بقلم/ وفاء مرزوق
يا عزيزي.. أنا لا أرغب في أن أكون أنت، ولا أسعى إلى أخذ مكانك، ولا أن يكون لي صفة وأفعال ووظائف الرجل نيابة عنك.
دعني أصدقك القول، إنني أُشفق عليك من ذلك الثِقل الموضوع على عاتقك. وتلك المسؤولية التي تؤرق نومك وتأتيك في أحلامك. والتي تحسب لها مئات المرات، فليست الصعوبة تكمُن فقط في اتخاذ القرارات، لكنها أيضًا في تحمُل التبعات.
وحينما أرغب في مشاركتك ذلك العبء وتلك المسؤولية، يكون هذا ليس فضولاً أو رغبة في تميُز مزعوم، ولكن إشفاقًا عليك من كل ذلك.
نعم إنه عبء المسؤولية المُلقى عليك كرجل، خصوصًا عندما يجيء دورك كزوج ورب أسرة. بالطبع سنتشارك في كل شيء. لكن في النهاية وبطيب خاطر سأترك لك قيادة تلك الدفة وتوجيه سفينة الحياة.
أتعلم ما المشكلة يا عزيزي في صراع الأدوار الآن؟ أننا أصبحنا رجالاً أكثر من اللازم، فأصبح بحثنا عن رجال يفوقوننا رجولة. إننا نرثي لحالنا وحالكم في تلك النقطة بكل أسف، فلقد أمضينا الكثير من الوقت نُكابر تعاليًا وليس استغناءً حقيقيًا، فحيلنا الدفاعية تتصدر الموقف. وأصبح لمفهوم “المرأة القوية المُستقلة” Strong Independent Woman الكثير من التأويل إلى أن تشوَّه معناه الأصيل الحقيقي.
تلك المرأة القوية التي خُلقت لكي تكون معينًا نظيرًا، وليس لكي يتحول بقاؤها إلى صراع مرير. تلك المرأة التي لا يتهدد وجودها بوجودك كرجل، ولا وجودك كرجل بدورها.
قد يكون حديث البعض منا هو: نعم، أنا تلك المرأة القوية ولكن تلك القوة تُستمد من قوتك ووجودك. أنا تلك المرأة التي تستقوى بك، والتي تقول لك في حديثها الداخلي: “لا تضعف لأجلي”.
أنا تلك المرأة التي تريد أن تحتفظ بدورها كأنثى، وأن تحتفظ أنت بدورك كرجل. ليس في هذا إِقلالاً لأي منا. فأنا بالمناسبة نسوية. نعم أنا نسوية أؤمن بتكامل دوري بجانب دورك، ودورك يؤازره دوري. أريد أن أظل أنثى وتظل أنت رجلاً، يقوم كلانا بدوره بتمايز دون صراع تبادل الأدوار، ووهم القيادة والسيطرة، فلا أريد أن أفقد هويتي كأنثى في طريق ذلك الصراع المحموم، ولا تحت ضغط تلك الحياة. ولا أن تتكل أنت أيضًا على مفهوم القوة المُشوَّه.
عزيزي الرجل.. أريد وبعمق أن أظل أنثى بعينيك، وأن تظل رجلاً بعينيي. فأنا لا أرغب في أن أكون أنت.
أؤمن بتكامل دوري بجانب دورك