تخاف الزواج. هذا النوع المشروع من الخوف، الذي لا يمحوه إلا الحب، فـ”شمس” لم تكن تسعى لأن تعيش مع رجل، كانت تسعى لأن تكون أمًا. لكنها حين أحبت سعت إلى رجل بعينه، جعلها تحبه ولا تخشى الفشل معه.

“بشتري راجل”، فيلم رومانسي كوميدي مصري، من إخراج محمد علي، وتأليف إيناس لطفي، وإنتاج دينا حرب. ومن بطولة نيللي كريم، ومحمد ممدوح، ولطفي لبيب، وليلى عز العرب، ومحمد حاتم، ودنيا ماهر، وليلى عربي. صدر الفيلم يوم الثلاثاء بتاريخ 14 فبراير 2017، بالتزامن مع عيد الحب، وحقق إيرادات قدرها 165 ألف جنيه مصري في أول يوم من عرضه.

اقرأ أيضًا: بشتري راجل: فيلم ينتصر للمرأة أم يزيدها هزيمة

اقرأ أيضًا: 10 نساء في السينما المصرية كسرن القالب

المقالة السابقةصدق أو لا تصدق: الإحباط يساعد على التعلم
المقالة القادمةتفكرين في العمل! إليك مجموعة أفكار لمشروع صغير مربح من داخل منزلك
كلامنا ألوان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا